شبام نيوز . القاهرة - أحمد الريدي- العربية تعيش السينما المصرية في الوقت الحالي، حالة من سيطرة لون واحد من الأعمال على كافة المواسم الخاصة بالعرض، حيث طغت موجة من الأفلام التي يصنفها البعض على أنها "شعبية"، وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه باقي أنواع الأعمال الفنية الأخرى، مع تواجد ضئيل للأعمال الأدبية ذات القيمة العالية. ومن المقرر أن يشهد عيد الأضحى المقبل أفلاماً من هذه النوعية مثل "عش البلبل" و"8%". هذه الحالة لم تأت من فراغ، بل إن أسبابا متراكمة تسببت فيها، وهو ما تحدث عنه الناقد الفني رامي عبدالرازق ل"العربية.نت" حيث أكد بداية أنه عقب ثورة يناير أحجم العديد من شركات الإنتاج عن تقديم أعمال جديدة، وذلك لاعتقادهم بأن الجمهور سيحجم عن السينما بسبب الأحداث السياسية، وهو ما أشار إليه عبدالرازق إلى عدم صحته في معظم الأوقات، ضارباً المثال بالأفلام الأجنبية التي كانت تستقبلها دور العرض في هذه الأوقات وتجمع الإيرادات. غياب الرؤية الفنية لدى شركات الإنتاج أفيش فيلم "8%" وشدد عبدالرازق على أن غياب الرؤية الفنية لدى المنتجين، يعد سبباً قوياً فيما وصلنا إليه، مستشهداً بعدم وجود أي فيلم مأخوذ عن رواية منذ أن تم تقديم فيلم "عمارة يعقوبيان"، إضافة إلى ابتعاد مخرجين كبار مثل داود عبدالسيد ومحمد خان عن تقديم أعمال، بسبب المنطق التجاري الذي يسير به المنتجون. وألقى عبدالرازق باللوم على منطق المنتجين، في تقديم أعمالهم ونسبها إلى أبطالها فقط دون المحتوى، فيباع هذا الفيلم لأنه من بطولة هذا النجم، دون أن يكون هناك أي تعويل على محتواه، مع صرف ميزانية باهظة عليه، تكفي لإنتاج أكثر من عمل للمخرجين أصحاب الرؤية، واصفاً هذا الأسلوب بالعقيم، الذي تسبب في عزوف المنتجين في الوقت الحالي عن تقديم أية أعمال. تردي الذوق وغياب دور المؤسسات الثقافية أبطال فيلم "عش البلبل" ولم ينكر عبدالرازق استمرار منتج بحجم السبكي في تقديم أعمال من هذه النوعية، مفسراً ذلك بكون السبكي استمر في تقديم الخلطة الشعبية، التي اعتبرها تشبه المخدر الشعبي رخيص الثمن، وهي الخطة التي تضمن له البقاء، من أجل أن تشاهدها طائفة معينة. كما أوضح أنه لا يمكن إنكار تردي الذوق العام لدى شريحة كبيرة من الجمهور، مع غياب دور المؤسسات الثقافية، منذ عهد مبارك، وهو ما كان يسير في إطار إقصاء الشعب حتى لا يفكر وبالتالي يناقش الأوضاع التي كان يعيشها، مما جعل هناك أسبابا متراكمة أثرت بشكل كبير على الذوق العام، ولم تعد هناك رغبة في الارتقاء. الكل يفكر في المال وألقى عبدالرازق باللوم على الفنانين، الذين لم يفكر أحد فيهم أن يقدم عملاً من إنتاجه أو يساهم في إنتاجه بتخفيض أجره، من أجل رفع الذوق العام عقب الثورة، بل إنه أشار إلى تراجعهم عن العمل في السينما ولجأوا إلى التلفزيون، بعدما توقفت عجلة السينما، مع رفضهم التام تخفيض أجورهم. وطالب الدولة بالتدخل من أجل علاج الموقف، بأن يكون هناك دعم للأفلام من قبل وزارة الثقافة، كما طالب مؤسسات الدولة الثقافية أن تنظر إلى أن تلك الأعمال على أنها مشاريع قومية. كما طالب المنتجين بإيقاظ ضمائرهم، وأن يبحثوا عن نصوص جديدة ويتجهوا للأدب بدلاً من تجاهله، كما طلب من الفنانين أن يقوموا بتخفيض أجورهم.