إذا كان توجه وزارة التربية والتعليم (نحو حقيبة أخف وزناً من أجل مصلحة الطالب) فإن تطبيق هذا التوجه على أرض الواقع يظل نظرياً بحتا بل معاكساً له ؛ فمع تطوير المناهج الذي اقتضى وجود كتاب للطالب وآخر للنشاط ؛تضاعف عدد الكتب وزاد وزن الحقيبة الضعف إلا قليلاً وأصبح الطالب يعاني ثقل الحقيبة وينوء ظهره الصغير بتلك الأحمال وتضرر صحياً ؛فهي تسبب صعوبة في التنفس وضغطاً على القلب والرئتين وآلاماً في الذراعين والكتفين والقدمين وأضراراً على الرقبة والظهر والفقرات الممتدة بينهما قد تؤدي إلى إعاقة مستقبلية ولعلنا نلاحظ معاناتهم من تقوس الظهر وتشوه العمودي الفقري فضلاً عن معاناتهم في السير والتنقل وهم يحملون مايقارب 25% من أوزانهم ، ويؤدي حمل الحقيبة على إحدى الكتفين إلى إنحناء جانبي والسير بطريقة غير طبيعية ،وكلما ارتقت المرحلة الدراسية زاد الحمل وتضاعف عدد الكتب .ومع قفزات التطور التعليمي أضحت الأجهزة الذكية بديلاً يغني عن أغلب الكتب وهي مع ماتتمتع به من خفة في الوزن تؤدي أدوراً تفوق أدوار الكتاب بمراحل ومميزاتها غير خافية على المهتمين بشؤون التربية والتعليم . موضوع الحقيبة المدرسية موضوع غاية في الخطورة ومن الأهمية بمكان. ولابد من ان ينال العناية الكافية من القائمين على أمور التربية والتعليم ولابد من إيجاد الحلول المناسبة والجذرية لهذه المشكلة المتكررة كل عام والمنذرة بالكثير من الأضرار الصحية على المدى الطويل؛ باختصار حجم الكتب بدلاً من مضاعفتها والاستعانة ما أمكن بوسائل التعليم الإلكتروني وأجهزتها الذكية التعويضية وتوزيع الكتابين كتاب يبقى بخزائن الطلبة بالمدرسة وآخر بالمنزل للمراجعة والإستذكار وإتخاذ كل مامن شأنه إنهاء معاناة أبنائنا الطلبة من ذلك الشبح المسمى الحقيبة المدرسية ولنذكر أننا في عصر تعد التقنية أهم روافد الحياة به بل شريانها النابض. لطيفة إبراهيم الأحمدي - جدة