وصل الرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش قبل اربعة اشهر اليوم (الاثنين) الى مقر اكاديمية الشرطة في القاهرة حيث سيحاكم بتهمة "التحريض على قتل" متظاهرين حين كان في السلطة وهي محاكمة يرفض الاعتراف بها. ومنذ اطاحته في الثالث من يوليو الماضي، احتجز الجيش محمد مرسي في مكان سري. ووصل مرسي صباح الاثنين في مروحية الى مقر المحكمة في ضاحية التجمع الخامس ( شمال شرق القاهرة)، حيث سبق ان حوكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة يناير 2011. قال اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة لفرانس برس إن مرسي "وصل صباح الإثنين إلى مقر أكاديمية الشرطة لحضور أولى جلسات محاكمته في قتل متظاهري الاتحادية بعد نقله بمروحية عسكرية". واوضح مصدر امني انه وصل في الساعة 7,20 صباحا (9,20 تغ). واكد ان "باقي المتهمين المحبوسين على ذمة القضية وصلوا فجر الاثنين من سجن طرة إلى أكاديمية الشرطة". ويحاكم مرسي امام محكمة جنايات القاهرة مع 14 من مسؤولي نظامه، من بينهم سبعة تجري محاكمتهم غيابيا، بتهمة "تحريض" قوات الامن على قتل متظاهرين في 5 ديسمبر 2012 على ابواب قصره الرئاسي. ويرفض مرسي الاعتراف بهذه المحاكمة. وقال "التحالف المؤيد للشرعية والمناهض للانقلاب" في بيان في 28 اكتوبر انه "لن يتولى محامون الدفاع عن محمد مرسي سواء مصريين او اجانب لان الرئيس لا يعترف بالمحكمة او بأي عمل ناتج عن الانقلاب". واوضح البيان ان مجموعة من المحامين سيحضرون المحاكمة مع مرسي ولكن فقط "لمتابعة الاجراءات وليس للدفاع عنه". وبدأ عدد محدود من انصار مرسي في الوصول امام احدى بوابات اكاديمية الشرطة حاملين صور الرئيس المعزول، بحسب صحافي من فرانس برس. وكانت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي دعت انصارها الاحد الى "الزحف الى المحاكمة" كما دعا "تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب" الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين الى تظاهرات كبيرة بمناسبة بدء المحاكمة. وكثفت قوات الامن اجراءاتها الامنية خصوصا حول مقر المحكمة. وكان وزير الداخلية حذر الاحد من انه "ستتم مواجهة أي مظهر من مظاهر الخروج عن القانون وتتبع المحرضين عليها في إطار ما كفله القانون ووفق ضوابط حق الدفاع الشرعي" المكفول للشرطة. ويتيح ما يسمي حق الدفاع الشرعي للشرطة استخدام السلاح واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. ومنذ اطاحته يواجه الاسلاميون من انصار مرسي والاخوان حملة امنية واسعة النطاق. وقتل اكثر من الف منهم خلال فض اعتصاميهما في القاهرة في 14 اغسطس الماضي وفي مواجهات تالية كما تم توقيف اكثر من الفين من قيادات وكوادر جماعة الاخوان المسلمين. ولم يتغير موقف مرسي منذ ليلة عزله التي وزع فيها شريط فيديو اكد فيه عدم اعترافه ب"الانقلاب". ويواجه مرسي اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام او السجن المؤبد. وجرت الاشتباكات التي يحاكم بسببها مرسي والتي اوقعت سبعة قتلى على الاقل، في الخامس من ديسمبر 2012 عندما هاجم عشرات من اعضاء الاخوان المسلمين متظاهرين تجمعوا امام قصر الرئاسة للاحتجاج على اعلان دستوري كان الرئيس المعزول اصدره ووصفته المعارضة انذاك ب"الاستبدادي". وكانت جماعة الاخوان اتهمت الشرطة بالتقاعس عن حماية قصر الرئاسة وطلبت من اعضائها مواجهة المتظاهرين. وادى العنف الذي وقع امام قصر الاتحادية الى غضب واسع في صفوف المعارضة ما ساهم في اطاحة مرسي بعد ذلك.