برزت خطة الحج لهذا العام كواحدة من أبرز الخطط نجاحًا على مدار الأعوام الماضية، وبالتحديد منذ أن بدأت طلائع الحجيج وأعدادهم تتزايد عامًا بعد عام، حيث استطاعت الخطة وبكل اقتدار وسيطرة أن تمنع كل من لم يحمل تصريحًا من الحج، وتم إقفال كل المنافذ والطرق التي تؤدّي إلى المشاعر، وقد أسهمت العقوبات -التي أُعلن عنها- على حمل مريدو الحج عدم التفكير فيه، ناهيك أن يباشروه طالما أنهم لا يحملون تصريحًا، وقد كان أداء رجال الأمن موضع إعجاب وتقدير الحجيج، فأصبحوا يشكرون حكومتنا الرشيدة على هذا البذل والجهد في تسهيل الحج على ضيوف الرحمن، خصوصًا فتح الطواف في أدوار الحرم الأول والثاني بالإضافة إلى صحن الكعبة ومطاف أصحاب العربات الجديد، وطواف سطح الحرم، ما جعل الطواف -الذي كان يُشكِّل هاجسًا لكل من يحج بيت الله- طوافًا ميسرًا، وإني أجزم صادقًا كشاهد عيان أنه لم يطف بالبيت هذا العام أحد دون أن يكون قد دعا للملك عبدالله بالصحة والعافية ودوام التوفيق والسداد، ولكل قيادات هذا البلد، ولرجال الأمن، وعلى رأسهم سمو وزيرالداخلية، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة، حيث يعتبر حج هذا العام مميزًا وميسرًا، وليس له نظير، إذ خلا من أية حوادث تذكر، وكان تفويج الحجيج إلى عرفة ومنها إلى مزدلفة، إلى منى، ميسَّرًَا وسهلاً، وقد أسهم رجال الأمن في تنظيم صعود الحجيج من المواقع إلى محطات القطار، ومن القطارات إلى مواقعهم، وحق لنا جميعًا أن نطلق على هذه الحجّة: حجة الملك عبدالله، لاكتمال عقد الأمن والسلامة، واليسر والسهولة في هذا الحج المبارك. إن ما يؤخذ على لجان توزيع الأراضي على الحملات تأخُّرها في تسليم الأراضي إلى شهر ذي القعدة، وهذا الوقت لا يُعطي الفرصة لإصلاح الطريق من محطات القطار إلى مواقع الحملات في مزدلفة، والعكس، حيث كانت المسافة من محطات القطار تزيد عن كيلومتر ونصف، والطريق لم تكن مهيأة بالشكل المناسب، ولو قامت لجان توزيع الأراضي بتسليمها قبل شهرين أو ثلاثة لتم إصلاح المواقع في مزدلفة بشكل أفضل، وأكمل الجوانب المضيئة لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم. عبدالكريم سعيد حافظ - جدة