رام الله 'القدس العربي' من وليد عوض: حرص المسؤولون الاسرائيليون الخميس على التقليل من اهمية حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الاممالمتحدة، وذلك بعد فشلهم في افشال الخطوة الفلسطينية التي لاقت تأييدا دوليا واسع النطاق . وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس ان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع التمثيل الفلسطيني الى مكانة دولة غير عضو لن يغير شيئا على أرض الواقع ولن يدعم قيام دولة فلسطينية بل سيبعد مثل هذا الاحتمال على حد قوله. وشدد نتنياهو في تصريح صحافي نقلته الاذاعة الاسرائيلية بانه لن يساوم على أمن اسرائيل مهما كان عدد الدول التي ستصوت لصالح الطلب الفلسطيني للاعتراف بالدولة ومنحها صفة مراقب في المنظمة الدولية. ومن جهته أعرب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون عن اعتقاده بأنه ليست هناك قيمة حقيقية لقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة، معقبا بذلك على التقارير التي ترجح مصادقة الجمعية على الطلب الفلسطيني للحصول على مكانة دولة غير عضو في الاممالمتحدة. وقال ايالون في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية العامة الخميس ان المواقف التي ستطرحها اسرائيل خلال مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين ستكون اكثر تصلبا في اعقاب الخطوة الفلسطينية الاحادية، كما انها ستطالب بالحصول على ضمانات دولية لاي اتفاقات سيتم التوصل اليها. واعتبر ايالون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد مرة اخرى من خلال تقديمه طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية للامم المتحدة انه ينادي بالارهاب السياسي. ومن جهته قال سكرتير الحكومة الاسرائيلية تسفي هاوزر ان التحرك الفلسطيني لدى الأممالمتحدة سيبعد السلام عن المنطقة ويتعين على الفلسطينيين أن يدركوا انه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط الا من خلال المفاوضات المباشرة وليس بالخطوات الاحادية. واضاف هاوزر في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة ان التحرك الفلسطيني يشكل خرقا جوهريا للاتفاقات الدولية الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل وخرقا للقواعد يسمح لحكومة اسرائيل باتخاذ اي خطوة ترتئيها لحماية مصالحها. ومن ناحية اخرى اعترفت مصادر سياسية في القدسالمحتلة بأن المعركة الدبلوماسية التي قامت بها اسرائيل بهدف اقناع الدول الاوروبية بالامتناع عن التصويت على الطلب الفلسطيني قد باءت بالفشل نظرا لرغبة هذه الدول في تعزيز مكانة عباس بعد العملية العسكرية التي شنتها اسرائيل مؤخرا على قطاع غزة. وتراجع الاسرائيليون الخميس عن تنفيذ تهديداتهم بحق الفلسطينيين اذا ما ذهبوا للامم المتحدة مثل اقدام تل ابيب على الغاء اتفاق اوسلو وتجميد اموال الضرائب الفلسطينية وعدم تحويلها للسلطة. واعلنت الحكومة الاسرائيلية الخميس انها لن تقوم بالغاء اي اتفاق موقع مع الفلسطينيين ردا على التصويت المتوقع في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك لرفع مكانة فلسطين الى دولة مراقب غير عضو. وقال يغال بالمور المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس 'لا ننوي الغاء اي اتفاق لا سيما في المجال الاقتصادي. وما سنقوم به بعد التصويت هو تطبيق هذه الاتفاقيات بالحرف'. واكد بالمور انه من خلال الدخول الى الجمعية العامة للامم المتحدة فان الفلسطينيين يقومون 'بانتهاك فاضح للالتزامات التي تعهدوا بها لحل الصراع مع اسرائيل عبر المفاوضات وليس عبر الاجراءات احادية الجانب'. وقال مسؤول حكومي اخر طلب عدم الكشف عن اسمه ان اسرائيل لن تقوم بتجميد نقل الاموال الى السلطة الفلسطينية، والتي سبق وهدد اكثر من مسؤول اسرائيلي بوقف تحويل تلك الاموال للسلطة. وتجمع اسرائيل للفلسطينيين ضرائب على البضائع التي تمر عبر المعابر والموانىء الاسرائيلي وتحولها للسلطة بناء على اتفاق اقتصادي تم التوقيع عليه مع اتفاقات اوسلو للحكم الذاتي. وكانت اسرائيل استخدمت عقاب تجميد الاموال وعدم تحويلها للسلطة في السابق كعقاب ردا على الاجراءات التي يقوم بها الفلسطينيون والتي تعتبرها اسرائيل مرفوضة. وجاء التراجع الاسرائيلي عن تنفيذ التهديدات التي اطلقت خلال الفترة السابقة بعد فشل تل ابيب في افشال الخطوة الفلسطينية نحو الاممالمتحدة التي لاقت تأييدا واسعا بالعالم ، متمثلا في عدد الدول التي صوتت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها صفة مراقب في المنظمة الدولية.