بيروت: قتل 38 شخصا واصيب العشرات بجروح اليوم الاربعاء في انفجار سيارتين مفخختين في جرمانا جنوب شرق دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، واتهم الاعلام الرسمي السوري "ارهابيين" بالعمليتين. وذكر مصدر في وزارة الداخلية السورية ان الانفجارين تسببا بمقتل 34 شخصا على الاقل. وقال المرصد في بيان "ارتفع الى 38 عدد الشهداء الذين سقطوا اثر انفجار سيارتين مفخختين في مدينة جرمانا صباح اليوم". ونقل عن نشطاء ومواطنين ان انتحاريا فجر نفسه في احدى السيارتين بعد انفجار عبوة ناسفة بالسيارة الاولى. واشار الى ان عدد القتلى "مرشح للارتفاع بسبب وجود اكثر من ثمانين جريحا، بينهم 26 في حالة حرجة". وقال مصدر في وزارة الداخلية، بحسب ما جاء في شريط اخباري على شاشة التلفزيون السوري الرسمي، ان حصيلة "التفجيرين الارهابيين بجرمانا بلغ 34 شهيدا، بالاضافة الى اشلاء مجهولة الهوية في عشرة اغلفة واصابة 83 شخص بجراح خطيرة والحاق اضرار بالمباني المجاورة". وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ذكرت ان "ارهابيين فجروا صباح اليوم سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في الساحة الرئيسية بمدينة جرمانا فى ريف دمشق". واشارت الى ان التفجيرين الارهابيين تزامنا مع "تفجير ارهابيين لعبوتين ناسفتين في حيي النهضة والقريات" في المدينة، ما اسفر "عن وقوع أضرار مادية طفيفة". وافاد احد سكان المنطقة وكالة فرانس برس ان اربعة انفجارات دوت بعيد الساعة السادسة والنصف (4,30 ت غ) في الصباح الباكر، ما اثار ذعرا بين الناس. وقال شاهد آخر ان "السيارة الاولى انفجرت في طريق رئيسي، ما دفع السكان الى الذهاب الى مكان الانفجار، فاذا بسيارة اخرى تصل من الاتجاه المعاكس وتنفجر بدورها". واشار الى ان الانفجار وقع بالقرب من محطة وقود، و"لطف الله لم يسمح بان يصلها الانفجار والا لاودت الى كارثة كبيرة". وافاد مراسل لوكالة فرانس برس عن سقوط واجهة احد المباني وتكسر جميع الواجهات الزجاجية المطل على مكان الانفجار، بالاضافة الى تضرر عشرات السيارات. وسقط اجزاء من احد الابنية على عدد من السيارات ما تسبب بتحطمها. ويوجد في الموقع كشك لبيع الخبز. وانتثرت الاشلاء في المكان، ووصلت الى طوابق بعض الابنية السكنية العليا وعلى بعض السيارات. وخلت الطرق بعد الانفجار الثاني من المارة. وقال احد السكان لفرانس برس "ماذا يريدون من جرمانا؟ انها مزيج من سوريا وتحتضن الجميع من اهل درعا الى السويداء الى اهل الريف الذين نزحوا من اعمال العنف". وقتل اكثر من عشرة اشخاص في 29 تشرين الاول/اكتوبر في انفجار سيارة مفخخة في جرمانا التي شهدت ايضا انفجار سيارة مفخخة في 28 آب/اغسطس اسفر عن سقوط 27 قتيلا، وانفجار سيارة اخرى في الثالث من ايلول/سبتمبر اوقع جرحى. من جهة ثانية، ذكر المرصد ان طائرات حربية نفذت غارات جوية على مدينة داريا في ريف دمشق التي "تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها عليها وعلى البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في غرب مدينة دمشق وداريا". وتشهد المنطقة منذ ايام معارك عنيفة. كما افاد عن تعرض مدينة الزبداني في ريف دمشق لقصف من "القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ ايام". وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان القصف اليومي على الزبداني مستمر "منذ أكثر من أربعة شهور"، مشيرة الى سقوط "أكثر من خمسين قذيفة دبابة خلال نصف ساعة على المدينة ومحيطها ما تسبب بوقوع اصابات". في مدينة حمص (وسط)، قتل رجل واصيب آخرون بجروح في قصف بالطائرات الحربية على حي الخالدية واحياء حمص القديمة، بحسب المرصد الذي اشار الى استمرار الغارات الجوية على المدينة. كما نفذت طائرات حربية صباح الاربعاء خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد في 15 دقيقة، وترافقت الغارات مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري. واستولى المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر ما تسبب باعاقة وصول الامدادات من جهة دمشق الى القوات النظامية في مدينة حلب. وسيطروا في نهاية الاسبوع الماضي على سد تشرين الاستراتيجي، قاطعين بذلك طريق الامدادات من جهة الشرق على حلب. وتدور منذ اكثر من ستة اسابيع معارك ضارية في محيط معرة النعمان التي تحاول القوات النظامية استعادتها. ويشهد حيا الصاخور والميدان في مدينة حلب (شمال) اشتباكات صباح اليوم، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض احياء اخرى للقصف من مواقع القوات النظامية.