بقلم /حسين صالح غالب السعدي دخل علينا العام الجديد في : 1 / 1 / 1435 ه ونحن في غربة عن الأوطان الغربة التي كانت الملتجأ والمتنفس الوحيد من قسوة النظام الشمولي سابقا ومن تخلف النظام اللا وحدوي حالياً . ولكن الغربة عن الأوطان تغيرت حيث قد كثرت الابتلاءات والمنقصات في الداخل والخارج ولكن نحمده سبحانه وتعالى على السراء والضراء ونحمده سبحانه حيث قد جعل لكثير منّا قوة في صبرمما هو مؤشر يدل على قوة إيماننا بالله وحسن ظننا به فلسنا مخلدون في هذه الدنيا والجنة حفت بالمكاره مما يستدعي ويتطلب منا الصبر على المكاره حتى ننال رضى الله والجنة بإذنه تعالى . ولولا ذلك لأصبحت الدنيا لا تُطاق . الصبر ثم الصبر ثم الصبر حتى تنجلي ولا بد أن تنجلي ، كيف تعرف بأن الله سبحانه وتعالى يريد الخير لأي مجتمع ويريد أن يرفع شأنه ويجعله يعرف مقدار النعمة التي هو فيها ؟ أولا ينعم عليهم فإذا رآهم انحرفوا عن الطريق الذي رسمه لهم شدد عليهم بالابتلاءات والمنقصات مما يجعلهم يخرجون عن طوق الجمود الذي كانوا فيه فيتذكرون حالهم بسبب فقد النعمة فتصيبهم الحسرات على فقدانها ، فأما المؤمن فإنه يبدأ بالبحث عن السبب وتساوره أحاسيس غريبة فيخرج عن جموده العقلي والفكري والعملي فيبدأ بالتفكر والتدبر والتعقل والنظر الى عواقب الأمور وأفضلها مصداقا لقوله تعالى في آيات شتى في القرآن الكريم ( .... أفلا يتدبرون .... أفلا يعقلون .... أفلا يبصرون .... أفلا ينظرون .... أفلا يتفكرون ... ) فعندها يعرفون السبب الذي خلقهم الله من أجله وهو [ العبادة ] قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الآية . ومعنى العبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . فمن هنا يهتدون الى أنواع العبادات التي تقربهم الى الله سبحانه بإخلاص وعلى مراده وبالكيفية التي بينها رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . بعدها ينعم الله عليهم أفضل النعم وأكثرها حبا لله وهي الإخلاص في العودة الصادقة لله ثم متابعة منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتكون هذه النعمة هي تعويضا عن ما فقدوه من ملذات دنيوية فانية ، ثم تتطهّر نفوسهم وتعلوا هممهم الى ما هو خير وأبقى ، فيعلي الله شأنهم ويرفع قدرهم وينمي مداركهم . وأما الفاسق فإنه ينظر الى فقدان النعمة الى البطر واليأس والقنوط فتصيبه الحسرات والآهات فإما أن ينتحر وإما أن يموت كمداً وإما أن يذهب عقله ولبّه وإما أن ينتقم من خلق الله بالقتل والسلب والنهب كما يفعله المتنفذون فيصبح عبدا للشيطان فيهلك الحرث والنسل ويخسر الدنيا والآخرة نعوذ بالله من الخذلان . فهنا نعرف بأن مع الصبر الظفر والمصابرة التي هي أشد من الصبر يأتي بعدها فرج قريب وبشر الصابرين .