ها نحن على ابواب العودة الى المدارس وبدء العام الدراسي الجديد ... وغالباً ما نرى التلاميذ في كل عام يعانون يومياً من مأساة حمل الحقيبة المدرسية التي تشكل لهم عبئاً ثقيلاً. وباتت الحقيبة المدرسية بوزنها الزائد وحملها الخطأ قضية طبية تستحوذ على اهتمام اولياء الامور نظراً لخطورتها على صحة ونمو أطفالهم وتسببها في إصابتهم بكثير من المشاكل الصحية ... ولهذا التقينا بالدكتور خالد عبدالباقي فارع مدير المجمع الصحي بالمعلا الذي تحدث قائلاً : غالباً ما يحمل الأطفال على ظهورهم يومياً ما بين ثلث الى نصف أوزانهم من الكتب والدفاتر المدرسية داخل حقائبهم ما يؤدي الى آثار صحية خطيرة فالوزن الزائد يعرض أطفالنا للإصابة بآلام الظهر والرقبة والكتفين والقدمين خاصة عند البلوغ ويتسبب في بعض الأحيان بالضغط على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري ويؤدي الى تقوس ظهر الطفل وآلام مزمنة وانحناء والتواء أو ميل الى احد الجانبين وكذلك التوتر والإجهاد .. وهذه التغيرات التي تحدث للطفل ستؤدي في المستقبل الى حدوث انزلاقات غضروفية .. ويجب أن لا يتخطى وزن الحقيبة 15 % من وزن التلميذ ،وحمل الحقيبة المدرسية على الكتفين أمر أساسي لتوزيع الوزن تلقائياً على الجسم. أولياء الأمور يفضلون الحقائب الثقيلة ثم التقينا بالأخت / رجاء قحطان الخلاقي مديرة مدرسة ريدان التي تحدثت قائلة :مع بداية العام الجديد نلاحظ أن التلاميذ يحملون الحقائب المدرسية على ظهورهم كونها ثقيلة للغاية وتجعل الطفل عرضة بشكل متزايد للإصابة بآلام الظهر والإجهاد العضلي وتؤثر صحياً في جسمه وبدنه والسبب في ذلك يعود الى الأسرة و اولياء الامور بشكل خاص ونحن كمربيات تربويات دائماً ما ننصح التلاميذ بحمل الكتب والدفاتر المدرسية حسب الجدول المطلوب يومياً .. ولكن اولياء الامور في المنزل خاصة الأم تجبر ابنها على اخذ جميع الكتب والدفاتر المطلوبة وغير المطلوبة في الجدول وهذه القضية لا تخصنا نحن المربيات بقدر ما تخص الأمهات خاصة غير المتعلمات. وأضافت: إن اولياء الامور هم من يقومون بشراء حقائب من النوعية الثقيلة (أبو الجاري ) لأطفالهم إضافة الى أنهم يحملونهم الزمزمية مع الحقيبة بالرغم من وجود حقائب خفيفة في السوق لكن اولياء الامور لا يشترونها ولا نعرف ما السبب في ذلك. عدم التزام المدرسة بجدول الحصص أما الأخت / أم نسمة محمد عبدالرسول (ولية أمر) فقالت: يجب علينا أن نحمي اطفالنا وابناءنا من هذه المشكلات فهناك الكثير من المدرسين يلجؤون الى تحميل الطفل كتباً وكراسات فوق طاقتهم ولا نعرف ما السبب في ذلك. فبعض المدرسين والمدرسات لا يرحمون التلاميذ ويطلبون منهم إحضار كافة الكتب والدفاتر يومياً ما يضطرهم إلى حمل حقائبهم وهي مكتظة بالمواد الدراسية فالمفروض مع بداية الفصل الدراسي أن ينظم المعلمون والمعلمات بالتعاون مع الاختصاصين في المدارس الجدول الدراسي وتوزيعه على التلاميذ لتفادي خطورة الحقيبة المدرسية الثقيلة. ونلاحظ أن بعض التلاميذ تدمر نفسياتهم بسبب الأحمال الثقيلة على ظهورهم ولذا يكرهون المدرسة والمدرسين ودائماً ما يتهربون من مواصلة الدراسة ومن هنا لابد من وجود حلول سريعة لإراحة التلاميذ من هذه المشكلة. كما أننا كثيراً ما نرى أن تلاميذ المدارس يحملون حقائب أثقل من أجسامهم ومن سنهم ما يعرضهم مستقبلاً للعديد من المشكلات الصحية ومنها تقوس الظهر.