تستأنف المفاوضات النووية بين ايران والقوى الستة في جنيف اليوم السبت بعد ان حقق دبلوماسيون كبار من الولاياتالمتحدةوايران والاتحاد الاوروبي تقدما خلال محادثات بشأن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية في ساعة متأخرة الليلة الماضية بعد ان عقد وزيرا الخارجية الايراني جواد ظريف والامريكي جون كيري وكاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي اجتماعا استمر خمس ساعات "واصلنا تحقيق تقدما خلال المساء مع عملنا لتضييق الخلافات." وقال المسؤول عن الجهود الرامية الى التوصل لاتفاق من خلال المفاوضات لانهاء مواجهة بدأت قبل عشر سنوات بشأن الطموحات النووية الايرانية "هناك مزيد من العمل نقوم به. الاجتماعات ستستأنف صباح غد (السبت. ووصف متحدث باسم الاتحاد الاوروبي المحادثات النووية التي جرت أمس في جنيف بين وزيري الخارجية الايراني جواد ظريف والامريكي جون كيري وكاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي بأنها "طيبة" وانها انفضت لحلول الليل. وقال كيري للصحفيين فيما بعد لدى عودته الى فندقه في جنيف بعد فترة وجيزة من حلول منتصف الليل(2300 بتوقيت جرينتش) "اننا نعمل بجد." وقال مفاوض ايراني كبير ان اجتماعا مع وزير الخارجية جون كيري وكاثرين اشتون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كان مثمرا ولكن مازال هناك حاجة للقيام بعمل كثير للتوصل لاتفاق على البرنامج النووي الايراني. وعقد وزير الخارجية الايراني وكيري واشتون اجتماعا استمر خمس ساعات في جنيف مساء أمس في محاولة لتضييق شقة الخلافات للتوصل لاتفاق لانهاء مواجهة نووية بدأت قبل عشر سنوات. وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الايراني للصحفيين في جنيف قبل فترة وجيزة من منتصف الليل(2300 بتوقيت جرينتش) "كان مثمرا ولكن مازال امامنا عمل كثير نقوم به." وفي اشارة الى ارادة للتوصل الى اتفاق، اختار وزراء خارجية خمس دول الانتقال الى جنيف لمساندة مفاوضيهم في الاجتماع الذي كان يفترض الا يستمر اكثر من يومين. وحذت روسيا حذو الولاياتالمتحدةوفرنسا والمانيا وبريطانيا، اذ سيصل وزير خارجيتها سيرغي لافروف صباح اليوم السبت الى جنيف. ونقلت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله "ننوي التوصل الى نتيجة طويلة الامد ينتظرها العالم كله"، مؤكدا ان لا احد من المشاركين يرغب في مغادرة جنيف "بدون نتيجة ايجابية". واكد انه في حال حدث العكس "سيكون ذلك خطأ استراتيجيا". وبعد سنوات من التوتر، يفترض ان يسمح اتفاق باعادة اجواء الثقة بين طهران التي تخضع لعقوبات دولية، والدول الست المكلفة البرنامج النووي الايراني، بما فيها الصين. وتشتبه هذه الدول بان ايران تسعى الى امتلاك سلاح ذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهذا ما تنفيه طهران. وسيقدم اتفاق في جنيف وصف "بالموقت" قبل "اتفاق نهائي"، فرصة للجانبين لاثبات حسن النية. وتتمحور المحادثات "البالغة التعقيد" بين ايران ومجموعة الدول الكبرى 5+1 حول اقتراح ايراني يدل على تغيير في النهج بشأن هذا الملف منذ انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في اغسطس الماضي. وبحسب هذا الاقتراح الذي لم يعلن مضمونه توافق ايران على تعليق كلي او جزئي لتخصيب اليورانيوم الذي يجري حاليا بنسبتي 3,5 بالمئة و20 بالمئة ويمكن ان يسمح بانتاج سلاح ذري اذا بلغت نسبة التخصيب 90 بالمئة. وتحدث الوفد الفرنسي عن ثلاث نقاط اخرى ما زال التفاوض حولها جار تتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة ومصير موقع اراك حيث تبني ايران مفاعلا يعمل بالمياه الثقيلة وآفاق تخصيب اليورانيوم على امد اطول بالنسبة لايران. ويرى الغربيون ان الحديث عن هذه القضية التي قالت طهران من قبل انها "خط احمر"، بحد ذاته يعد تقدما مهما بالمقارنة مع الوضع قبل سنوات. وتطالب كل قرارات الاممالمتحدة بتعليق كل عمليات تخصيب اليورانيوم لكن خبراء يرون ات ايران يمكن ان يسمح لها في المستقبل بالتخصيب بنسبة 3,5 بالمئة تحت رقابة صارمة. وقال مسؤول غربي كبير طالبا عدم كشف هويته ان اللقاءات بين الايرانيين والقوى الكبرى التي سهل وصول الرئيس الاصلاحي حسن روحاني الى السلطة انعقادها، لا علاقة لها بتلك التي جرت في السنوات الماضية. واضاف "من قبل كان الامر اشبه بمونولوجات، الآن نتفاوض". وتحدث عن "حراك حقيقي جديد". وفي جنيف شكل الجمعة فرصة للغربيين وشريكيهم الروسي والصيني لتوحيد مواقفهم في مواجهة ايران. وكان وزير الخارجية الايراني جواد ظريف صرح ان موقف فرنسا اكثر تشددا من موقف الولاياتالمتحدة. لكن دبلوماسيا فرنسيا صرح مساء الجمعة "اصبح الجميع على خط واحد". وتعهدت الدول المشاركة في مفاوضات جنيف بعدم كشف مواقفها علنا خلال المحادثات. وقال الاميركيون والايرانيون مساء الجمعة انه "بقيت بعض المسائل البالغة الاهمية (...) وعمل كبير يجب انجازه". واجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما الليلة الماضية اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. واوضحت الرئاسة الاميركية ان الهدف من الاتصال الهاتفي هو "بحث مسألة ايران والجهود التي نبذلها من اجل التوصل الى حل سلمي" لهذا الملف. واشارت الرئاسة الاميركية الى ان اوباما "شدد على تعهده منع ايران من حيازة سلاح نووي". وفي مؤشر آخر على انفراج بين ايران والاسرة الدولية، يمكن ان يوقع قريبا اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سيصل مديرها العام يوكيا امانو الاثنين الى العاصمة الايرانية. وتحقق الوكالة منذ سنوات في نشاطات نووية حساسة قامت بها ايران في الماضي.