الأحد 13 أكتوبر 2013 05:51 مساءً جاءَ بعدَ طولِ غياب، رُبما حنَّ الينا ولربما نحنُ الذينَ انتظرنا قُدُومَه. يحملُ بين يديه وتفاصيلِ وجْهه مشاعرٌ جمّى، يَدخلُ جميعَ البيوتِ فيطرِقُها باباً بابْ. هو ضيفٌ عزيزٌ عليهمْ، يستقبلونَهُ بكل حفاوةٍ وترحيبْ. يَبيْتُ بينَ أحْضَانهم أياماً معدودة ثم يرحل عنهم بهدوء وسكينة. ليسَ كل الناسِ يستقبلونه بنفس الطريقة، البعضُ منهم يستقبلَهُ بحفاوة وفرحْ. أمّا البعضُ الآخرِ فلا يجد شيئا يَستطيعَ تقديمَه لهذا الضيفْ. دعوني أُكَبِّرُ لكمُ الصورة. ما يَحزُنني في ليلةِ العيدِ أو في صباحهِ – في المجتمع اليمني بشكلٍ عام وفي المجتمع الحضرمي بشكلٍ خاص – أنْ أرى امرأة بلغَ عليها العمر عِتِيّا، ملامحُ التعب تلبستْ عينيها ولرُبما ساقيها. واقفةً تحملُ كيساً بلاستيكياً تنتظرُ الفَرَجْ. قُطيْعاتُ لحمٍ قد يكون من أبخسِ الأسعار، تريدُ من يتصدقَ عليها ببعضِه، فتجوبُ الشوارعَ والمساجدَ والحاراتِ وحتّى المذابح، هي تريد فقط أن تتوشح الابتسامةُ أفواهَ فلذاتِ اكبادِها .. " أبنائها ". الصورةُ الأخرى، ذلك الرجلُ الذي استعدّ لهذا الضيفْ بأفضل أنواعِ اللحومِ وأفخر أنواعِ الحلويات وأطيَبهِ ولربما ابتاعَ أفخر أنواع الملابس. لقدْ زرعَ في قلوب أطفاله وزوجته بذورَ البهجة. كلٌ لهُ طريقته في التعبيرِ عن فرحة العيدِ ولكن .. اليسَ حَريٌّ بنا أنْ نضم أيدينا بأيدي هؤلاء المساكين واليتامى ونساعدهم على استقبال هذا الضيف بكل حفاوة وترحيب ..؟!