أكد مختصون بمجال تصنيع «هدايا الحج» قدرة المنتج السعودي على المنافسة العالمية، مطالبين بفتح المجال لتوفير المنتجات داخل الأسواق وإيقاف استيراد هدايا الحج والسبح من الدول الخارجية. وتقول فادية جمجوم إحدى السيدات اللاتي لديهن مشروع يعني بشراشف الصلاة ومستلزمات الحج والعمرة إنه رغم احتياج السوق السعودي لمثل تلك المشغولات والهدايا الدينية خاصة للحجاج والمعتمرين إلا أن تصنيعها يتم فى الخارج ويتم استيرادها من دول شرق آسيا رغم حاجة السوق لهذه المنتجات، مشيرة إلى أن أغلب المنتجات المستوردة المتوفرة فى السوق بجودة منخفضة وليست بالمستوى المطلوب، وتطالب جمجموم بسرعة تفعيل مشروع (صنع بمكة) من أجل استقطاب عدد من الشباب والشابات الذين أخذو يصنعون مثل تلك الصناعات بمجهودات ذاتية ويحتاجون إلى الدعم من أجل تسويق منتجاتهم بالسوق المحلي. ويرى أحمد بخاري والذي يعمل في مجال صناعة السبح والكتابة عليها أن رجال الأعمال لا يولون تلك المشروعات اهتمامًا متسائلاً هل هذا لعدم ثقتهم بنا كشباب أم عدم ثقتهم في المنتج المحلي؟، ويأمل أن تدعم الجهات المختصة المستثمرين الشباب والصناعات المحلية كي نصع تراثنا بأيدينا ونستغني عن استيرادها من الخارج لافتًا أن الاستيراد يكلف مليارات الريالات بينما يمكن أن نصنعها هنا محليًا وبأيدي سعودية لكن ما ينقصنا هو الدعم وفتح أبواب لتسويق تلك المنتجات كي يتعرف المستهلكون سواء من داخل المملكة أو خارجها على مصنوعاتنا ومدى قدرتنا على المنافسة خارجيًا. وتقول سيدة الأعمال هويدا سمسم والمهتمة بتصنيع الهدايا التراثية: «نحن بصدد دراسة اتفاقية مع الغرفة التجارية في جدة من خلال برنامج (كلنا منتجون) مع الأستاذ فيصل باطويل بتنفيذ وتطوير الإنتاج السعودي وسيتم التعاون وتحديد إمكانيات التنفيذ وكيفية المشاركة على أن تكون بمستوى عالٍ، إنتاج يترقبه العالم منافس يخشاه، هذا ما يسعى إلى تحقيقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والتي يقوم عليها ويرعاها، أتقدم إليك بالشكر والتقدير سيدي باسم وطن بكافة أبنائه بعون الله نحن لها بكم، نتحدى وننافس لانخشى منافسًا من أرض الحرمين ترقبونا صناعة سعودية ننافس لانتنافس نحن قادمون نتخطى المحلية إلى الساحة العالمية بإذن الله نحن لها من صغيرنا لكبيرنا مشاركون». وأوضح المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، لابد من التوجه نحو صناعات المحلية التى لاتحتاج إلى جهد كبير فالسبح والسجاجيد من السهل تصنيعها محليًا خاصة وأن هناك أسر منتجة تعمل في هذا المجال إضافة الى وجود عدد كبير من الشباب والشابات اللاتي يقومن بتصنيع السبح والكتابة عليها وهدايا الحج ومستلزماته، لهذا وجب على الجهات المختصة تهيئة مصانع واستقطابهم لتلبية احتياجات صناعة الحج والعمرة والصناعات الوطنية والتي يفضل عدد من الحجيج أخذها كهداية تزكارية، وأضاف الدكتور باعجاجة بات من الآن ضرورة تصنيع مثل تلك المنتوجات بأيدي وطنية خاصة إننا أصبحنا نستورد هذه الصناعات من الخارج ونتكبد خسائر الاستيراد الخارجي لصناعات تخص وطننا على الرغم من مقدرتنا على تصنيعها محليًا، مما جعلنا نفتقد إلى مورد مهم من موارد الاقتصاد المحلي فإذا، صنعنا هذه المنتوجات فقد يدر المليارات على اقتصادنا المحلي كما سيقوم بتوفير وظائف لشبابنا مما سيسهم في القضاء على البطالة وإحياء مهن حرفية تعاني الاندثار. وأوضح عضو لجنة شباب وشابات الأعمال بغرفة مكةالمكرمة بسام فتيني: أن دائمًا ما نسمع رغبة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بالانتقال بالمنطقة إلى مصاف العالم الأول مشيرًا أن هذا لن يكون إلا بتعاون جميع الجهات والعنصر البشري حتى تكون منظومة متكاملة ترتقي بالمنطقة إلى مصاف التكامل الخدماتي المتخصص، واقترح فتيني سرعة تفعيل خطوات المشروع الحُلم لأمير المنطقة والذي أطلق عليه مشروع (صُنع في مكة) متمنيًا أن يشاهد هذا المشروع على أرض الواقع بإذن الله، ولفت الى الاستفادة من الأسر المنتجة الموجودة في العاصمة المقدسة لتشغيل هذا المشروع بحيث تكون الاستفادة مزدوجة من حيث تشمل التوطين وتحسين دخل هذه الأسر ومنحهم فرصة تملك مهنة ودخل وديمومة لا تنقطع بإذن الله ليؤكد مفهوم الاستدامة التي تتبناه الغرفة التجارية الصناعية في مكة، وضرب مثلا بسيطًا بأن فترة الحج يتم التعاقد مع شركات الإعاشة لتقديم خدمات التغذية للحجاج داخل المخيمات فماذا لو تم توجيه الاهتمام نحو الأسر المنتجة التي تعمل في مجال صنع المأكولات والأطعمة ودمجهم مع هذه الشركات لتقديم الأطعمة؟، مشيرًا إلى أن هذا المثال يمكن استنساخه وسحبه على باقي المهن كصنع السجاد والسبح والتحف.