كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف أن أمريكا طلبت تعهدا فلسطينيا بعدم الانضمام إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية مقابل تسهيل الاعتراف "بدولة غير عضو" في الأممالمتحدة. وقال أبو يوسف في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية الصادرة اليوم "الخميس" إن القيادة الفلسطينية رفضت الرضوخ للتهديدات الأمريكية من أجل تنفيذ مطلبها الذي تقدمت به واشنطن مؤخرا في سياق محاولات الحد مما تسميه أضرار الخطوة الفلسطينية بعد فشل تأجيلها أو إلغائها". ولم يستبعد أبو يوسف أن يرفع الجانب الفلسطيني إلى المحكمة الدولية قضايا بملاحقة مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية من الإسرائيليين بحق الشعب الفلسطيني والتي لا تسقط بالتقادم. وأوضح أن نجاح المسعى الأممي من شأنه أن يغير من الوصف القانوني والسياسي لكثير من المسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما يسمح بالتحرك الفلسطيني ضمن نطاق دولي واسع لمحاسبة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا في هذا السياق إلى الاستيطان الاستعماري الذي يعد في القوانين الدولية جريمة حرب وممارسة غير شرعية ولا قانونية بما يشمل ذلك الاستيطان في القدسالمحتلة. وأشار إلى أنه عند تطبيق اتفاقية جنيف على الأراضي المحتلة وفق الصيغة الجديدة فإن الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال يعدون أسرى حرب وليسوا مسجونين أمنيين وفق التصنيف الإسرائيلي حيث يعتبر اختطافهم واعتقالهم جريمة حرب وفق القوانين الدولية. ولفت إلى أن المسعى نحو الأممالمتحدة يستهدف تثبيت المشروع الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف فيما ستكون أراض دولة فلسطين المحددة حدودها تحت الاحتلال وفق القانون الدولي والشرعية الدولية. وتوقع أبو يوسف تصويت 150 دولة لصالح الطلب الفلسطيني، لافتا إلى الحرص على كسب تأييد أكبر عدد من الدول لاسيما تلك التي تتمتع بالوزن الدولي. وكان الجانب الفلسطيني قد قدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس مشروع نيل الاعتراف "بدولة غير عضو"، بانتظار التصويت عليه اليوم بعد الكلمة التي سيلقيها الرئيس محمود عباس"أبومازن". ويتطلب نجاح مسعى نيل الاعتراف "بدولة غير عضو"، أي صفة "مراقب"، مثل الفاتيكان حاليا وسويسرا حتى عام 2002، الحصول على تصويت 50 % + 1 من الأعضاء (193 عضوا)، وهي متوافرة بالنسبة للجانب الفلسطيني. ويحق للفلسطينيين، بعد التصويت الإيجابي، الانضمام بتلقائية إلى بعض الوكالات التابعة للأمم المتحدة، بينما تحتاج أخرى وفق نظامها الداخلي إلى تقديم طلب بهذا الخصوص. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد طالبت القيادة الفلسطينية بتأجيل خطوة التوجه للأمم المتحدة، إلا أن الأخيرة رفضت ذلك وأصرت على تنفيذ مسعاها اليوم. ويأتي الرفض الأمريكي للمسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة منذ الإعلان عنه بذريعة أن الدولة تتحقق عبر المفاوضات وليس من خلال الأروقة الدولية. وهددت الولاياتالمتحدة بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية وفق قرارات الكونجرس الأمريكي وبإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. أ ش أ البديل أخبار/ عربى ودولى