من مفارقات الرئيس المصري تبوّءُه موقع الصدارة بين المرشحين على لقبي رجل العام وأسوأهم في موقع "التايم". وأثار تصدر مرسي قائمة المرشحين على لقب رجل العام انتقادات سلبية، فاوضحت المجلة أن اللقب ليس تشريفًا لا سيما وأن من الفائزين باللقب سابقًا ستالين وهتلر. إعداد عبد الاله مجيد: بعد أن أعلن الرئيس المصري محمد مرسي محاولته الأولى لتوسيع سلطاته ثم تراجع عنها ثم جدد المحاولة مرة أخرى، تظاهر المصريون في ميدان التحرير احتجاجًا. ولكن بعض المصريين توجهوا فضلا عن النزول إلى الشوارع نحو موقع مجلة تايم حيث تجري المجلة استطلاعها لاختيار رجل العام على غلافها. وتبين النتائج حتى الآن ان مرسي يتبوأ موقع الصدارة بين المرشحين على لقب رجل العام وأسوأ رجال العام على السواء. وبررت مجلة تايم اختيار مرسي بين المرشحين الخمسين على لقب رجل العام بوصفه "في موقع متقدم لتشكيل مستقبل المنطقة" مع تسليط الضوء على دوره في التوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل قائلة "عندما كانت الصواريخ تنفجر في غزة وإسرائيل قام مرسي بدور حاسم بل يقول البعض بدور تاريخي في التوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وحكومة بنيامين نتانياهو". وصوت أكثر من 158851 شخصا لصالح اختيار مرسي رجل العام ابتداء من بعد عصر يوم الثلاثاء ولكن مرسي، في مفارقة غريبة، يتصدر المتنافسين في مسابقة "من يجب ألا يكون رجل العام" ايضا. وكما هو متوقع فان تصدر مرسي قائمة المرشحين على لقب رجل العام أثار ردود أفعال سلبية قوية بين مستخدمي توتير. ولعل هذا هو السبب في حصول مرسي على 132270 صوتا بوصفه لا يصلح قطعًا للقب رجل العام. مزحة التايم "السمجة" وقال بعض المغردين على توتير إن قرار مجلة تايم إدراج مرسي بين المرشحين على لقب رجل العام "مزحة سمجة" فيما دعا آخرون الى فتح موقع مجلة تايم والتصويت ب"كلا" مدوية ضد اختياره رجل العام. ولكن قائمة مجلة تايم تتضمن أسماء مرشحين حتى أشد إثارة للجدل من مرسي. إذ يحتل المركز الثاني بعد مرسي حاكم كوريا الشمالية كيم جون اون ب 107704 أصوات والرئيس السوري بشار الأسد بالمركز الرابع بعد الناشطة الباكستانية الشابة من أجل حق البنات في التعليم ملالا يوسف زاي التي حاولت طالبان باكستان قتلها باطلاق النار عليها. ويحتل المركز الخامس بعد الأسد مغني الراب الكوري الجنوبي ذو الشعبية الواسعة "بي أس واي". ولاحظت صحيفة واشنطن بوست أنه ليس من الغريب أن يختار المشاركون في استطلاع مجلة تايم السنوي حكامًا أو شخصيات خلافية للقب رجل العام مشيرة إلى أنّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان في مقدمة المرشحين للقب رجل العام في 2011 وقبله جوليان آسانج مؤسس موقع ويكيليكس في عام 2010 عندما جاء أردوغان ثانيا. اللقب ليس تشريفًا وأوضحت مجلة تايم أن اللقب ليس تشريفا أو جائزة أو مكافأة لا سيما وان من الفائزين باللقب في استطلاعات سابقة ستالين وهتلر، بل انه "بكل بساط الشخص الذي كان له الحضور الأبلغ الأثر في الأخبار". وما تصويت القراء إلا احد المعايير التي يستخدمها محررو المجلة في قرارهم النهائي وبالتالي فان هذه المراكز والمراتب قد لا تعني الكثير. مساهمة القراء دليل شعبية بعض الشخصيات ولكن يبدو أن مساهمة القراء في اختيار شخصية العام يمكن ان تصبح رغم ذلك استفتاء على الانترنت لقياس شعبية الشخصيات المرشحة. وكان أردوغان فاز في العام الماضي بأكثر من 122 الف صوت ولكنه على غرار مرسي هذا العام فاز بغالبية الأصوات التي تعارض اختياره رجل العام على غلاف المجلة بعد الحملة الواسعة ضده في تركيا نفسها. عواقب الفوز ويرى مراقبون أن أردوغان صاحب شعبية واسعة ولكنه سبب للاستقطاب ايضا. إذ قاد حزب العدالة والتنمية الى فوز ثالث في الانتخابات بأغلبية ساحقة العام الماضي ولكنه تعرض لاتهامات ايضا بتقييد حرية الاعلام وتطبيق انظمة جديدة لمراقبة الانترنت. وطيلة المسابقة التي اجرتها مجلة تايم العام الماضي كان مستخدمو الانترنت الاتراك يتداولون رسالة الكترونية مجهولة الهوية تحذر القراء من "العواقب" الوخيمة إذا فاز أردوغان في استطلاع المجلة. وقال صاحب الرسالة "آمل ان تتمكنوا من تخيل العواقب المترتبة على فوز شخص يطمح بان يكون سلطانًا في استطلاع كهذا، وبالمشاركة في التصويت أدعوكم الى عدم السماح بنشوء مثل هذه البيئة". ويبدو في حالة أردوغان ان المؤيدين والمناوئين على السواء شاركوا بأعداد كبيرة في الاستطلاع. مصادرة التصويت والجدير بالملاحظة ان ناشطين كانوا يصادرون عملية التصويت. فان تصدر اسانج قائمة المرشحين في عام 2010 كانت تعود، من بين اسباب أخرى، الى الحملة التي شنتها منظمة انونيموس المختصة بالقرصنة الالكترونية تأييدا له. وفي عام 2009 اخترق موقع 4chan الالكتروني عملية الاستطلاع وصوت لصالح مؤسسه الذي تصدر قائمة المرشحين فيما تلاعب الموقع بالاحرف الأولى للمرشحين الآخرين بحيث تكون اسماؤهم ذات اشارات جنسية. وعندما نُبهت مجلة تايم الى عملية التزوير قال جوش تيرانغيل مدير تحرير موقع تايم "أُذكِّر كل من يشك بالنتائج ان هذا استطلاع على الانترنت. وان التشكيك بالنتائج هو بيت القصيد على نحو ما".