د. عبد الرحمن سعد العرابي * منذ زمنٍ ومن قبل.... عهد الربيع العربي... وأمة العرب.. عامّتها.. متعلموها ومفكروها.. وهم ينادون ليلَ نهارَ... بالديمقراطية... بل يصلُ الأمرُ بكثيرٍ منهم... إلى التغنِّي بما تحققه الديمقراطية... وحرية الفرد.... والقبولُ بالآخر... واحترامُ آراءِ الآخرين... واحترامُ الثقافاتِ في تعدُّدها.... والأعراق في تنوِّعها... * كل ذلك جميل... ومطلوبٌ... لكن... الممارسة الحياتية... لمعظمِ المنادين بالديمقراطية.. من أبناءِ العروبة... بعيدةٌ كلَّ البُعد.. عن ما ينادون به.. وعن روحِ الديمقراطيةِ ذاتِها.. * واحدة من أسوأ المشاهد... ومن أفضلِ الأمثلة.... على التناقض.. البرامجُ التلفزيونية الحواريَّة.. وعلى معظمِ الشاشات العربية... يتحوَّل النقاشُ فيها... ليس إلى صُراخ فقط... أو مجرد مشاحناتٍ بل.. إلى معاركَ كلامية... واشتباكاتٍ جسدية... تُستخدم في الأولى... كافة المصطلحات والكلمات البذيئة من سبٍّ وشتم.. وفي الثانية الأيدي... والكراسي.. وكاساتُ الماء وكلُّ ما تصلُ إليه الأيدي... * أما وسائلُ التواصلِ الاجتماعي... فحدِّث ولا حرج... ففيها يصلُ مستوى الحوار... إلى دَرَك سُفلي... من لغةٍ.. وفكر.. مشينة... ومخجلة.. لا يتردَّدُ فيها المشاركون متعلمين أو عامة.. مثقفين أو وجهاء... من النَّيل من خصومِهم.... في أشكالِهم... وأفكارِهم.... وشخصيَّاتِهم.. وسلوكياتِهم.. بل وحتى عوائلهم... * هذا المستوى من السلوك... ليس له علاقة بالديمقراطية.. بل هو بلطجة وشوارعية.. وانعكاسٌ فعليٌ لدواخل أصحابه... ومؤشرٌ ودليلٌ دامغٌ... على أنَّ أمة العرب... لم تُدركْ أو تَعِ بعد.. ماذا تريد...؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain