بالفيديو كشف المسكوت عنه في رواية "مذكرات ولهى" للكاتب محسن الخزندار* زياد عوض نظمت شبكة شباب فلسطين الثقافية ندوة أدبية بعنوان قراءة نقدية في رواية "مذكرات ولهى" للكاتب الفلسطيني محسن الخزندار، حيث قدم الكاتب والناقد الأدبي ناهض زقوت دراسة نقدية حول الرواية بعنوان "تحولات المجتمع .. وكشف المسكوت عنه"، بحضور جمهور متميز من الكتاب والروائيين والمثقفين والشباب والشابات والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، وذلك في قاعة مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق بغزة. افتتحت الشاعرة سمر الملفوح اللقاء مرحبة بالحضور وبالناقد وكاتب الرواية، وقالت نلتقي اليوم بكم في لقاء جديد من لقاءات شبكة شباب فلسطين الثقافية لمناقشة رواية جديدة "مذكرات ولهى" وهي رواية واقعية التقطت مشاهدها من مجريات الحياة الاجتماعية في قطاع غزة وهي تفيض بالمشاعر المؤلمة والأحاسيس المتأججة. وتعتبر الرواية الأولى للكاتب محسن الخزندار والذي له كتابات سياسية وتاريخية عديدة نشر بعضها وما زال لديه العديد من الكتابات لم تنشر بعد. ثم أعطت الكاتب والناقد ناهض زقوت الميكروفون ليتحدث عن الرواية، فقال: تشكل رواية "مذكرات ولهى" (غزة 2013) نصا أدبيا مغايرا للسائد في الذائقة الأدبية المكونة للمشهد الأدبي الفلسطيني، حيث أن الكتابة الروائية أو القصصية في المشهد الأدبي الفلسطيني تركزت على القضايا السياسية الممزوجة بالأبعاد الاجتماعية، أما هذا النص فقد ركز على القضايا الاجتماعية الممزوجة بالأبعاد السياسية، فلم يكن ثمة سياسة طاغية، بل واقع اجتماعي يعاد تشكيله بتأثيرات سياسية جديدة. ويضيف أن هذا النص يطرح قضايا حساسة تصنف في خانة المسكوت عنه اجتماعيا، قضايا مرتبطة بالعادات والتقاليد، وقضايا الميراث وما تجلبه من مشاكل في المجتمع، وقضايا الفساد سواء داخل العائلات أم خارجها، والواقع السياسي في قطاع غزة بعد قيام السلطة الفلسطينية. وأخذ الناقد زقوت في قراءة الرواية من عتباتها الغلاف والعنوان، والفلاش، والإهداء، والتوطئة، بالإضافة إلى الخاتمة، وما بينهما يتشكل السرد على شكل لوحات كل لوحة تعبر عن مرحلة من مراحل حياة الساردة كما قال. وعن عنوان الرواية أشار بأنه سياقي دال على السرد، إذ نجد السرد يتحدث على لسان امرأة (مريم) تروي إلى ابنتها سيرتها وحياتها داخل أسرتها قبل الزواج، وعن عائلتها ومواقفها المتباينة وفسادها, وعلاقتها مع زوجها وأهل زوجها، ورؤيتها للمجتمع والبيئة التي عاشت فيها، وتفاعلها مع الآخرين، ونظرتها للواقع الاجتماعي في فتراته المتباينة؛ واقع الاحتلال والانتفاضة، وواقع السلطة الفلسطينية، وأثر ذلك على المجتمع في قطاع غزة. ثم تناول بناء الرواية وآليات سردها بالضمائر الثلاثة؛ المتكلم والغائب والمخاطب، واستخدام تقنيتي التكرار واستباق الأحداث، وقال عنه انه أسلوب الرواية الحديثة. وعن شخصيات الرواية ذكر بأنها بالعديد من أنواع الشخصيات، فإلي جانب الشخصية الرئيسة "البطلة" والتي تمثل الشخصية النموذج، ثمة شخصيات مسطحة، وشخصيات مدورة أو نامية، وأخرى ذات أدوار ثانوية. وقد استطاع الكاتب بلورة كل شخصية ورسم ملامحها وإصباغ صفاتها ودلالاتها لكي تؤدي رسالتها كما يريد منها الكاتب. وعن مضمون الرواية قال زقوت : إن أحداث السرد تدور في قطاع غزة بعد قيام واقع السلطة الفلسطينية، لتبرز من خلالها تغيرات المجتمع في قطاع غزة، والعلاقات المعقدة والمتشابكة بين السكان المقيمين والعائدين، وتأثير العائدين في السكان وخاصة الطبقات الغنية. وأضاف بان ذلك يأتي من خلال رؤية الساردة مريم ابنة الأسرة الثرية التي تعيش حياة مرفهة في فيلا في حي الرمال الشهير غرب مدينة غزة، وتعاني من ظلم عائلتها بسبب الميراث، حيث تكشف عن مواقف العائلات الكبيرة من زواج البنات خارج الأسرة، لهذا تتمرد "مريم" على عائلتها مما يجلب لها العديد من المشاكل تصل إلى ربطها بالقيد لمدة تسعة شهور. وأضاف زقوت بان الرواية تناولت العديد من القضايا الاجتماعية، وهي قضايا إسقاط الأجنة، والمخدرات، وفساد رجال الإصلاح، والاعتداء على المرأة بالضرب والإهانة، وانعدام حرية المرأة وحقها في الحياة وحقها في الاختيار، وقضايا الفساد في زمن السلطة الوطنية. وبعد أن تحدث الناقد ناهض زقوت باستفاضة عن الرواية، تحدث الكاتب محسن الخزندار قائلا: إذا عجز القارئ عن فهم ما تكتب فامنحه عبارة شكر ولا تتردد، وأشار انه اجتهد واجتهاده لن يرضي كل القراء فان للبشر مشارب مختلفة وأذواق متباينة وهذا من آيات الله، وأضاف مقدما الشكر لمن ساعده في تنقيح الرواية ومراجعتها. ثم فتحت مديرة اللقاء النقاش للحضور، فتحدث عدد كبير من الكتاب والروائيين عن الرواية وكاتبها وعن ما تناوله الناقد في دراسته النقدية. ومن الجدير ذكره انه تم إهداء كل الحضور نسخة من الرواية ونسخة من الدراسة النقدية التي طبعت منفصلة عن الرواية.