عبده النقيب لم اجد مناصا من الكتابة حول المنصة مرة أخرى لان قومي مسكونون بالمنصة ولن اجد من يصغ لي من خارج المنصة حتى لو حدثتهم عن مناجم الذهب. كما اني اخترت تشبيه الثورة بالجمل لأسباب كثيرة ستجدونها في معرض هذا المقال, فمن الحكمة ان أكون مع قومي الغارقون في معارك كلها تدور حول المنصة, فالفرسان سنّوا اقلامهم وسالت المقالات بل والمبادارت التي تضع المخارج والحلول لإيجاد منصة عصرية حديثة وآمنه وربما يتعدى الآمر ان نطلب تدخل خارجي للإشراف على إدارة المنصة إذا تفاقم الأمر. من ناحيتي قررت ان اعتلي المنصة ليس بحثا عن الزعامه فغيري أولى بها فقط اردت ان استفيد انا أيضا والقي خطبي في المكان المناسب لأن القوم موجودن في المنصة. لقد صرت موقنا بأن تكريس ثقافة المنصة بات امر حقيقي ولا اظن انها الصدفة بل هو مخطط لها لدى اولي الأمر كمخرج لإحتواء الثورة ربما البعض يشارك في ذلك دون قصد لكن ماهو مؤكد ان هناك طرفان لهم مصلحة في حرف مسار الثورة اما لأنهم يخشون عودة دولة الجنوب بقواه الجديدة الصاعدة خوفا من العقاب والحساب وفقدان الهيمنة والتاريخ النضالي وهم فريق نعرفهم جيدا والفريق الآخر يريدوا ان تصل القافلة( الجمال) الى صحراء وتتوه فيها ومن ثم يأتون بالبديل الجاهز الذي فشلوا في فرضه سابقا ونعرفه ايضا بدقة. سقط شهيد في المنصة وهي جريمة كبرى واعتبرناها إستثنائية لأنه سقط بأيدي جنوبية وتعاطينا معها بغضب شديد ليس لان حجم المأساة كبيرة فقد سقط الآلاف من قبل, البعض في نفس المنصة لكنهم بأيدي قوات الاحتلال اليمني وهو أمر اعتيادي في أي ثورة, لكن ان يسقط بأيدي جنوبية فهو مؤشر على إنحراف خطير في مسيرة الثورة سيؤول بأمرها الى الحتف اذا استمرت في السير في نفس الإتجاه.ولهذا اود ان يكون هذا الحدث الجلل سببا في صحوة البعض ودليلا نقنع به البعض ممن لايميزون بين البرسيم والجرجير على طريقة ( كله عن العرب اخضر) كوسيلة نشكف بها البعض ممن يسعون الى تكريس ثقافة الإنحراف وإدخال الثورة في متاهات لن تخرج منها. كتبت في 2011م مقال اشرت فيه بأن الثورة اذا لم تمس مصالح الشركات الأجنبية التي تحرسها قوات الاحتلال اليمني والتي تؤمن لها الإجواء والمناخات في النهب السلس للثروة الجنوبية وهي بمئات المليارات مقابل الدعم السياسي والعسكري التي تحصل عليه سلطات الاحتلال من قبل الدول التي تنتمي لها هذه الشركات فإننا لن نصل إلى هدفنا وهذا امر يجب ان لايكون غائب عمن لديهم شيء من الفطنة. كتبت أيضا مقال في وقت سابق من هذا العام من ان الفوضى أخطر من الاحتلال وهو الأمر الذي تخطط له قوات الاحتلال أيضا كوسيلة للقضاء الثورة بايدي جنوبية واقترحت تشكيل لجان ثورية كأساس لنواة سلطة بديلة تحفظ الامن والإستقرار وتجبي الضرائب الذي يجب ان يمتنع عن دفعها الجنوبيين دون نقاش ويمتنع أيضا عن دفع فواتير الكهرباء والماء واي شيء لسلطات الاحتلال او عملائها من سلطات محلية في مدن الجنوب , لكن ضجيج وزخم ثقافة المنصة كان اكبر من أي صوت فلا احد يلتفت لشئ وتهنا في دهاليز مشاكل المنصة التي تتكاثر كالفطر حد فاق قدراتنا على حلها حيث غرق فيها المثقفين والمفكرين والقيادات اما المناضلين الذين يسيرون خلف هذه الزخم القيادي فإنهم كجمل المعصرة يظن انه يقطع الفيافي والقفار معصوب العينين وهو يدور في مساحة لاتتعدي مترين في مترين داخل المعصرة التي تدر على صاحب الجمل زيوت السمسم والترتر وما ألذها وتبقى المخلفات للجمل الخائر القوى. ولان الشئ بالشئ يذكر فإن الجمل كثير الصبر إن لم يكن هو الصبر نفسه فإننا تفننا في إقامة فعاليات العزاء والجنائز بطريقة حولتها الى وسيلة لتبديد الجهود النضالية حتى ظن البعض انها هي الثورة واننا حضاريون وان العالم سيتعاطف معنا وسيمنحنا حقوقنا وربما من قال لنا اننا ضربنا بصبرنا أيات البطولة وأروع المثل اقتداء بنبي الله يعقوب الذي أصيب بالعمى كمدا على فقدانه يوسف حين قال لأولاده "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ " ( سورة يوسف ). أيا حسرتي عندما لايجد هؤلاء الضحايا سلطة تنصفهم وعندما يكون سقوطهم اليومي امر روتيني ومناسبة لإحتفالاتنا التي نسميها عزاء ومكانا للبعض الذي يأتون لإلقاء الوعظ والخطب في منصات العزاء لزيادة رصيدهم في مشوار البحث عن الزعامة ودون أن يثأر الثورارلهم , قطعا فإن هناك خلل قانوني ونفسي كبيرين لدى الثوار. لابد من الثأر.. لابد من الثأر.. دفاعا عن النفس ومن يخافون الموت من الأمام فإنهم ملاقوه من الخلف. كتبت أيضا مقالا قبل عشرة أيام اقترحت فيه تشكيل لجان للبدء في مفاوضة اللصوص الغربين الذي ينهبون النفط والغاز ووضعت عدة نقاط يجب ان توصلنا الى تعطيل إيقاف عملية النهب بكل تأكيد حتى وان لم نستطع فرض السيطرة على تلك الحقول لوجود الجيوش التي تحرسها لكن ماهو أكيد اننا قادرون على تعطيل العملية باقل التكاليف وسنوقف النهب وهو ما سيدفع تلك الشركات للتفاوض معنا ونبدأ في استخدام سلاح الثروة في معركتنا الكبرى لشراء الموقف السياسي الدولي والعسكري ان تطلب الأمر, لكني اخشى ان يذهب مقترحي مثل تلك التي سبقته مني ومن غيري. السؤال الكبير الذي اطرحه: لماذا انتفضنا ولما قدمنا كل هذه التضحيات؟ أ من اجل منصة آمنه ام ماذا ؟!! الإستقلال لن يأت بدون وجود برنامج عمل واضح!! كيف سنصل له وكيف سنحصل عليه ؟ بالطبع لن يحدث هذا ونحن نسير في دائرة لاتتعدى مترين. دعونا نتعلم من الأخوة الحوثيين في التضحية والعمل.. قدموا التضحيات التي تجعل العدو قبل الصديق يفخر بها وبشحاعة أهلها.. وشعبنا أيضا قدم التضحيات والعزم على الإستمرا ومواصلة النضال لاريب. لكن هذا لايكفي!! الحوثييون شكلوا سلطاتهم المحلية وهنا مربط الفرس . ونحن أيضا مزقنا اوصال سلطات الإحتلال لكننا اوجدنا بديلا اخطر فعندما يغيب الإحتلال وتعم الفوضى بدون شك فإننا سنتعارك مع انفسنا على الوهم وبدون أسباب بل سنخلقها وهذا أمر منطقي. على الاقل هنا نستفيد من درس الجبهة القومية والحزب الإشتراكي اليمني سيء الذكر الذي نكب الجنوب. عندما قضى على كل الأحزاب الوطنية الجنوبية الأخرى وخنق كل اشكال المعارضة لم يجد من يعارضه سوى نفسه فتصارع مع نفسه حتى اباد الحرث والنسل واتى على الأخضر واليابس وفعل بالجنوب مالايمكن ان يفعله أي استعمار بما في ذلك الإحتلال اليمني. حيث ضاع الإستقلال والثروة الحرية والكرامة ودخلنا جميعا في نفق مظلم, ولا ابالغ في هذا فقط سأعطي مثلا على مسألة الهوية وهي المدخل الأساسي لإزالة وجود أي شعب فالإشتراكي فعل في هذا الإتجاه كثيرا جدا حتى خلق لنا غرباء بيننا يعملون جاهدين من اجل دوام العبودية والذل والتبعية لليمن. على العكس منه الاحتلال اليمني ايقظ فينا الحمية الجنوبية والوعي الجنوبي تماما وهي أساس وحدتنا الجنوبية وصمام امام وجودنا الجنوبي فدعاة الهوية اليمنية إذا اخطر بكثير من جيوش الاحتلال اليمني. ضربت مثلا بثورة الحوثيين وارجو ان يكون في نفس الوقت بمثابة تحذير بأن لانقتد بثورة الشوافع التي افتتن بها البعض منا وحاول الكثيرين ممن نعرفهم التفاعل معها خاصة وان قائد الثورة كان حميد بن لحمر المعروف بعلاقته الحميمة مع تنفيذية القاهرة وفلول الإشتراكيين. الخلاصة: لا اريد احد ان يفهم خطأ حول ما ارمي إليه فأنا لا أتهكم على كل الأشكال النضالية التي ذكرتها كالمهرجانات الخطابية والإحتجاجية وفعاليات العزاء لكن ما اود ان أقول انه يجب ان لاتصبح هي هدفنا الإخير بل لابد من توظيفها في اطار عمل اهم وهو ضرب مصالح عصابات صنعاء والعصابات الأجنبية. واعبر عن تفاؤلي لان هناك من بدأ يقدم المقترحات السليمة كما وجدت في بوابة الضالع للأخ محمد خميس بتنظيم مليونية نوفمبرية في ميناء الضبة وهي خطوة في الإتجاه الصحيح وكنت على وشك الإشادة بمقال مثبت في بوابة الضالع أيضا عنوانه الإستقلال لن يأت بالمليونيات او المظاهرات لمجرد ان شاهدت العنوان وودت ان اقرأه واشيد به فتفاجأت انه مقالي الذي كتبته حول نفس الموضوع اللهم ان من انزله غير العنوان وانا اشكره واشيد بتفاعله مع الموضوع واشكر بوابة الضالع على اهتمامها به وتثبيته. تساؤل: في أي بلد لاتوجد فيه دولة, يعج بفرق الإرهاب , والكل يغوص في مستنقع القتل والحوادث الأمنية في كل شبر منه وصار عنوانا دوليا للإرهاب تنسجب منه السفارت وتغلق في وجهه رحلات الطيران لكن الإستثمار مازال فيه آمنا بل وآمن جدا ومازالت شركات التنقيب عن النفط والغاز والمعادن النفيسة تعدوا نحو الجنوب كما تعدوا الضباع نحو الفريسة. وأخيرا أقول ان الجمل هو من اخطر واشرس الحيوانات, تخشاه جميعها بما في ذلك ملك الغابة لكنه يستعبد من قبل مخلوق قزم لايملك انياب او مخالب بل ولايملك حتى حوافر ويرتعد إذا هاجمه كلبا, لكنه يملك عقلا يمكنه من تدجين قوافل الجمال التي يسير بها في الصحاري راكبا عليها وهي تنتظر لأيام حتى يقدم لها الماء وينحرها متى يجوع دون ادنى مقاومة منها وهو يغني : كالعيس في البيداء يقتلها الضمى والماء فوق ظهورها محمول. الإستقلال الذي تبحث عنه أيها الجنوبي هو فوق ظهورنا وليس في مجلس الأمن فقط علينا ان نتمرد على الحادي ونبدا في الدفاع عن أنفسنا. وأخيرا أتمنى ان أكون قد تناولت بعض مما يجب ان اتناوله حول حياة وصفات الجمل حتى لايكون عنوان مقالي خارج السياق او على الأقل ليستفيد أطفالنا الصغار من المعلومات المثيرة التي قدمتها حول الجمل. اللهم اني بلغت