م. حسين حسن ابو داوود لا شك أن ما نقرأه من إنجازات فترة التصحيح يعتبر نجاحًا مميّزاً لوزارتي الداخلية والعمل. حوالى مليونين عدلوا مهنهم، وصححوا أوضاعهم، ومليون وافد تقريبًا غادروا المملكة، وفي الانتظار حوالى نصف مليون، كل هذا إنجاز كبير بكل المقاييس. ونعلم أيضًا أن هناك مئات الألوف من الذين لم ولن يتمكنوا من تصحيح أوضاعهم لأسباب متعددة، وقرأنا التحذيرات بأنه ومن أول السنة الهجرية ستبدأ حملات التفتيش وستجد وزارة العمل بعد كل هذه التصحيحات أن المخالفين قلة إلاّ إذا فتشوا بطرق هدفها ارغام المؤسسات على دفع الغرامات، ولا أظن أن أحدًا في الوزارة سيُوافق على مثل هذا التفتيش . ونأمل من إدارة الجوازات التركيز أولاً على العمالة السائبة والمقيمين بدون إقامات. لقد سبقت الوزارتين، وزارة التجارة والصناعة بمراجعة التراخيص الصناعية وحددت مواقع المصانع المرخصة وحدثت معلوماتها وألغت أكثر من خمسة عشر ألف ترخيص لمؤسسات وهمية استُغلت لجلب العمالة وغيرها، وهذا مجهود تشكر عليه. كذلك قامت الهيئة العامة للاستثمار بمراجعة تراخيصها وحدّثتها وألغت كثيرًا من التراخيص التي لم يتمكن أصحابها من تصحيح أوضاعهم حسب مواد نظام الاستثمار الأجنبي والتفتيش مازال مستمرًا، وهذا أيضًا مجهود تشكر عليه الادارة الجديدة في هيئة الاستثمار. لذلك يُسرالمواطن عندما تقوم الجهات الحكومية بواجباتها بهدوء ، ويشعر بأمان أكثر كلما شعر باستمرار المراقبة والتحديث ولكن بالتأكيد لا يقبل أن تتحول حياته الى نكد من أي جهة. هل نتوقع أن لا يصل أبناؤنا للمدارس لأن الطرق فيها تفتيش عند كل إشارة؟ أو لا يصلون إلى منازلهم لنفس السبب؟ ان ما أنجز قضى على الكثير من المخالفات، فلا نريد أن يتذمر المواطن ويُنكَّد في حياته اليومية. والآن ما هي الحلول لدى الجهات الرسمية لمئات الألوف من الذين لم يستطيعوا أن يدفعوا الغرامات أو لم يكملوا معاملاتهم لسبب او لآخر .. ماذا عن الآلاف الذين هم "مجهولو الهوية" ولدوا في المملكة من وافدين بدون إقامات أو تعليم أو عمل أو غيره، ما هي الحلول المقترحة. إن العالم كله سوف يراقبنا كيف نحل هذه المسائل. ينبغي على الجهات الحكومية المختلفة مراجعة خططها حتى تأتينا بالحلول المناسبة المطلوبة لهؤلاء البشر دون إرهاق. ونتوقع إصدار إقامات دائمة لهم للعمل أسوة بالإخوان من بورما. نتوقع صعوبات قريبة لعدم توفر العمالة لدى تجار الجملة والخضراوات والسائقين للناقلات وعمال الصيانة الخفيفة الذين كان يستخدمهم المواطن وسترتفع الأسعار لارتفاع الأجور وقلة العمالة. نتمنى أن تكمل الوزارات المختلفة برامجها حتى لا يكون أي فرد على أرض الوطن إلا ولديه بصمة سواء أكان مواطنًا أو مقيمًا. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (93) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain