اعتبر رئيس الوزراء المصري، حازم الببلاوي أن المحاكمة التي بدأت للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، تعكس «رقي» الثورة المصرية، كاشفاً أن الرئيس الأسبق حسني مبارك سيعود إلى «الحبس الاحتياطي» منتصف الشهر الحالي، في حين أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن بلاده لا يمكن أن تبتعد عن هويتها العربية وجذورها الأفريقية. وقال الببلاوي إن خريطة المستقبل تسير وفق الجدول الزمني المُتفق عليه مشيرا إلى أن الاستفتاء على الدستور سيتم في موعده. وقال الببلاوي، في تصريحات خاصة لموقع «المصري اليوم» أمس، إن «محاكمة مرسي تعكس الثورة الحقيقية التي حدثت في مصر، والتي فيها جانب كبير من الرقي حيث لم تعقد محاكمات ثورية ولا استثنائية سواء لمبارك أم لمرسي، وهذا مظهر حضاري يعكس ثقة الدولة في قضائها وقدراتها، واحترامها لفكرة القانون، ويعطي رسالة طمأنة للناس بأن الدولة تسير في الاتجاه الصحيح». وأكد أن القوانين تطبق على مرسي «ولا يوجد مبرر لأن يتخذ معه أي إجراء خارج القانون، ويخضع للوائح السجون»، مضيفاً أنه «حتى الآن مرسي متهم غير مدان والمحكمة ستنظر في الاتهامات الموجهة له وتقرر ما تشاء». وتابع «لم يصل إلى مسمعي أن أي دولة أبدت أية ملاحظات أو تحدثت إلينا فيما يخص محاكمة مرسي». وفي سياق آخر، كشف الببلاوي أن «مبارك سيخضع للتعديلات التي تمت في قانون العقوبات برفع الحد الأقصى لفترة الحبس الاحتياطي في الجرائم المحكوم فيها بالإعدام والمؤبد، وهي التعديلات التي أقرها مجلس الوزراء، وذلك بعد انتهاء فترة الإقامة الجبرية له في 14 نوفمبر الجاري». اضطرابات متوقعة وقال إن «هذا التعديل في حالة تطبيقه على مبارك، لن يتم بأثر رجعي، ولكنه بأثر فوري حيث إن القضية لا تزال متداولة، وللقضاء أن يحدد ما يراه تجاهها وفقاً لتعديلات القانون السابق». وذكر الببلاوي، أن «الحكومة المصرية غير قلقة بعد إلغاء حالة الطوارئ، وما يترتب عليها من إلغاء حظر التجول منتصف الشهر الجاري، لأنها لم تستخدم الطوارئ إلاّ في تطبيق حظر التجول، الذي تم تخفيفه عدة مرات في الفترة الأخيرة». وأضاف انه «لا بد أن نتوقع وجود اضطرابات هنا وهناك»، لكن الدولة قوية وقادرة على حفظ الأمن بقوة وحسم، والبلد يسير بخطوات ثابتة». وأكد الببلاوي أن «ذلك لا يعني أن الأمور سهلة في ظل وجود طرف يشعر بأنه خسر كل شيء وليس لديه إلاّ القليل، وهو ما يدفعه للقيام بأشياء انتحارية»، مضيفاً أن قوات الأمن قادرة على حفظ الأمن ولن يحدث تدهور أمني خلال الفترة المقبلة. عربية أفريقية في غضون ذلك، وخلال استقباله للسفراء العرب في داكار التي يقوم بزيارتها لمدة يومين أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن بلاده «لا يمكن أن تبتعد عن هويتها العربية وجذورها الأفريقية.. وأية خلافات بين مصر وأية دولة تربطها بها جذور وطنية أو هوية أو مصالح مشتركة سوف تنتهي آجلا أو عاجلا». وقال فهمي، في بيان لوزارة الخارجية بالقاهرة أمس إن «زيارة الوزير للسنغال كأول دولة في غرب أفريقيا تحمل رسالة مصرية بأن اهتمام القاهرة بالعلاقات مع الدول الأفريقية لا ينحصر في دول حوض النيل بل يشمل جميع الدول الأفريقية وأن الرئاسة والحكومة المصرية حريصتان على تعميق العلاقات مع دول القارة الأفريقية رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها مصر الوقت الراهن».