الكمالي يشرح للمحرر تفاصيل محنة اختطافة عند الساعة التاسعة من يوم الأحد المنصرم، أقدم مجهولون على اختطاف الناشط الشبابي وعضو مؤتمر الحوار عن شباب الثورة حمزة الكمالي، واقتادوه إلى جهة مجهولة، قبل أن يخلوا سبيله ويلقونه في حالة يرثى لها أمام مستشفى والده الدكتور أمين الكمالي بعد يومين من الاختطاف. الشاب الكمالي عاود ممارسة نشاطه في مؤتمر الحوار في اليوم التالي لنهاية محنة اختطافه، مؤكدا أن ما حدث يشكل بالنسبة له محفزا إضافيا للسير في ذات النهج الذي اختطه منذ التحاقه بالثورة الشبابية، معتبرا أن ما لقيه من تعذيب نفسي وجسدي من قبل خاطفيه هو ثمن يتقبل دفعه عن طيب خاطر طالما أنه آمن دوما بأن الوطن يستحق التضحية بما هو أكثر من ذلك. يومان من الاختطاف يسرد طالب الطب، وعضو مؤتمر الحوار عن مكون الثورة الشبابية السلمية حمزة الكمالي، واقعة اختطافه بالقول: "كنت في حي مذبح بانتظار سيارة تقلني إلى مقر انعقاد مؤتمر الحوار لحضور الجلسة العامة الثالثة، وفجأة وقف باص هايس على مقربة مني. ترجل منه شخص متين البنية وتوجه إلي ومتظاهرا بأنه يعرفني ونادى علي باسمي ومد يده مسلما، وما أن صافحته حتى جرني بقوه الى داخل الباص. حاولت المقاومة لكن أربعة رجال كانوا بداخل الباص وإلى جوارهم امرأة أشهروا السلاح في وجهي وهددوني بالقتل إن لم ألتزم الصمت، ثم قاموا بتكتيفي وطرحي أرضا مع وضع قطعة قماش على فمي لمنعي من الكلام ثم تحرك الباص". ويمضي الكمالي في حديثه. "بعد نحو 45 دقيقه من السير، توقفت السارة أمام نقطة تفتيش، وقد فهمت ذلك من خلال الحديث الذي دار بين مسؤول النقطة ومن كانوا في الباص حيث سألهم عن هويتي ولماذا أنا مكتف وممد على أرضية الباص، فردوا عليه بلهجة واثقة أنني مريض وأعاني من حالة صرع. كما تدخلت المرأة زاعمة أنني ابنها وأنني في حاجة للعلاج لتنطلق السيارة بعدها إلى مبنى لم أستطع تبين طبيعته وما إذا كان منزلا أم مكاتب. أدخلت المبنى وأنزلت الى دور أرضي ثم وضعت في غرفة ضيقة اتضح لي أنها حمام بعد أن وقعت قدمي في فتحة المرحاض". تحقيق وإهانات في تلك المساحة الضيقة، بدأ الخاطفون بتوجيه كل أنواع الأسئلة للكمالي مستفسرين عن حياته الخاصة وأسرته وعن أصدقائه. وترافق كل ذلك مع ضرب وإهانات مستمرة له من قبيل "أنت بلا كرامة" "أنت شخص بلا قيمة لن يسأل عنك أحد". لم يترك الخاطفون سبيلا لتعذيبي الا وسلكوه، يقول حمزة. "إضاقة الى الصفع والركل المستمرين، قام شخص من الخاطفين كان يناديه رفاقه بالدكتور بحقني أربع مرات بحقن لا أدري ما طبيعتها إلى اللحظة. بعد ذلك، يواصل الكمالي، نقلت إلى مكان آخر يبدو أنه ديوان مقيل، وفيه واصل الخاطفون تحقيقاتهم معي فسألوني عن علاقاتي بشخصيات بارزة في الدولة، وفي قيادات الأحزاب، وناشطين في الثورة الشبابية، كما سألوني عن أعضاء مؤتمر الحوار والقضايا التي يناقشها المؤتمر. ويقول حمزة، أمعن الرجال في تعذيبي جسديا ونفسيا، حيث سألوني إن كنت قد ودعت والدتي لأنني لن أراها بعد اليوم وجاءوني بسجادة للصلاة وطلبوا مني إقامة صلاة المودع قائلين إنهم سيأخذونني للجبل من أجل إعدامي. مرت الساعات على ذات المنوال، يخبرني أحدهم في الأخير بأنهم عدلوا عن فكرة قتلي لكنهم هددوني بالقول "إننا قادرون على الوصول إليك أنت وأي شخص كان من القيادات الحزبية أو من شباب الثورة أو أعضاء مؤتمر الحوار ولن يمنعنا أحد"، ثم أخذوني لأجد نفسي مرميا على مقربة من مستشفى الوالد. الرسالة أخطأت العنوان ويختم الكمالي، رغم كل الأذى الجسدي والنفسي الذي لحق بي، إلا أنني أبلغ من قاموا بهذا العمل غير المسؤول، بأنهم قد أخطأوا الهدف، وبأن هذه الحادثة لم تزدني إلا عزيمة في مواصلة المسير على الدرب الذي اخترناه لأنفسنا وهو طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون، والعدالة والمساواة والحرية، وان عليهم ان يدركوا أنهم لن يرهبونا لأننا وهبنا أنفسنا وأرواحنا لوطننا وبالتالي فإننا مستعدون لدفع أي ثمن يقتضيه انتصار الأهداف التي حملناها وآمنا بها، أما إقدامهك على الاختطاف فدليل على الخوف الذي يستملك قلوبهم من التغيير الذي سترسم معالمه مخرجات مؤتمر الحوار.