الثورة تقلب أوضاع الفن رأسًا على عقب مواضيع ذات صلة إستطلعت "إيلاف" بعض صناع الفن في مصر، لمعرفة أسباب تراجع الإنتاج الغنائي والسينمائي أمام ازدهار الإنتاج الدرامي، حيث تنوَّعت الآراء كل حسب مجال عمله. القاهرة: شهدت الفترة الأخيرة ازدهارًا واضحًا للإنتاج الدرامي على حساب الإنتاج الغنائي والسينمائي، ما أدى إلى عزوف بعض المنتجين عن تقديم أفلام وألبومات والإلتحاق بتقديم المسلسلات على أمل تحقيق الإيرادات حيث أصبحت الدراما أكثر أمنًا وأقل خسائر وفق ما أكده المنتجون ل"إيلاف". محمد حسن رمزي: الدراما أكثر أمنًا من السينما والسوق الغنائية في خطر أكد المنتج محمد حسن رمزي أن ما تمر به مصر حاليًا من أزمات سياسية وتوترات أمنية ساهمت بشكل كبير في تردي حالة الإنتاج السينمائي وأصبح المنتج يفكر ملياً قبل إنتاج فيلم خصوصًا بعد الخسائر المتتالية التي يتكبدها صناع الأعمال السينمائية في الفترة الأخيرة بعد الثورة التي تزايدت فيها حدة التظاهرات، والوقفات الإحتجاجية في ميدان التحرير، فهذا كلّه أضرّ بصناعة السينما، إلى جانب قرصنة الأفلام وسرقتها قبل أن يجمع المنتج الإيرادات التي توازي الميزانية الكبيرة التي أنفقها على أبطال العمل، ولا ننسى تكاليف التصوير التي أصبحت باهظة، وكل هذه الامور ساهمت بالطبع في انصراف الكثيرين من صناع السينما الى الأعمال الدرامية والمسلسلات التي تعتبر أكثر أمانًا من السينما التي أصبحت تمثل مخاطرة للمنتج الذي يتمنى أن يحقق الربح، بسبب وجود الكثير من العوامل التي تؤثر في الإيرادات. وكان من الطبيعي في ظل هذا المناخ السلبي أن تتأثر صناعة السينما خصوصًا مع تدهور الحالة الاقتصادية للمواطن، وتلاحق الأزمات المالية ورفع الدولة يدها عن الإنتاج السينمائي بعكس ما كان يحدث في الماضي، ولهذا اتجه الممثلون للمسلسلات لأن أجورهم في المسلسل تزيد عن أجورهم في الفيلم. إسماعيل كتكت: تزايد القنوات الفضائية سبَّب رواج الدراما التلفزيونية إلى ذلك، يرى المنتج إسماعيل كتكت أن زيادة عدد القنوات الفضائية كان عاملاً أساسيًا في ازدهار الأعمال الدرامية على حساب السينمائية وكذلك الامر بالنسبة للألبومات الموسيقية، فالفنان أصبح يجد الكثير من العروض من أصحاب هذه القنوات الفضائية لتقديم أعمال تملأ ساعات البث الفضائي، وهذا إلى جانب وجود المنتجين الذين يتحمسون للانتاج الدرامي بسبب الاقبال المتزايد عليه من اصحاب القنوات المحلية والعربية، فليس من الوارد أن يخسر المسلسل او يحقق عائدًا يقل عن تكلفته الانتاجية على عكس السينما والأعمال الموسيقية والغنائية، كما أن متابعي الدراما التلفزيونية في الوطن العربي كثر لهذا من الصعب أن تنتهي موضة المسلسلات أو يحل محلها أي نوع ثانٍ من الإنتاج الفني في مجالات اخرى، وعن تكلفة المسلسلات ميزانيات كبيرة جدًا بعكس الاعمال السينمائية رأى اننا نعاني إرتفاع أجور الفنانين وفي المقابل تقبل القنوات الفضائية على شراء حق العرض سواء كان حصريًا او عاديًا، وتدفع القنوات الفضائية المبالغ المطلوبة في المسلسلات لوجود عائد الإعلانات الذي يعوض الميزانيات التي تخصص لشراء المسلسلات. أحمد السبكي: لن أترك السينما وعشرة أفلام من إنتاجي توازي مسلسلاً واحدًا وقال المنتج أحمد السبكي: "لن تستطيع الدراما التلفزيونية أن تسحب البساط من الإنتاج السينمائي ومهما زاد الإقبال على المسلسلات لن تلغي الأفلام أبدًا لأنها لن تعوض الجمهور عن سحر السينما". وقال إن المسلسل يكلف أضعاف ميزانية الفيلم إلى جانب طلبات بطل المسلسل لأشياء مبالغ فيها خصوصًا أن المسلسل يكون مرتبطًا باسمه وبالتالي يتوقف التسويق على حجم نجوميته، وقال: "لا أحب هذه النوعية من الأعمال التي يتحكم فيها النجم الأوحد لهذا لن أتجه إلى الإنتاج الدرامي بل مازلت محتفظًا بتخصصي في الإنتاج السينمائي وبالنسبة لي لم تتخط ميزانية معظم أفلامي النصف مليون جنيه، وخير مثال على ذلك "فيلم شارع الهرم" الذي لم تتخط تكلفته ال300 الف جنيه، وكان من بطولة المطرب الشعبي سعد الصغير والفنانة الإستعراضية دينا ومع هذا حقق أعلى الإيرادات في الموسم على الرغم من الظروف الصعبة وما عايشناه من انفلات أمني ومليونيات في ميدان التحرير".