انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حمل الطلاب، وخصوصاً الصغار منهم لحقائب مدرسية ثقيلة على ظهورهم . فهل لهذه الظاهرة أية آثار سلبية في عضلات وعظام الظهر؟ وهل لها علاقة بآلام الظهر؟ لقد وجد أن آلام الظهر عند الأطفال والمراهقين لها علاقة وثيقة بحمل حقائب المدرسة الثقيلة على الظهر، ووجد أيضاً أن لها علاقة أخرى بأمراض الظهر الأخرى . تعد آلام الظهر من المشكلات الصحية المهمة عند الأطفال، وكثيراً ما تحد هذه الآلام من نشاط الطفل اليومي الاعتيادي، كما تحد أيضاً من ممارسته للرياضة . وفي دراسة حديثة قامت بها المؤسسة الوطنية للصحة في إسبانيا وجد أن نسبة كبيرة من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين عشرة وسبعة عشرة سنة (10 - 17) يعيشون حياة خاملة وخالية من النشاط البدني ما يسهم في ضعف عضلات الظهر بشكل خاص . وإذا ما أضيف هذا العامل - أعني عامل الخمول - إلى ظاهرة حمل الحقائب المدرسية الثقيلة فإنهما معاً يسهمان في زيادة آلام الظهر وخصوصاً بهذا العمر الباكر . وقد أظهرت دراسات أخرى أن الاشخاص الذين عانوا باكراً من آلام الظهر في الطفولة والمراهقة كانوا أكثر من غيرهم تعرضاً لآلام الظهر في سن الشباب والكهولة . ما سبب هذه الآلام؟ إن حمل الأثقال اليومي على الظهر يسبب إجهاداً لعضلات الرقبة والكتفين وكامل الظهر . ويؤدي هذا الاجهاد والتعب إلى إحداث تقوس وتغير في الزوايا الطبيعية للرقبة وكامل العمود الفقري . أو ما يسمى بالجنف أو تقوس الظهر المؤلم . إن الدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للصحة في إسبانيا العام الماضي شملت عدداً كبيراً من طلاب المدارس تجاوز ال (2100) طالب وطالبة . وقد خلصت للنتائج التالية: 1- معظم هؤلاء الأطفال المشمولين بالعينة يحملون حقائب مدرسية ثقيلة أكثر من المطلوب حمله . 2- هؤلاء الأطفال كانوا أكثر من غيرهم شكوى من آلام الظهر . 3- بفحص هؤلاء الأطفال وجد أن هناك تغيراً ملحوظاً في انحناءات الظهر الطبيعية، وكذلك الرقبة والكتفين ما زاد من حدة الآلام . 4- وجد أن الفتيات كن أكثر عرضة لآلام الظهر من زملائهن الذكور، وكان هناك تغير بانحناءات الرقبة أكثر كذلك من الطلاب الذكور . التوصيات: أوصت الدراسة بالآتي: 1- يجب ألا تزيد حمولة الحقيبة المدرسية المحمولة على الظهر على 11% من وزن الطفل (مثال طفل وزنه 32 كيلوغراماً لا يزيد وزن حقيبته على 8 .2 كيلوغرام) 2- يجب على الهيئة التدريسية توعية الأهل باستمرار لخطر الأثقال المحمولة على ظهور هؤلاء الأطفال والمراهقين وخصوصاً أن هذه السن الحرجة هي سن النمو الجسمي لهؤلاء الأطفال، وأي تغيير في شكل العظام أو العضلات سوف يكون دائماً . 3- يجب توعية الأطفال وكذلك الأهل أن هذه الأمور السابق شرحها (الآلام أو التشوهات الجسمية والتغيرات الهيكلية) يمكن تفاديها باتباع أساليب صحية للأثقال المحمولة على ظهورهم . د . مها درويش - استشارية أطفال