والوطن العاجز كالرصيف ... يرى ويمعن في السكوت ... سلام حلايقة عندما تتساقط قطرات المطر من السماء , وتختلط بتراب الأرض, تعجن بالطين المكون الأساسي للجسد والماء والتراب, بينهما قصة حب وعشق لن تنتهي على مر السنين تعزف ألحانها على آلة موسيقية , مع كل قطرة في سيمفونية تخلقها الطبيعة لتعكس سرها في قلوب البشر, وكذلك قطرات الندى في قلب الصباح التي تعزف لحن الطبيعة بين ورق النباتات والأرض المبجلة .. هذا هو الحب التي تعجز كل الأساطير عن معرفة فحواه , فالوطن عاجز, والإنسان عاجز, وكل الأشياء تعجز عن وصف تعبير الحب في جميع مراحله وأشكاله .من حب الطفولة, حب الحبيبة, حب الأم, وحب الوطن الذي يعبر عنه بكلمات تتحول إلى شعر ربما ,ولنصوص ربما, ولمقاطع ربما ,ولكتاب يجمع ذلك كله ربما ,بعنوان متناقض ربما أيضا في كتاب ولم نلتقي بعد ... ولم نلتقي بعد كتاب نصوص للكاتب الفلسطيني الشاب متعدد الجنسيات عبد الله سميح الزيود من مدينة جنين ومواليد الإمارات وسكان الأردنوالكويت هذا الكتاب إصدار عن دار «كاف» للنشر والتوزيع في عمّان بتبنٍ وإشراف أمين من قبل القاصة كوليت أبو حسين بتاريخ 4من تموز 2013 وكان حفل التوقيع في الكويت بتاريخ 6 تشرين أول 2013 مع العلم ان هذا الكتاب الأول للكاتب . على وقع موسيقى اللغة تتنهد أنفاسك عند قراءة نصوص كلمات تحمل لغز ما , وكأنك تقف أمام لعبة الماتروشكا "لعبة روسية مجموعة العاب في بعضها البعض " في كل نص هناك فكرة تغوص في فكرة أخرى , لتدخلها فكرة متقاطعة لتقفز مرة أخرى عن حبل الحياة , وتصيب الهدف في القلب مباشرة. تلون بالتضاد الجميل الممثل: بالنور والضلال, بالخيال والواقع, بالماضي والحاضر, بالحب والكره, بالروعة والقبح, بالحياة والموت, بالخطأ والصواب. "تلوذين بي من الشمس فيفرح ظلي " تغوص وأن تطالع أكثر في الكتاب وتستمر في الانسياب تنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى مع عزف صارخ في بعض الأحيان وهدوء حذر في جزئه الأخر ربما شابه بعض الاختلال على السلم الموسيقي ولكنها هفوة إنسان " كما القمح سليما معافى وحسب ". هيا لنلعب الماتروشكا ...كلمات إجابتها بكلمة واحدة نعم هي اللعبة الكبيرة "أشعة الشمس, الفخار, التسول, وألام الجسد " جميعها تمثل ألم الواقع على ضفتي النهر في البلاد التؤم "فلسطينوالأردن "التي كلما شكت واحدة تصرخ الأخرى وكأن في رأسها "شقيقة" . الحب في نص "قصير القامة قلبي رف الحب عال " في اللعبة الأصغر قليلا هي الحلم حلم الوصول إلى الواقع لتعود ربما وإلا إلا واقع ". عدس وقطن .. الحيين الذين غابا وراء التراب واخفت الشمس نفسها وراء الغربال خجلا منهما ربما هي اللعبة الأصغر قليلا .... ومن هنا نذكر أن عبد الله الزيود أهدى هذا الكتاب للحيين محمد طمليه, الذي فاز الكاتب بجائزته عام 2009 جائزة المقال الأدبي وكان هذا المقال يحمل عنوان "مثل وعمل وجرف ". والحيي الثاني هو الكاتب حسين البرغوثي . كما حصل الزيود على جائزة الإعلاميين الشباب العرب , وعلى جائزة القصة القصيرة للإبداع الشبابي في العام 2011 . نص أخر يحمل اسم تراشق بالأواني سر صغير سعيد ومبكي ربما نظرت إليه من ناحية أخرى لعبة الماتروشكا الصغيرة هنا مثقوبة قليلا في الجانب لو تراشقنا بالأواني أعتقد لحققنا نصرا . الاحتواء الكبير الذي يلف النصوص يا لعبتي الصغيرة كلمة لا يعرف معناها سوى من تناقضت الأشياء حولهم أنظر للرسومات التي تغطي قاع فنجان اللعبة يا تامر وردد ورائي "ثين" . الريح والصهيل تترافدان دائما فتسري الواحدة في الأخرى مسرى الجن بالدم وهي اللعبة الأصغر . وفي الأصغر حجما المربع والسارية والجلوس في جزيرة البلاد بلاده هو . الماء أشهى حينما يؤخذ قصرا ربما كانت هذه المشكلة الوحيدة في البلاد والوطن -الكذب الواضح - "يابا والله ما هوا أنا " هو مشكلتنا جميعا نفسره بالألوان فضيعنا البلاد والعباد . لن نمسح أثر الزمان لان الرؤيا لن تتضح إلا بدم السواعد التي ستخرج من بياراتنا في تعنك "قرية من قرى جنين ".هو نص أخر يحمل عنوان تعنك في الكتاب . اكتملت اللعبة ألان لنعود للنص . " نص "فِ" في كل مرة اكتشاف واضح عندما ننهي الماتروشكا ونبدأ الحازوقة عبد الله . كتاب ولم نلتقي بعد نصوص عميقة سهلة وممتنعة في ذات الوقت من أماكن لا تنسى زائريها, إلى أنت ندى , ماء وصهيل, وبيسبول ضفادع ...وغيرها من النصوص التي تعبر عن مكنونات الذات والمكان, تنسج في نصوص تحمل هم وأمل ما هو أبعد من الواقع .