دعا المفتي العام بالمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الى اجتماع الكلمة والمحبة والتآلف والتحام الصف أمام كافة التحديات، من أعداء الدين الذين يسعون إلى تفكيك اللحمة وتفريق الكلمة من خلال اختلاف الآراء والتنازع والانقسام، وقال: إن على رجال الإعلام أن ينتبهوا إلى أن هذا زمن الفتن والتحديات وأن أعداء الدين يبذلون أقصى جهودهم لتفكيكنا وتدميرنا والقضاء على ديننا وقيمنا فلا بد من مواجهة التحديات بعيدًاعن السكوت وبعيدًا عن إشغال بعضنا البعض بالأخطاء والتجريح، وأضاف: إن الأعداء يحرصون على أن تكثر المشكلات في الأمة من خلال اختلاف الآراء فيحدث التنازع والانقسام والفرقة، مشيرًا إلى أن مناصحة ولاة الأمر يجب أن تكون نصيحة محبة ومودة وإيصالها بالوسائل الشرعية النافعة وقيام كل شخص بمسؤوليته فإن هذا من باب المناصحة لولاة أمرنا، فنحن في زمن لابد أن نكون يدًا واحدة وصفًا واحدًا أمام أعداء الدين. وأضاف المفتي: خلق المسلم النصيحة، فالمسلم ناصح لإخوانه المسلمين مذكر وواعظ لهم يحثهم على سلوك الطريق المستقيم ينهيهم عن مخالفة شرع الله القويم، المؤمن ناصح دائمًا وأبدًا في أماكن وجوده، فالوالد ناصح والمعلم ناصح والمسؤولون ناصحون، مبينًا أن حقيقة الأخوة تلتزم التناصح بين المسلمين والتعاون على البر والتقوى ويكون المسلم حريصًا على نصيحة أخيه، وحريصًا على استقامة أخيه، مبينًا أن المسلم ينصح نصيحة عامة وخاصة ولكن لا تكن نصيحته تحمل في طياتها تشكيكًا وتجريحًا وتشويهًا للسمعة ولا إبرازًا للأخطاء ولا تجسيمًا لشناعة الأخطاء، ولكن تحمل في طياتها الرحمة والإحسان والسعي إلى معالجة القضايا بمنظورها الشرعي. وأكد المفتي أهمية الإعلام الإسلامي في نصح الأمة وتوجيهها وفعالية دورها في توجيه الأمة، فالواجب على رجال الإعلام أن يتقوا الله في أنفسهم ويعالجوا قضايا الأمة علاجًا شرعيًا نافعًا يقترب من المحبة والرحمة والإحسان والشفقة لاعلاجًا يقتضي التشهير والتجريح والنقد والسب والبحث عن المعايب والفرح بالمصائب والمعايب، فعلى الإعلام أن يعالج القضايا الداخلية التي يمكن حلها ودون تأجيج لها والسعى للعلاج بالحكمة والبصيرة، وإبراز دور حكومتنا الرشيدة في استقبال ضيوف الرحمن وتسخير جهودها لخدمتهم والسهر على راحتهم، كما سعت دولتنا في مساعدة كل محتاج ومنكوب كما حدث مع اللاجئين السوريين وغيرهم فلابد من إبرازه في إعلامنا. وزاد المفتي، الأخطاء موجودة ولا ينكرها أحد ولكن كيف تتم معالجتها فلا ينفع علاجها بتراشق التهم، لكن لابد من علاجها بحكمة وبصيرة وتأنٍٍ ولين فالقصد من ذلك الإصلاح والتوجيه وليس التجريح والتشويه، ولذلك على كل مسلم أن يفرق بين أخطاء الأفراد وأخطاء الجماعات فلا يعمم أخطاء الأفراد على الجماعات ولا نحمل الأمة أخطاء الأفراد لأن هذا من الظلم. مشيرًا إلى أنه على المسلم أن يردع أخاه عن الظلم ويحذره من عواقب الأمور ويرشده إلى الطريق المستقيم وهذا من النفع له وإصلاح شأنه، مبينًا أن المسلم لا يفرح بتفرق إخوانه بل تجمعهم وصلاح شأنهم لا يفرح بخذلانهم ولا بإساءتهم.