" ع الفرازة يما " و شكلو حلو ..بس " و" منشر غسيلو " أفلام فلسطينية لمخرجات شابات من غزة أبرزن قضايا وسلوكيات موروثة مرفوضة وذلك من خلال مشروع مخلفات .. وقد تم عرض هذه الافلام في مهرجان شاشات التاسع لسينما المرأة في فلسطين وذلك في مركز رشاد الشوا في الرابع والعشرين من تشرين الاول . وقد نالت الأفلام استحسان وتشجيع الجمهور أثناء وبعد العرض ، وكان من ضمن الحضور عدد كبير من المثقفين والإعلاميين وطلبة الجامعات.. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على ثلاثة من أصل سبعة أفلام من إنتاج مؤسسة " شاشات " . ع الفرازة يمّا تقول المخرجة منى مطير بالنسبة لفيلمها" ع الفرازة يمّا " تناولت فيه مشكلة اجتماعية تكمن من مبدأ "زوجوه بيعقل" حيث تم طرح طريقة الزواج التقليدي كما تناول الزواج المبكر لدى الجنسين ، و طرح أيضاً كيفية اختيار الشاب للفتاة "ع الكتالوج " وخضوع الفتاة لفحص الأم " الحماة " لتتأكد إن كانت تناسب مواصفاتها أم لا؟! وطرح أيضاً مثالاً للشاب المتلاعب وكيف تختار له أمه عروساً " ع الفرازة " وكيف يقع بالنهاية في شر أعماله ، لنرى أنه كما تدين تدان وأن الزواج المبكر والمطروح بناءاً على العرض والطلب لهو مفهوم خاطئ ومتوارث بطريقة تظلم الجنسين أيّما ظلم! وتشير المخرجة منى إلى أنّه لا زال الشاب ، في عرفنا الشرقي ، يتصدر كل المواقع ، ليس لأنه أفضل من الفتاة ، ولكنه ، بشريعتنا الذكورية ، يحتكر جميع الفرص! فجاء مهرجان شاشات لأفلام المرأة بكل تلك الأفلام الرائعة للمخرجات ليثبت أننا هنا واننا قادرات أن نفعل كل شيء ،، وأن كل ما نحتاجه هو الفرصه ، كما أكدت أنها ضد تسمية أفلام مرأة وأفلام رجل! فالجنس لا علاقة له بالطرح وإن ميز الجمهور أن العمل الإخراجي هو لرجل أو امرأة فبنظرها العمل فاشل لا محالة ، فالقصة برأيها رؤية وعين . وأضافت المخرجة الشابة أن سر نجاحها هو موهبتها وطموحها أولا ، ثم أهلها وأصدقائها ثانيا والذين لم يتوانوا عن الوقوف بجانبها.. وأوضحت أن مؤسسة شاشات كانت قد طرحت مسابقة في مواقع التواصل الإجتماعي فسجلت بها فكان أن فاز سيناريو فلمها وحصلت على منحة الإنتاج ، ولله الحمد كان " ع الفرازة يمّا " أول عمل روائي لها،، وللحكاية بقية .. وتعترف منى بأنها رغم ثقتها بالعمل لم تتوقع أبدا رد فعل الجمهور على الفيلم فالتصفيق الشديد والإعجاب الأشد اللذين كانا خلال العرض وبعد انتهاء العرض فاقا توقعها ، وقد انهالت التهاني عقب انتهاءعرض الفيلم مباشرة ومن الجميع حيث عبروا عن روعة الفيلم ، فكرة وإخراج وطرح ، وهنا فقط شعرت منى أنها أصابت الهدف! شكلو حلو ...بس فيلم وثائقي جاء في سياق الافلام الروائية ، تقول مخرجة الفيلم رنا مطر جاءت فكرة الفيلم في سياق مشروع مخلفات الذي يتحدث عن مخلفات سياسية اقتصادية اجتماعية واخري بيئية " شكلو حلو بس " ، يتحدث علي كل هذه المخلفات من خلال بحر غزة الذي يعتبر المتنفس الوحيد لقطاع غزة ، رغم انه المكان غير الآمن والذي يشكل خطر علي القطاع والناس ، من هنا بدأت الفكرة لأبين هذه المخلفات المختلفة ، فجاء الصياد في سياق المشاهد ليعبر عن المخلفات الاقتصادية ، هذا الصياد الذي نشأ وترعرع باعماق البحر ليكون الان من افقر الناس عليه ، هنا يبدأ القلق لم يعد البحر يتحملنا من مخلفاتنا البيئية كذلك الاحتلال يحاصره من مكان اخر فصفي البحر الدائرة المغلقة الذي يقتل ويختنق كل يوم .. وتلفت المخرجة مطر إلى أن عمل المرأة بالإخراج أمر غريب ، ولكن السينما تغير الشعوب ، فللسنة الثالثة علي التوالي يقام مهرجان شاشات ليقنع الناس بأن للمخرجة الفلسطينية رسالة لا بد من وصولها ، وأن هذا الأمر ليس بالمستحيل ، ورغم أن هذا الطريق عميق ومليئ بالعثرات ، ولكن من يريد الوصول يتخطى كل العوائق ، وتقول الشابة مطر يكفها أن تكون عائلتها بجانبها فتشجيعهم ودعمهم لها هما اللذان يدفعانها للنجاح . وأن الفضل الأول والأخير يعود لمؤسسة شاشات التي احتضنتهم كمخرجات ناشئات وللأستاذ عبد السلام شحادة الذي لم يتوقف عن تشجيعهم ودعمهم للوصول لهذا الطريق رغم كل ما يواجهنه من صعوبات من المجتمع ونظرته .. وتردف المخرجة قائلة كل سنة تجعلنا نتمسك اكثر فأكثر وتجعلنا اقوى لمواجهة تعليقات الناس " شو كل هالتعب علي خمسة دقائق " .. وتعترف المخرجة مطر أبدأ بتحضير للفيلم ومن ثم أختار الشخصيات قبل تصوير الفيلم بأيام معدودة أتفاجىء برفض الشخصية للتصوير هذا بناءا علي الخوف من مسؤولية سلطة حكومة وهكذا .. منشر غسيلو فيلم صور متحركة مع تصوير حي ، يسرد الفيلم بأسلوب ساخر جزءا من التحرش اللفظي الذي تتعرض له المرأة ، مهما ارتدت من ملابس ، اخرج الفيلم الشابتان أريج أبوعيد و آلاء الدسوقي . تقول المخرجة الشابة أبو عيد عند طرح الفكرة من البداية طرحتها من زاوية التحرش البصري الذي تتعرض له المرأة في مجتمعاتنا ، وصديقتي الاء طرحت فكرة التحرش اللفظي ، فتقرر دمج الفكرتان معا بفيلم واحد ، الجزء الحي كانت مسئولة عنه والرسوم المتحركة اخراج الاء الدسوقي ، والاستعانة بالرسوم المتحركة هي طريقة ارادا بها البعد عن النمطية في طرح الفكرة وجذب المشاهد أكثر وليس لتخطي الرقابة .. وتقول المخرجة أبو عيد :" نحن عند انتاجنا الفيلم توقعنا الكثير من الردود والنقد سواء كان من جمهور الشباب او الفتيات فالفيلم بالنهاية هو مناقشة وابداء اراء " وتشير إلى أنها سعيدة بتفاعل الجمهور مع الفيلم تصفيقاً وضحكاً ، فإضحاك الناس ليس أمرا سهلا بالنهاية . وتضيف انها على يقين ان الفكرة جريئة والمعاكسات كانت من صميم ما تعيشه الفتاة خلال هذه الظاهرة المقيتة . وهي تؤمن انه بدون سينما لا توجد حرية حتى لو كان موضوع اخر غير موضوع التحرش البصري واللفظي وبالطبع أي عمل سينمائي سيواجه النقد والنقاش . وتحدثت المخرجة ابو عيد عن الصعوبات والدعم ، فقالت : كانت في تطور مراحل الفكرة وانجاز العمل بالوقت المحدد . وعن الدعم كان من الاصدقاء والاهل و جميع طاقم العمل فالفيلم بالنهاية مجهود جماعي وتوجهت بالشكر ل شاشات التي تؤمن دائما بخروج افكار من غزة على مدار السنوات ، وكذلك للدكتورة علياء ارصغلي منتجة المشروع. عرضت المخرجات الشابات مخلفات ونفايات المجتمع وتألقن في عرضهن ،، ومع ذلك أبدعن أيضاً في إبراز الوجه المشرق لغزة لوجود طاقات شابة انثوية تستطيع العمل في أصعب الظروف إذا ما اتيحت لهن الفرصة لذلك!