د. زيد علي الفضيل لست مبالغًا إن قلت بأن مدينة صنعاء من أهم العواصم الثقافية في عالمنا العربي، إذ يُدهشك كثرة أدبائها ومثقّفيها الذين تجتمع بهم في المَقايل الصنعانية المتنوعة، التي تُعد سمتًا معرفيًّا يتم تداوله مجتمعيًّا بشكل يومي، كما تمثل خصيصة يتفرد بها اليمانيون دونًا عن غيرهم من أبناء وطننا العربي، حيث يلتقي فيها الأدباء على مختلف فنونهم، والكتاب على تنوع ميادينهم، وأهل السياسة، وأهل الفن والإبداع الأصيل ببعضهم البعض، ولا يكاد مجلس منها يخلو من كل أولئك، لتمثل كل منها دوحة غناء فواحة بأريجها وحسن مباهجها. ويعد مجلس الأديب الدكتور عبدالعزيز المقالح من أهم تلك الدوحات التي ليس لزائر صنعاء بدٌ من زيارتها، والتمتع بأريج ما يُلاك فيها من معرفة، ويستمتع بالسكون للذوق الطربي الأصيل، وما أجمل تلك اللحظات التي عشتها في معيته وهو يصغي بسكون العارفين لبعض روائع موسيقار الأجيال الفنان محمد عبدالوهاب، الذي يُحب أن يفتتح مجلسه كل أحد به، ثم يترك لعنانه ومن بحضرته حرية الطواف في آفاق المعرفة وأفانين الثقافة دون قيدٍ أو حجر، وتلك ميزة يمكن للزائر أن يلحظها في كل مقيل صنعاني أصيل. وفي هذا الإطار أُحب أن أُشير إلى الدور الحيوي الذي يقوم به الملحق الثقافي السعودي في اليمن الدكتور علي الصميلي، الذي عمل على توثيق عرى الصداقة بمختلف المثقفين والأدباء في اليمن، وسعى إلى إيجاد مسار ثقافي مشترك معهم، بل حرص على تأسيس مجلس ثقافي خاص به يجتمع فيه بين فينة وأخرى لفيفٌ من الأدباء والمثقفين اليمنيين، وهو ما يزيد من عرى التقارب الثقافي بين الشعبين العربيين الأصيلين، اللذين يتحدان في أرومة واحدة، وتجمع بينهما ثقافة وعادات وتقاليد مشتركة، ولعمري فإن ذلك من أهم ما يمكن أن يقوم به ملحقنا الثقافي علاوة على واجبات عمله الرسمي. تجدر الإشارة إلى أن الثقافة وما يتعلق بها من فنون وتراث موسيقي أصيل هي المفتاح الأهم لتوطيد العلاقة بين مختلف الشعوب، وفي تصوري فإن ذلك من أكثر ما نحتاج إلى الاهتمام به، وأهم ما يتوجّب علينا تكثيف فعالياته مع جيراننا في اليمن، لاعتبارات سياسية وأخوية أيضًا. وكم هو رجائي أن تتوثّق العلاقات البينية بين المثقف السعودي ونظيره اليمني، فيتم تبادل الزيارات واللقاءات الثقافية بينهما، وحتمًا فإن ذلك سيكون له أكبر الأثر الإيجابي على البلدين، وسيُخفف من حدّة الاحتقان المفتعلة، التي يسعى إلى تأجيج لهيبها عديد من القوى المعادية لوحدة أمتنا العربية، فهل إلى ذلك سبيل؟!. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (51) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
