انكشفت وتكشفت الحقائق لتظهر معها كل المخبأ والمستور ، وكل محاولات التآمر والخديعة والمخادعة لتسويف إرادة الشعب الجنوبي العربي ، في مطبخ ما أطلق عليه مؤتمر الحوار اليمني الشمالي ، الذي استغرق انعقاده فترة نصف العام ، في صنعاء عاصمة دولة الاحتلال الجمهورية العربية اليمنية. انكشفت الحقائق لينبري معها سؤال يفرض نفسه على نظام الاحتلال اليمني ، وعلى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي ، بجميع مكوناته ومسمياته ومسئولياته ، ويفرض نفسه على الأشقاء في دول الخليج العربي ، الذين وضعوا أنفسهم في الواجهة والمواجهة في مؤتمر حوار اللف حول الفراغ ، ومعهم نظام الاحتلال اليمني ، بان عليهم الإجابة على هذا السؤال وعلى النهاية والمهزلة ، التي آلت بحوار نصف العام في صنعاء ، وبالمتحاورين من دعاة الممثلين عن شعب الجنوب العربي في حوار المهزلة ، ليجدوا أنفسهم في موقف لا يمثلون فيه حتى أنفسهم . تلك الحقائق التي كشفت معها أيضا حالة التخبط التي عاشها السيد جمال بن عمر الذي استنفذ رصيده الشخصي ، في ثنايا حوار صنعاء كمبعوث أممي ، وحالة الاستماتة وصراعه مع نفسه كما تبدى واضحا للعيان ، على أسارير وجهه ونبرات صوته وحركاته وسكناته ، فانصبت وانعكست في تقاريره المجافية للحق وللحقيقة ، تجاه إرادة ومطلب شعب الجنوب العربي ، من فك ارتباطه من مشروع وحدة انتقالية تمت في العام 1990م ، وأفشلها نظام صنعاء بممارساته الهمجية وعقليته المتخلفة ، بأن أحالها من مشروع وحدة إلى مشروع احتلال ، في حربه الغادرة على الجنوب العربي عام 1994م . إذا ، ماذا بقي للسيد جمال بن عمر ولشلة المتحاورين ونظام صنعاء الاحتلالي ، بعد نفاذ جميع الحيل والمكائد ، وأي شكل من أشكال حوار قادم ممكن أن نتوقعه ؟ وأي شكل من أشكال وجوه المتحاورين الجدد ممكن أن نتوقعهم كذلك ، ؟ إذا ما تجرأت أي جهة على تشريع حوار جديد ، على غرار ما مضى من حوار في صنعاء . إن شعب الجنوب العربي لن ينفك عن مطلبه العادل في فك الارتباط ، ولن ينثني أو يثنيه كائن من كان بأن يحيد عن مطلبه ، أما نظام الاحتلال بصنعاء والموالين له فمن حقهم أن ينتقلوا من حوار لآخر ، فذلك شأنهم حسبما لكل جهة في صنعاء شأنها الخاص بها ، من رئيس مخلوع ومتمتع بالحصانة ، جعلته يصول ويجول في ميدان افتعال وإشعال الأزمات ، ورئيس شرعي افتراضي تم التعاقد معه ولا حول له ولا قوة ، ومشائخ قبائل ومتنفذين ، وجنرال حرب سعيه البحث عن الجاه بقوة السلاح ، وحكومة وفاق صورية حصلت على غايتها عبر استدراج عقول الشباب اليمني ، الذي أوهموه بالثورة وما أدراك ما الثورة ، وعلماء فتاوى الطراز الجديد بتكفير امة محمد ، تحت ذريعة الإسلام والإسلام منهم براء ! فهل من يستطيع الإجابة ويحل طلاسم هذه التركيبة العجيبة .. التي لسنا منتظرون لها طالما وأنها شان شمالي لا يهمنا ولا يعنينا !.