تثار- أحيانا- بعض القضايا الشرعية ويطول الجدل والأخذ والرد فيها والتشكيك في صحتها أو تصديقها.. والمتابع لمثل هذه القضايا يجدها (محسومة) بنص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالأدلة القاطعة التي لا تقبل الجدل أو الاجتهاد.. وكان ينبغي ألاّ تثار وألاّ يُشكك الناس فيها (إذ لا اجتهاد مع نص). * ولم تثر هذه القضايا إلا في عصرنا الحاضر.. عصر الحضارات والتحضر.. بحجة التجديد والتغيير وتناسي الماضي وما كان عليه السلف الصالح من عادات مألوفة لا خلاف فيها.. إلى تقاليد وافدة ضررها أكثر من نفعها. * كانت المرأة فيما مضى تتزوج الرجل الكفء في دينه وخلقه بصرف النظر عن كبره من صغره وغناه من فقره. * أما اليوم فقد أفرزت لنا حضارات العصر أن زواج الفتاة برجل أكبر منها سنا/ والزواج بالثانية/ والصغيرة "جريمة" حتى ولو حصل الإيجاب والقبول من الطرفين والذي هو القاعدة الشرعية في النكاح. * لقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهي بنت ست سنوات ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، وهو القدوة الحسنة لأمته. * فما الذي استفدناه من إثارة مثل هذه القضايا؟ إننا لم نستفد منها سوى ازدياد نسبة العنوسة وعزوف الشباب والشابات عن الزواج لنفس الأسباب!. * وأذكر أن كثيرا من كبار السن تزوجوا بزوجات صغيرات السن ورزقوا منهن البنين والبنات وعاشوا حياة سعيدة يسودها الاحترام والتقدير والوفاق المتبادل. والدليل على مشروعية ذلك ما كتبه فضيلة الشيخ د.لطف الله خوجه في عدد فارط من الرسالة بعنوان "التحديد لسن الزواج.. مؤامرة أم تجديد؟" قال في بدايته "المنع من زواج الصغيرة شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. بل خالفه في زواجه بعائشة التي تزوجها- قطعا- وهي قاصر بحسب اصطلاح العصر سواء كان القصور بمعنى عدم المحيض أو عدم تحمل النكاح أو عدم بلوغ 15 او 18 تزوجها وهي بنت ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع فهذا إمام المتقين والمشرع لأمته من رب العالمين يفعل ما ينهى عنه دعاة التجديد وأفعاله من جملة التشريعات التي يسن الاقتداء بها أو تدل على الإباحة لئلا يدعي مدعٍ أنه حكم خاص به فالأصل عموم الاقتداء بفعله ولم يأتِ ما يدل على الخصوصية ولم يكن ليفعل ما هو (جريمة) حاشاه صلى الله عليه وسلم وقد وصف بعضهم زواج الصغيرات بأنه "جريمة" هكذا بإطلاق دون تفريق أو تخصيص.. ومن الصحابة من زوج بناته وهن صغيرات في 13 وما دون وما فوق من غير نكير وهذا مبطل لدعوى عدم صلاحية صغيرة السن للزواج فلم يكن النبي وأصحابه مضرين بها وهم خير وأفقه خلق الله". * أرجو أن نهتم بالقضايا الجوهرية التي تظهر فيها الفائدة دنيا وآخرة وألا نخوض في أمور لا جدوى من ورائها إلا ضياع الوقت والجهد.. خاصة وقد حددتها الشريعة كمنهاج حياة وأكدتها السنة تأييدًا واقتداءً.. وبالله التوفيق. الطائف - ص.ب 101 فاكس 7430491