د. فضل الربيعي لقد دلت جميع الشواهد على فشل الوحدة الاندماجية التي قامت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وجارتها الجمهورية العربية اليمنية عام 1990م وانه بدون حل ناجع لقضية الجنوب بما يلبي طموح الشعب الجنوبي سوف تبقى الازمة اليمنية مفتوحة ، وتدخل اليمن في مزيداً من التعقيدات ، التي تؤثر سلباً على اليمن ومصالح الاقليم والعالم اجمع . وان أي حلول منتقصة لم تلبي خيار شعب الجنوب ، باستعادة دولته الوطنية ، فان الامور سوف تسير وفق سياسة النظام السابق على طريقة فرض سياسة الامر الواقع كما تم بعد حرب 1994م ، ومن المؤسف أن بعض دول الاقليم والمجتمع الدولي لم تولي أي اهتمام في التفهم والتفاهم للقضية الجنوبية ، بأبعادها المختلفة ، بل اعتمدوا على عدد من من الساسة والنخب المثقفة في المؤسسات الحديثة كالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في اليمن الذين سوقوا فهماً خاطئ عن القضية الجنوبية في الداخل والخارج والتقليل منها ، والتعامل معها بصورة سطحية ، مما تنامي الإحباط وانعدام ثقة الجنوبيين من إن نتائج الحوار لا يمكن ان تقدم أي حلول للجنوب ، الا محاولة عودته الى حضيرة العربية اليمنية مرة اخرى . وعليه فقد تبين للجنوبيين من انهم يواجهون ثقافة واحدة مختلفة عنهم تقف ضد مصالحهم . اذ كشفت الحقائق عن عمق الانقسام النفسي والثقافي بين جهة تربطها المصلحة بالوحدة وجهة افقدتها الوحدة كل مصالحها ومقوماتها مما يستبعد دوام الوحدة او فرضها بالقوة ، تحت أي مسمى !!!!