شبام نيوز . عدن - غازي العلوي - طاقم السفارة اليمنية في القاهرة جردوه من جوازه ومقتنياته قبل يومين من الحادثة - سائق تاكسي قام بإسعافه إلى مبنى السفارة وتم استلامه وبعد مغادرة السائق قاموا برميه - السفارة اليمنية تنفي علمها بالواقعة ومصدر في الجالية اليمنية يؤكد علم السفارة - ناشطون جنوبيون عثروا على جثته في مشفى حكومي بعد عمليات بحث استمرت يومين لم يدر بخلد الشاب أمين محسن جابر الردفاني ذو ال"35" عاماً وهو يودع أطفاله الثلاثة وشقيقيه وبعض من أقاربه وأصدقاءه ومحبيه وهو في بوابة مطار عدن الدولي متجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة للعلاج من مرض تليف الكبد أن تلك اللحظات التي ذرفت فيها عينيه بالدموع هي لحظات الوداع الأخير والأبدي وأنه لن يعود أليهم إلا جثة هامدة تحمل بين ثناياها فصول مأساة حقيقية كان لطاقم السفارة اليمنية في القاهرة الدور الأكبر في رسم ملامحها المأساوية التي تبقى وإن تعددت الروايات واختلفت وصمة عار وجريمة كبرى في جبين حكومة يمنية تتغنى ليل نهار بالعدالة والمساواة وتحقيق المنجزات . وعلى الرغم من الغموض الذي يكتنف حادثة وفاة الشاب / أمين محسن جابر التي أصبحت اليوم محل اهتمام الشارع الجنوبي الذي اعتبرها قضية رأي عام ينبغي الوقوف أمامها وكشف ملابساتها الحقيقة فقد حاولت "الأمناء" وحرصاً منها على إظهار الحقيقة ونقل صورة حقيقية عما يتعرض له أبناء الجنوب من انتهاكات لأبسط حقوقهم المشروعة من قبل مسئولي وممثلي الحكومة اليمنية في الداخل والخارج وقد حاولنا من خلال هذا التقرير وضع العديد من الأسئلة على أمل الحصول على أجوبة كافية وشافية سواءً من مقربين إلى أسرة الشاب أمين الوحدي أو من القائمين على السفارة اليمنية في القاهرة وبعض الجنوبيين المتواجدين في العاصمة المصرية القاهرة . - أصل الحكاية !! يؤكد أقارب وذوو الناشط الجنوبي أمين محسن جابر الوحدي وهو من أبناء ردفان بمحافظة لحج بأن ولدهم غادر اليمن في الخامس من أكتوبر لتلقي العلاج في القاهرة جراء إصابته بمرض تليف الكبد وبعد انقطاع التواصل معه خلال الثلاثة الأيام الماضية حصلوا على معلومات تفيد بأن ولدهم قد أصيبوا بغيبوبة وانه قد تم إيصاله إلى مبنى السفارة اليمنية في مصر والتي رفضت استقباله أو حتى القيام بواجبها في إسعافه إلى المستشفى , مشيرين بأن ولدهم كان بحوزته مبلغ مالي (عشرة ألف ريال سعودي وثلاثة ألف دولار أمريكي وخمسه ألف جنيه مصري) وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها بأن جواز سفره والمبلغ المذكور وتلفونه الشخصي الذي كان بحوزته موجود لدى السفارة اليمنية في القاهرة . وقال أقارب وذوو الشاب أمين محسن الردفاني بأنهم وعقب انقطاع التواصل مع ولدهم قاموا بالتواصل مع السفارة اليمنية في القاهرة لمعرفة مصير ولدهم وتوجيه مناشدة عاجلة عبر وسائل الإعلام إلا أنهم لم يجدوا أي رد أو إجابات شافية من قبل سفارة اليمن في القاهرة الأمر الذي اضطرهم إلى تكليف عدداً من أبناء الجنوب المقيمين في العاصمة المصرية القاهرة لقيام بعملية البحث والتحري عن مصير ولدهم , مشيرين إلى أنه وبعد عمليات بحث وتحرٍ استمرت يومين تم العثور على جثته مودعة في ثلاجة مستشفى "إمبابة" الحكومي في القاهرة دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الوفاة . واتهم أقارب وذوو الشاب أمين محسن جابر في إفادتهم طاقم السفارة اليمنية في القاهرة بالإهمال والتقصير في أداء واجبهم تجاه ولدهم الذي قالوا بأن السفارة اليمنية رفضت استقباله بعد تردي حالته الصحية وقيام سائق تاكسي بإحضاره إلى مبنى السفارة وهو في حالة إغماء واكتفاءها بأخذ هاتفه الجوال وما بحوزته من نقود ومستلزمات مطالبين السلطات اليمنية بسرعة فتح تحقيق عاجل وشفاف في القضية ومحاسبة طاقم السفارة اليمنية وفقاً للقوانين النافذة . وبحسب إفادة ناشطين جنوبيين في القاهرة تواصلت معهم "الأمناء" فقد أكدت إدارة مستشفى "إمبابة" بأن المواطن أمين محسن جابر قد تم إسعافه إلى المستشفى من قبل مواطنين قالوا بأنهم قد وجدوه مغمياً عليه بالقرب من مبنى السفارة اليمنية في القاهرة غير أنه قد فارق الحياة بعد حوالي ساعة من وصوله إلى المستشفى . ويؤكد الناشط الجنوبي عارف حسن ابو عبدالرحمن المتواجد حالياً في القاهرة في إفادة خاصة ل"الأمناء" بأن الناشط الجنوبي أمين محسن جابر الردفاني قد تعرض لضغوطات من قبل السفارة اليمنية في القاهرة التي قال بانها قد قامت أثناء تردد الشاب الردفاني على مبنى السفارة لإنجاز بعض المعاملات بسحب جواز السفر الخاص به وأصبح يتجول في شوارع القاهرة بدون هوية حتى أصيب بالهستريا واضطر إلى إيداع مابحوزته من فلوس ومقتنيات لدى السفارة ورفض طاقم السفارة إعادة الفلوس والمقتنيات له لدى مطالبته إياهم بإعادتها . ويضيف الناشط عارف حسن بالقول : " هناك تهديد وضغط من قبل السفارة اليمنية على بعض الاخوة اليمنيين في القاهرة بعدم الخوض برواية الفقيد امين محسن جابر محسن وأن على الجميع التفرغ لمصالحهم فقط " . وعبر الناشط عارف حسن ابو عبدالرحمن عن استغرابه الشديد لعدم تتفاعل الجالية اليمنية تجاه هذه الواقعة وخصوصاً رئيس الجالية باعتباره المسئول الثاني بعد السفارة تجاه الوافدين . سفارة اليمن في القاهرة ترفض الحديث عن الموضوع : ولمعرفة موقف السفارة اليمنية في صنعاء من الواقعة وعن ما يُثار من اتهامات لطاقمها بالتقصير في أداء الواجب تجاه الشاب امين محسن جابر حاولت الأمناء التواصل مع بعضاً من مسئولي السفارة إلا إنهم رفضوا الإدلاء بأي معلومات أو تفاصيل حول الحادثة عدا نفيهم لأي اتهامات لهم بالوقوف وراء حادثة الوفاة أو وجود أي صلة لهم في الحادثة أو معرفتهم بوجود أي مقتنيات أو فلوس للمتوفى لدى السفارة . مصدر في الجالية اليمنية بمصر : تلقيت تكليف من رئيس الجالية بمتابعة القضية : هناك رجل يمني يدعي / أمين محسن جابر محسن يمني الجنسية اتي لمصر بلد الأمن والأمان للعلاج وأثناء خروجه أتت له غيبوبة فأخذه صاحب التاكسي وأهل الخير للسفارة اليمنية وقامت السفارة باستلامه وكان ذالك يوم 14/10/2013 وتفاجئنا بفقدانه ( جواز السفر تلفونه محفظته ) ولأسباب غير معلومة , وبالفعل فقد انهالت عليّ الكثير من المكالمات تسألني عن الرجل وكنت لا أعلم عنه شيء للأسف , وفي اليوم الثاني تلقيت تكليف من رئيس الجالية بمتابعة الموضوع واتصلت بأحد الأرقام بالإعلان الذي تم توزيعه وعلي الفور قمت باتصالاتي ولكن كانت معلوماتي عنه ناقصة حتى الساعة 7:45 مساءً اتصلت بأحد الأرقام للتواصل معهم فصدموني أن الرجل قد مات في مشفي بامبابه وقاموا بعمل محضر بالعجوزة , كيف , لا اعلم ولقد اكد لي مصدر موثوق أن السفارة استقبلت الرجل وهناك كلام كثير أن صدقوا سوف أقف معهم بشكل قانوني ونحرر محضر ولكن سوف أنتظر تقرير التشريح لنعلم سبب الوفاء . - ابناء الجنوب في القاهرة ينددون بالجريمة : عدداً من أبناء الجنوب المقيمين في العاصمة المصرية القاهرة نضموا صباح أمس وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة اليمنية في القاهرة نددوا خلالها بالمواقف التي وصفوها ب"الغير مسئولة" لطاقم السارة اليمنية تجاه رعاياها وعدم قيامهم بواجبهم الأخلاقي والإنساني تجاه الناشط أمين الردفان الذي تم إحضاره إلى السفارة وهو مغمى عليه , مطالبين بإقالة السفير اليمني في القاهرة وجميع طاقم السفارة اليمنية الذي قالوا بأن عملهم في السفارة قد تحول إلى تجارة غير مشروعة تسيء إلى سمعة اليمن . مطالبات بعزل طاقم السفارة اليمنية وتقديمهم للمحاكمة : وقد أثارت حادثة وفاة الناشط الجنوبي امين محسن جابر موجة سخط واستنكار شديدين لدى كافة الأوساط السياسية والاجتماعية والقبلية في الجنوب فيما تعالت أصوات بالمطالبة بإقالة طاقم السفارة اليمنية في القاهرة وتقديمهم للمحاكمة , وبهذا الصدد يقول الإعلامي منصور صالح : " ان كان لدى هذه الحكومة ذرة من حياء، وكان لدى وزير الخارجية نزر ولو يسير من الشعور بالمسؤولية ،فإن من الواجب عليهما ،عزل طاقم السفارة اليمنية في القاهرة ،وتقديمهم للمحاكمة، إثر الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المواطن أمين محسن جابر ، وما تعرض له من سوء معاملة وسطو ونهب، واهمال وهو في حالة إغماء . تقول الاخبار ان الشاب جابر الذي ينتمي الى ردفان بمحافظة لحج غادر الى القاهرة في مطلع اكتوبر وحيدا للعلاج من فيروس الكبد وفي يوم 14 اكتوبر ،اعطيت له حقنة افقدته الوعي ما اضطر سائق التاكسي المصري الجنسية الى نقله الى السفارة للقيام بدورها نحوه . ولان الشاب جابر ،مواطن بسيط وفقير، فهو لم يستحق ادنى التفاته، بل الأسوأ ان بعض موظفي السفارة تعامل معه على انه مخمور ، فأخذ جواله وجواز سفره ،وما بحوزته من نقود ثم اخرجوه من السفارة ، ورفض القيام بأي واجب نحوه. ولأن لصوص السفارة اخذوا هاتفه واغلقوه ،فقد حال ذلك دون تواصل اهله معه، ولم يعلم بمصيره الا بعد جهد شاق بذله اصدقاء للفقيد في القاهرة، حيث عثر عليه جثة هامدة في ثلاجة مستشفى امبابة بالقاهرة ، بعد ان نقله مواطنون مصريون اليها مغميا عليه في 16 اكتوبر " . ويضيف الزميل منصور بالقول : "لو ان ما حدث لجابر حدث لأي مواطن من أي بلد في العالم، لتحولت قضيته الى قضية رأي عام، يمكن ان تسقط ليس سفارة بل حكومة بأكملها ولقدم هؤلاء اللصوص والمتخاذلون للمحاكمة ولنالوا جزاءهم . لذلك فإن الواجب الاخلاقي، والواجب المهني ، يحتمان على هذه الحكومة ،المشغولة بالنهب والسلب ،والفساد الذي كان آخر ضحاياه جابر ان تسارع الى فتح تحقيق شامل وشفاف، وعلى منظمات حقوق الانسان، كما على النشطاء في منظمات المجتمع المدنى والنشطاء السياسيين الاشتغال باتجاه تحويل هذه القضية الى قضية رأي عام ، مع احتفاظ اسرته بمقاضاة رأس الحكومة ،ووزير الخارجية والسفير وطاقم السفارة على هذا الجرم الذي لا يسقط بالتقادم ولا ينبغي ان يمر مرور الكرام . لتتظافر جهودنا جميعا لنجعل من هذه الجريمة قضية رأي عام يجب ان يحاكم ويدان كل من ثبت أنه كان سببا في معاناة الفقيد وربما سببا في وفاته " .
