اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترفض اي مقترح يملى ويفرض على الشعب في القضية النووية من اي طرف كان. طهران (فارس) وقال ظريف في مقابلة اجرتها معه القناة الثانية في التلفزيون الايراني مساء الاثنين، حول مفاوضات جنيف الاخيرة بين ايران ومجموعة السداسية الدولية "5+1"، ان هذه الجولة من المفاوضات كانت مكثفة واكثر تعقيدا بالمقارنة مع الجولات السابقة لاننا وصلنا الى مرحلة جادة فنيا حول النص الذي بامكانه ان يكون متفقا عليه من قبل جميع الوفود. واشار ظريف الى مسيرة المفاوضات بين ايران ومجموعة "5+1" والتي انطلقت من نيويورك وتواصلت في جنيف قال: لقد أعلنا بصراحة للجانب الغربي في نيويورك ان سياسة الضغط قد ادت الى تعزيز نشاطات ايران النووية. واوضح بان فرض الحظر ادى الى امتلاك الجمهورية الاسلامية الايرانية 19 الف جهاز طرد مركزي في الوقت الحاضر، ما يؤكد فشل السياسات الغربية، فضلا عن الكراهية التي تولدت لدى غالبية الشعب الايراني تجاه سياسات الغرب حيال ايران. واشار وزير الخارجية الايراني الى الاتفاق الذي ابرم يوم امس في طهران بين رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، وقال بان هذا الاتفاق انهى عامين من البحث مع الوكالة في هذا الموضوع وشكّل بداية لبناء الثقة. وتابع قائلا، "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقيم تعاونا واسعا مع الوكالة وليس لديها ما تخفيه"، معربا عن امله بتنفيذ الاتفاق مع الوكالة قريبا "وان هدفنا هو ان لا يبقى اي موضوع غير محلول بيننا وبين الوكالة". وفي الاشارة الى الجولة الاخيرة للمفاوضات النووية في جنيف، اضاف انه على مدى الايام الثلاثة للمفاوضات انجز تقدم لافت وتم الاتفاق على تفاصيل واطر وهنالك خلافات ايضا بطبيعة الحال. واوضح بان معظم الوقت في المفاوضات قد مضى لحل الخلافات في وجهات النظر داخل المجموعة الغربية نفسها واضاف، انه ومنذ بعد ظهر الخميس لغاية مساء السبت امضى الجانب الغربي 48 ساعة لحل خلافاته الداخلية. واكد ظريف بانه على الجانب الغربي كسب ثقة الشعب الايراني، معربا عن امله بتوفر الارضية خلال الايام العشرة القادمة للمضي بالامور الى الامام. واكد وزير الخارجية الايراني على مبدئين اساسيين وهما الاحترام المتبادل والموقف المتكافئ واضاف، اننا نرفض ان يفرض اي طرف كان مقترحا على ايران وان هذا المسار يجب ان يكون على اساس الموقف المتكافئ. واعتبر ظريف ان القضية النووية قابلة للحل كما قال سابقا في غضون عام واحد، مؤكدا في الوقت ذاته بانه من الممكن حل القضية في اقل من عام ايضا فيما لو توفرت حسن النية والارادة لدى الجانب الاخر لحل هذه القضية التي تعتبر ازمة غير مبررة. واوضح ظريف بان التقدم الحاصل في جولة المفاوضات الاخيرة يوازي نحو 75 بالمائة واضاف، ان معظم الوزراء اعلنوا بان تقدما ملحوظا قد تحقق، وسندخل الجولة القادمة من المفاوضات بجدية مع التاكيد على حقوق ومواقف ايران، مشددا على ان اساس المفاوضات هو احترام حق ايران في تخصيب اليورانيوم. ولفت وزير الخارجية الايراني الى القلق الذي ابدته بعض دول المنطقة واضاف، ان الاصدقاء في المنطقة شعروا بالقلق والهلع من دون مبرر، لان هدف المفاوضات هو حل القضية النووية ولا صلة لها بالعلاقات بين ايران واميركا. ودعا هذه الدول لعدم الشعور بالقلق من دون مبرر واضاف، ان اولويتنا في السياسة الخارجية هي دول الجوار ونحن بصفة اكبر واقوى دولة في المنطقة نعتبر جيراننا بمثابة محيط امننا وان هذه المفاوضات لا علاقة لها اطلاقا بهواجسهم، وعليهم الشعور بالسرور لازالة مشكلة كان من الممكن ان تشعل المنطقة. واشار الى مواقف قادة الكيان الاسرائيلي الغاضبة من المفاوضات واضاف، ان حياة الكيان الصهيوني كامنة في التوتر والصراع ولا يمكن توقع غير ذلك منهم. وحول مدى تاثير الاتفاق بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على مسيرة المفاوضات مع مجموعة "5+1"، اعتبر ان العمل مع الوكالة هو جزء من طريق الحل لان الوكالة يجب ان تتثبت من الصدقية بشان اي اتفاق حاصل مع "5+1". واكد وزير الخارجية الايراني بان اي طريق للحل يجب ان يشمل الغاء جميع اجراءات الحظر احادية ومتعددة الجوانب والحظر المفروض من جانب مجلس الامن وان يتحول الملف النووي الايراني في الوكالة الى ملف طبيعي. واعتبر المفاوضات امرا صعبا واعلان المواقف امرا سهلا واضاف، انه لو لم يكن هنالك خلاف في وجهات النظر لما استمر هذا الملف 10 سنوات، ولا ينبغي التعاطي بمشاعر انفعالية، وحلاوة المفاوضات تكمن في صعوبتها. /2868/