الرئيس عباس يعلن من نيويورك عدم خشيته من تهديدات المس بحياته ويرفض تشديد حراسته بعد الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينيةغزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أنه لا يخشى التهديدات بالمس بحياته، وقال انه لن يشدد من إجراءات حراساته الشخصية، وذلك بعد فشل المحاولة الأمريكية الأخيرة في ثنيه عن خطوة التوجه للأمم المتحدة لطلب الحصول على صفة 'دولة غير عضو'، فيما وصفت إسرائيل المسعى ب 'الإرهاب السياسي'. وقال الرئيس عباس في تصريحات نشرتها وكالة 'معا' المحلية رداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية له جراء ذهابه للأمم المتحدة 'لا أخشى التهديدات ولن أزيد من الحراسة حول نفسي، ولو أرادت إسرائيل المس بحياتي لاستطاعت، ذلك لأنني أعيش تحت الاحتلال، مثل كل الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة'. وكان ساسة إسرائيليون وعلى رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان دعوا في مناسبات سابقة للتخلص من الرئيس عباس، بسبب خطوة الذهاب للمنظمة الدولية، ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل كانت وزراء عملية تصفية الرئيس الراحل ياسر عرفات بالسم، لرفضه الخضوع لمطالبهم في عملية السلام. إلى ذلك، أكد الرئيس عباس أن الفلسطينيين أنهوا كامل الاستعدادات 'لإعلان دولة فلسطين في الأممالمتحدة'، مضيفا 'العالم كله يشهد أن الفلسطينيين قد أتموا الاستعدادات منذ ست سنوات لإعلان الدولة بكل مؤسساتها السياسية والأمنية والخدماتية والإدارية'. والتقى عباس بمقر إقامته بمدينة نيويورك بوفود تمثل شخصيات دولية وعربية وأمريكية قبل ساعات من البدء بالمشاورات التي تسبق التصويت، وتلقى الكثير من الضغوط الدولية لمنعه من هذه الخطوة في مقدمتها الضغوط من الإدارة الأمريكية. وقال أبو مازن أن هذه الضغوط 'لا تحملها الجبال' مؤكدا عزمه المضي في الخطوة وعدم التراجع عنها. وأضاف 'العالم كله يشهد لأبناء فلسطين أنهم أقاموا دولة وإن كانت تحت الاحتلال، وأن من حق الأجيال القادمة أن تنعم بالسيادة على ما تبقى من أرضها'. ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء فجر الخميس بالأغلبية على الطلب الفلسطيني للحصول على دولة 'غير عضو'. من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان القرار المتوقع اتخاذه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين ل 'دولة غير عضو' يغير شيئا على أرض الواقع ولن يدعم قيام دولة فلسطينية بل سيبعد مثل هذا الاحتمال. وشدد أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية 'دون الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي والإعلان عن إنهاء النزاع والاتفاق على ترتيبات أمنية'. وفي قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس نظمت حركة فتح وفصائل منظمة التحرير لأول مرة فعاليات جماهيرية ومسيرات تأييد لخطوة التوجه للأمم المتحدة. وخرجت مسيرة كبيرة شمال القطاع رفع خلالها المشاركون أعلام فلسطين ورايات لحركة فتح، ورددوا هتافات تأييد، كذلك نظمت الحركة مهرجانا مركزيا في مركز الشوا الثقافي بمدينة غزة، حضره ممثلون عن كل القوى السياسية، ورفع خلالها لافتات مؤيدة لخطوة الأممالمتحدة وصورا كبيرة للرئيس عباس. وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات التي تسمح فيها حركة حماس التي تسيطر على قطع غزة لحركة فتح بإقامة فعاليات جماهيرية. وكان الرئيس عباس وقبيل توجهه لمقر الأممالمتحدة في نيويورك حصل على تأييد لخطوته هذه من حركة حماس، على الرغم من الخلاف السياسي بينهما في البرامج. وفشلت الإدارة الأمريكية في آخر محاولاتها لإقناع الرئيس عباس في العدول عن الخطوة، بعد أن أبلغ مسؤولين أمريكيين بالاستمرار في خطته. والتقى في وقت سابق مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز، والمبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل، اللذين قدما في محاولة أخيرة لإقناعه بعدم التوجه، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في وقت سابق أن الطريق للوصول لحل الدولتين وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني يكون بين الفلسطينيين والإسرائيليين وليس في نيويورك، وتقصد التوجه الفلسطيني. وأضافت كلينتون إن واشنطن أوضحت للقيادة الفلسطينية أنها تعارض جهودها لرفع التمثيل الفلسطيني في خارج إطار المفاوضات مع إسرائيل. وبحسب ما أعلن في تل أبيب فإن الحكومة هناك لا تنوي إلغاء أي اتفاقية موقعة بينها وبين السلطة الفلسطينية بعد التصويت في الأممالمتحدة، وقالت الخارجية الإسرائيلية أنها ستعمل على تطبيق هذه الاتفاقيات بحذافيرها. لكن رغم ذلك صعدت إسرائيل من لهجتها بعد رفض الرئيس عباس الإذعان للضغط الأمريكي، وقال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن الرئيس عباس أكد مرة أخرى من خلال تقديمه الطلب المذكور للأمم المتحدة انه ينادي ب 'الإرهاب السياسي'، وقال مقللا من التوجه الفلسطيني أنه لن تكون هناك 'قيمة حقيقية لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة'. وأضاف 'المواقف التي ستطرحها إسرائيل خلال مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين ستكون أكثر تصلبا في أعقاب الخطوة الفلسطينية الأحادية، وستطالب بالحصول على ضمانات دولية لأي اتفاقات سيتم التوصل إليها'. وكذلك قال سكرتير الحكومة تسفي هاوزر أن التحرك الفلسطيني لدى الأممالمتحدة سيبعد السلام عن المنطقة، وأضاف في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية 'يتعين على الفلسطينيين أن يدركوا أنه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط إلا من خلال المفاوضات المباشرة وليس بالخطوات الأحادية'. ورأى أن التحرك الفلسطيني هذا يعد 'خرقا جوهريا للاتفاقات الدولية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل'، معتبرا أن هذا الأمر 'يسمح لحكومة إسرائيل باتخاذ أي خطوة ترتئيها لحماية مصالحها'.