فهد العتيبي- سبق: قاد ضعف مستوى الرؤية والرغبة في التأهيل لما تبقى من بصره المواطن "رده المالكي" من الطائف- وهو حالياً يُعد أكبر معمّر في السعودية- لمراجعة عيادة ضعف البصر بجمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية في جدة. ويُعد المالكي أكبر مراجع سناً يراجع الجمعية في الفترة الأخيرة، وهو يمتلك ذاكرة قوية وصحة جيدة وتجربة حياتية مكّنته من معاصرة نشأة الدولة السعودية الحديثة على يد المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في العام 1319 هجرية، ما يعني أن عمره أكثر من 115 عاماً. "إبصار" انتهزت هذه الفرصة الثمينة مع المراجع المالكي الذي أشاد بأنشطة جمعية إبصار الخيرية لخدمة وتأهيل المعاقين بصرياً، والتي لم تقتصر على فئات عمرية محددة، بل عمت تلك الخدمات الأطفال والبالغين وأيضاً المسنين من أمثاله، مطالباً بنشر خدمات ضعف البصر وعيادات تأهيل ضعاف البصر لتعم المملكة، مشيراً إلى أنه تعب في البحث عن عيادة للتأهيل، وساقه موعد لعيونه في أحد المستشفيات الكبرى بجدة إلى مراجعة "إبصار". "رده المالكي" الذي تزوج من امرأته الأولى مدة عشرين عاماً لم تنجب خلالها، ثم تزوج من أخرى بعد وفاتها أنجبت له ثمانية من البنين والبنات وأحفاداً يتجاوزون العشرين حفيداً، أشار في بحث أجراه معه القسم الاجتماعي والإعلامي بالجمعية إلى أنه يتمتع بفضل الله بصحة جيدة ويقود السيارة حتى الآن، ويعمل في مزرعته يومياً، كما أنه يمارس رياضة المشي في أغلب وقته اليومي، ويعتمد في غذائه على الأرز واللحم والقمح والحنطة والسمن البلدي، إضافة إلى العسل الذي يجنيه بنفسه من منحله الخاص، كما يقضي بعض وقته في تربية الأغنام والرعي. وأضاف "المالكي" أنه عاصر ملوك السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز حتى العهد الحالي، منوهاً بالنعمة التي يعيشها الشعب السعودي والخير والأمن والأمان، منذ عهد المؤسس- طيب الله ثراه- من الحق أن يكتب في فصول تقرأها الأجيال. وأشار إلى أنه عايش الفترة التي قبل الملك عبدالعزيز وما كان يعانيه الشعب من عدم الأمان قائلاً: "نعم عاصرت عهدين مختلفين؛ فقد شهدت الحياة ما قبل الملك عبدالعزيز وما ساد به من الفقر والجوع وعدم الأمن، ثم عهد الملك عبدالعزيز وما أحدثه من تغيرات جذرية، فنحن الآن نعيش في نعمة وأمن لابد أن نشكر الله ونحمده عليها". وعن القراءة والكتابة أوضح "المالكي" أنه لم يتعلم القراءة والكتابة، ولكنه حفظ العديد من السور عن طريق القراء ممن تمكنوا من تعلم القراءة وأيضاً من خلال الراديو فهو على حد قوله أول من اقتنى الراديو من سكان الطائف، والذي استفاد منه من خلال ما يذاع من قصص وأحاديث وأشعار. وفي سؤال عن حياة ضعاف البصر والمكفوفين قديماً قال: في الماضي كان الأشخاص المصابون بكف البصر حتى ضعف البصر يلجؤون إلى العزلة في البيوت حتى الموت، فلا توجد هناك مراكز لتأهيلهم ومساعدتهم على التعايش مع مشكلتهم، أما الآن مع تطور الخدمات الصحية يرى أن هناك مواجهة لمكافحة العمى، وهذه نعمة من الله تعالى. وفي سؤال له عن رأيه في قيادة المرأة السعودية للسيارة قال باختصار: هذا "خطأ" ولا يمكن أن يتخيله، وأضاف المرأة في السعودية كانت تتعب وتشقى مع زوجها في توفير لقمة العيش لكن الآن وضعها في نعمة كبيرة وتسعى الحكومة- حفظها الله- لإسعادها، وهي مساندة للمجتمع في تربية أبنائه والمشاركة في بناء الوطن. وعن اختلاف الأجيال السعودية قال "المالكي": التغير مشاهد، والأجيال في هذا الزمن يحتاجون إلى تكثيف تربيتهم على طاعة الله ثم المواطنة الصالحة، وغرس قيم الولاء والانتماء فيهم منذ الصغر وطاعة ولاة الأمر، وأضاف: لابد أن يعلمون أنهم يعيشون في نعمة الأمن والأمان، ومن الواجب شكر الله عليها والمحافظة على النعمة.