لن ندع من دعاوى قيادة السيارة مجرد زوبعة تثور وتهدأ بين الحين والآخر بل لابد من وضع الصورة في إطارها الحقيقي الذي يتناسب معها , ولكي يكون لنا ذلك علينا بالدقة في استخدام التعابير وتوظيف الكلمات , فحقوق المرأة تعني كل ماتحتاجه المرأة للعيش بكرامة في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة , وهي كل مامن شأنه تحقيق الضمان لها بوضع اجتماعي واقتصادي يليق بها باعتبارها ممثلة لنصف المجتمع . وقبل أن أستغرق بين زوايا الحقوق وفضاء الحرية أحب أن أوضح أنني لست من المؤسسات لحملة ( نحن السعوديات , وهذا مانريد ) ولكنني أعبر عن رأيي الخاص وعن رأي الكثيرات من الأخوات والزميلات في البيت والمدرسة , فأقول مستعينة بالله تعالى إن كثرة متطلبات الحياة وصعوبة الوفاء باحتياجاتها التي انتقلت من دائرة الكماليات إلى دائرة الأساسيات نتيجة شغف المجتمع بالحياة العصرية ومعطياتها , فقد أصبح من الضروري وضع ربات البيوت من السيدات ضمن أولويات اهتمامات المؤسسات في جميع القطاعات الحكومية والخاصة , وتوفير فرص العمل لهن ووضع الخطط الملائمة للقضاء على الأمية بين أوساطهن , وتلبية احتياجاتهن عن طريق مخصصات مالية ترعاها وزارة الشؤون الإجتماعية . وعلى صعيد القضاء فغالبا ماتكون المرأة ضحية لتعثر القضايا في المحاكم مما يكون سببا في تحطيم آمالها ووأد طموحاتها إلى أجل غير مسمى فتكون لقمة سائغة لضعاف النفوس من بني البشر .. أما المرأة العاملة , فلله درها , تتنازع عليها المسؤوليات , وتتكالب عليها الواجبات , وتحيط بها دائرة الإلتزامات , تتأرجح بين متطلبات الوظيفة والبيت والزوج والأولاد وهي المخلوقة الضعيفة التي تختلف في هيكلها الجسدي وتكوينها النفسي والعضوي عن الرجل وقد جاء في كتاب الله الكريم مايؤيد ذلك حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) , فجعل عجزها عن بيان الحجة دليل ضعفها , وقال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله في الضعيفين اليتيم والمرأة ) وهذا لايتعارض مع حقها في الخروج للعمل بشرط أن يكون ذلك في إطار إتخاذ بعض الأنظمة والقوانين التي تراعي تكوينها كامرأة مثل تمديد إجازة الأمومة إلى ستة أشهر لكي تتمكن من القيام بواجب الحضانة للطفل الرضيع إلى جانب حقها بالتمتع بإجازة رعاية المولود بمدة لاتقل عن 3 سنوات , وتحديد سن التقاعد المبكر ب 15 سنة بدلا من 20 سنة لإعطائها فرصة القرار في البيت ورعاية شؤون أبنائها المراهقين , ولفتح المجال للدماء الشابة مما يساهم في تقليص نسب البطالة المتزايدة سنويا مع تزايد أعداد الخريجين والخريجات . هذا جانب من حقوق المرأة في مجتمعنا السعودي المسلم , تلك الحقوق التي لاتجردها من سمات أنوثتها ولاتسرح بها بعيدا عن حدود تعاليم دينها وتقاليد وطنها . أما قيادة المرأة للسيارة فهو تعرّض لرياح الحرية العاتية وخطوة أولى في طريق التحرير المزعوم الذي ليس له هدف سوى تقويض المجتمعات الإسلامية وتهديد أمنها الإجتماعي . نوره الجهني - جدة