أزمة اللغة العربية في الإنتاج الفني بقلم: د. صالح عبد العظيم الشاعر من نافلة القول الإشارة إلى الأخطاء اللغويَّة الجمَّة الَّتي تزخر بها الأعمال الفنية المرئية والمسموعة المقدَّمة باللُّغة العربيَّة، سواء أكانت تاريخية أو غير ذلك؛ لعدَّة أسباب، منها: 1- عدم وجود اهتمام حقيقي بتدقيق اللُّغة في تلك الأعمال. 2- كون هذا المجال (تدقيق الأعمال الفنية لغويًّا) مهجورًا غير مطروق، إلا باجتهادات فردية نادرة. 3- تقاعس الجهات العلميَّة الموثوقة وذات الكفاءة عن اقتحام مجال الإنتاج الإعلامي، والغفلة عن تأثيره على المجتمع بشكل كبير. 4- الشبهة الواسعة القائمة حول إنتاج بعض الجهات للأعمال التاريخية الإسلاميَّة خاصة بهدف التشويه (التاريخي واللغوي معًا). 5- عدمُ مراقبةِ تلك النوعية من الإنتاج، وحريتها غير المحدودة. ومن دور وسائل الإعلام السلبي ما تبثُّه المسلسلات والأفلام والرسوم (الكاريكاتوريَّة) من تهكُّم حول اللُّغة العربيَّة، مرَّة حول طريقة نطقها بالتنطُّع والتشدُّق بها، ومرة بالاستخفاف بمدرِّسيها، حتَّى صار ذلك عملاً معتادًا في المجال الفنِّيِّ، وليس ذلك إلاَّ تنفيذًا لتوجُّهات تغريبية تهدف إلى إبعاد الشعوب عن دينها وتاريخها وثقافتها. وليس الأمر مقتصرًا على اللُّغة العربيَّة، بل تفشَّت في الأعمال الفنية الحديثة ظاهرة الاستشهاد بآيات قرآنية منطوقة بشكل خطأ، بل إضافة أقوال شعبية إلى الله تعالى باعتبارها آيات من القرآن الكريم، ولا أظنُّ أنَّ الأمر هنا بهذه الكثافة يقبع في حيز السهو أو حسن النِّيَّة أو الإهمال. وإذا كانت فوضى الإنتاج الإعلامي قد وصلت إلى ذلك المستوى من الإساءة إلى اللُّغة العربيَّة والدين الإسلامي وهما قوام شخصية الأمة، كان من الواجب على جهات السيادة الإعلامية سنُّ قانون يحدُّ من هذه الظاهرة، ويعيد الاحترام الواجب للغة والدين.