كشف تقرير اقتصادي ارتفاع مستوى التفاؤل في القطاعات غير النفط والغاز بالمملكة، وإن قطاع الإنشاء كان الأعلى في مستوى التفاؤل مقارنة بالقطاعات الأخرى في قطاع غير النفطية. وقال التقرير الذي أصدره البنك الأهلي التجاري ودان آند براد ستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة أن التقرير شمل مدخلات 500 شركة بالمملكة من مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسة. وقد طُلب من هذه الشركات أن توضح إن كانت تتوقع «زيادة»، «نقص» أم «لا تغيير» في المؤشرات الرئيسة للآفاق والتوقعات؛ وتشمل إيرادات المبيعات، أسعار البيع، حجم المبيعات، الأرباح. تحسن السوق وعلق نائب أول الرئيس وكبير الاقتصاديين بمجموعة البنك الأهلي التجاري د. سعيد الشيخ، على نتائج التقرير مصرحًا: إن مؤشر التفاؤل للربع الرابع من عام 2013 يشير إلى أن عدد أكثر من الشركات السعودية في قطاع غير النفط والغاز تتوقع تحسنًا في السوق في المدى القريب، حيث إن جميع المكونات للمؤشر، ما عدا مستوى الأسعار، عكست ارتفاعًا، ولكنها بمستويات متفاوتة بين القطاعات. وقد أفاد من شملهم المسح في قطاع غير النفط والغاز إلى توقعاتهم بقوة حجم المبيعات مع زيادة في الطلبات الجديدة بصورة شاملة، ومتأثرًا بوتيرة ترسية عقود المشروعات منذ بداية العام، فإن قطاع الإنشاء كان الأعلى في مستوى التفاؤل مقارنة بالقطاعات الأخرى في قطاع غير النفط والغاز. كما أنه وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فإن 65% من الشركات في قطاع غير النفط والغاز لا تتوقع أية عوامل سلبية تؤثر على أعمالهم في الربع الرابع من عام 2013. كما يعكس حالة التفاؤل هذه في قطاع غير النفط والغاز وكذلك قطاع النفط والغاز هو بقاء آفاق الاستثمار إيجابية، إذ إن 52%، و55% من المشاركين في المسح لكل منهما على التوالي لديهم خطط للتوسع.» حجم المبيعات ويرصد التقرير تحسّن مؤشر تفاؤل الأعمال المركب للقطاعات لغير قطاع النفط والغاز بمقدار 5 نقاط على أساس ربع سنوي، ليسجل 54 نقطة للربع الرابع من عام 2013، ويعزى تحسن الآفاق لهذه القطاعات إلى قوة التوقعات لحجم المبيعات، والطلبات الجديدة، وتحسين أوضاع السوق. وبلغ مؤشر تفاؤل الأعمال لمكون حجم المبيعات 63 نقطة، مقارنة مع 52 نقطة في الربع الثالث من العام، مع توقع أغلبية بنسبة 72% أن تزيد المبيعات. وتحسن مؤشر التفاؤل لصافي الأرباح مرتفعًا بمقدار 9 نقاط ليبلغ 60 نقطة في الربع الجاري من العام؛ وتوقع 69% من المشاركين أن تتحسن الربحية مواكبةً لتحسن التوقعات الخاصة بحجم المبيعات والطلب عليها. وظل مؤشر تفاؤل الأعمال تجاه التوظيف متسمًا بالقوة للربع الرابع من عام 2013 مسجلاً 47 نقطة، وأشار 50% من المشاركين إلى عزمهم على زيادة عدد العاملين لديهم خلال الربع الرابع من العام. قطاع الإنشاء وكان قطاع الإنشاء هو القطاع الأكثر تفاؤلاً من بين القطاعات لغير قطاع النفط والغاز في هذا الربع من العام إزاء التوقعات الكلية؛ وارتفع المؤشر المركب للقطاع بمقدار 14 نقطة إلى 70 نقطة، من مستوى 56 نقطة في الربع الثالث من عام 2013. ويكمن السبب الأساسي لتحسن آفاق قطاع الإنشاء في الزيادة في مشروعات الإنشاء الجديدة. ويبدي قطاع النقل أدنى مستوى تفاؤل للربع الرابع من عام 2013؛ حيث هبط المؤشر المركب للقطاع بمقدار 13 نقطة عن مستواه لربع العام السابق. وأشار المشاركون من قطاع النقل إلى التباطؤ العالمي في صناعة النقل، وأيضًا إلى المنافسة الحادة، كسببين أساسيين لانخفاض حجم المبيعات بالقطاع. وضمن قطاع التصنيع، أبدت الشركات العاملة في تصنيع المنتجات الغير بتروكيماوية توقعات أكثر إيجابية من تلك التي أبدتها شركات تصنيع البتروكيماويات. وجاءت أقوى توقعات التوظيف في قطاعي الإنشاء والتصنيع. العوامل المؤثرة على الأعمال توقع 65% من المشاركين في المسح في القطاعات لغير قطاع النفط والغاز عدم توقعهم لظهور أي عوامل سلبية تؤثر على أعمالهم خلال الربع الرابع من عام 2013، مقارنة مع 61% للربع السابق من العام. وجاءت التحديات الرئيسة مشابهة لما سُجل في الربع السابق من هذا العام، حيث أشار 11% من بين المشاركين في المسح إلى الإجراءات الحكومية كمصدر قلق أساسي قد يؤثر على عملياتهم، في حين أشار 5% من المشاركين إلى توفر العمالة الماهرة، ونسبة مماثلة لكلٍ من حدة المنافسة وانخفاض الطلب على المنتجات كمصدر تحدٍ أساس لأعمالهم. وأوردت نسبة 4% من الأعمال المشاركة عوامل أخرى مثل الاستقرار السياسي بالمنطقة، قد تكون مؤثرةً على أعمالهم. وتوقع التقرير ان أن ينتعش النمو الاقتصادي في المملكة خلال النصف الثاني من العام الجاري، مدفوعاً بارتفاع في إنتاج النفط وتواصل قوة الطلب المحلي. ووفقًا لبيانات صدرت عن هيئات حكومية في بداية شهر سبتمبر، سجل الاقتصاد السعودي نموًا بمعدل 2.7% على أساس سنوي من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العام.