قالت مصادر دبلوماسية ان العديد من القوى المتضررة من مخرجات الحوار الوطني الشامل في اليمن بدأت بتفجير الوضع في اليمن عسكريا وأمنيا في محاولة لإرباك الوضع السياسي عبر محاولة إفشال مؤتمر الحوار الوطني الذي يسعى الى الخروج بقرارات حاسمة لشكل الدولة الجديد ورسم الخطوط العريضة لدولة فيدرالية ودستور جديد يضع قواعد متينة لديمقراطية حقيقية. ونقلت صحيفة (القدس العربي) عن تلك المصادر تأكيداتها ان القوى التي تضررت من هذا التوجه الجديد الذي يعارض رغباتها في الاستئثار بالسلطة فجّرت الوضع عسكريا في محافظة صعده ولعبت دورا واضحا في تفجير الوضع الأمني في أكثر من منطقة في الشمال والجنوب، ضمن مخطط مرسوم وتوجه ممنهج للدفع بالبلد الى حافة الانهيار الأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي. وعلى الصعيد الميداني تمكن الصليب الأحمر عصر أمس الخميس من إجلاء 40 جريح ممن حالتهم حرجة تمهيداً لنقلهم الى مستشفيات صنعاء، مؤكداً استمرار القصف الحوثي على دماج بينهم نساء وأطفال, وأقدم مسلحو الحوثي على تصوير جرحى دماج أثناء إخراجهم من قبل لجنة الصليب الأحمر بالقوة ، بعد تعهد الحوثيين للصليب الأحمر ورئاسة اللجنة الرئاسية ومحافظ صعدة بعدم تصوير الجرحى أو التحقيق معهم أو أخذ هوياتهم، وهو ما عده مراقبو الصليب الأحمر ‘انتهاكاً صارخا لقوانين الصليب الأحمر والمعاهدات الدولية وبنود الاتفاق بين طرفي النزاع في دماج. من جانبه أتهم رئيس اللجنة الرئاسية الشيخ يحيى أبو اصبع الحوثيين بنقض تعهداتهم بعدم تصوير الجرحى كونهم قاموا بتصويرهم أثناء مرورهم بنقطة الخانق في عمل مخالف لمهام وقوانين الصليب الأحمر. وقال أبو اصبع في تصريحات صحفية أن الصليب الأحمر تلقى وعودا من فارس مناع والمجلس التنفيذي في المحافظة بالتحرك بحرية ونقل الجرحى دون اعتراضهم. وأضاف ‘توجهنا في تمام التاسعة صباحا الى مكتب فارس مناع أنا وبعثة الصليب الأحمر وقال لنا فارس مناع بالحرف الواحد ‘لا تصوير لا بطائق. وتابع قائلا ‘تفاجأت عندما ابلغني الصليب بان الحوثيين يقومون بتصوير الجرحى ويأخذون هوياتهم'. واعتبر أبو أصبع هذا العمل تدخلا في عمل الصليب الأحمر وشئونه ومخالفاً لما تم الاتفاق عليه. من جهة أخرى توعد القيادي في تنظيم القاعدة حارث بن غازي النظاري، في كلمة مكتوبة نشرت على الانترنت، خلال اليومين الماضيين بشن هجمات على جماعة الحوثيين المسلحة بسبب الهجوم الذي تشنه على بلدة دماج التي تضم مركز ‘دار الحديث' السلفي، الامر الذي رفضه السلفيون أمس في تدخل تنظيم القاعدة على خط المواجهات الدائرة بينهم وبين الحوثيين، وعدوا ذلك ‘مؤامرة ضد دماج'. وأعلن المتحدث باسم دار الحديث في دماج سرور الوادعي رفض أهالي دماج بشدة لبيان التضامن الذي أصدره قيادي في جناح تنظيم القاعدة في اليمن يتوعد فيه الحوثيين، واعتبر الناطق السلفي ان بيان القاعدة يندرج ضمن ‘المؤامرة' على أهل دماج. ويعاني اليمن من انهيار كبير في الخدمات العامة من خلال الانقطاعات المستمرة لخدمة الكهرباء والنقص الحاد في المواد النفطية وشحة المياه عبر الشبكات العامة والتقطع المؤثر لخدمة الانترنت، والتي ترجعها الحكومة الى مخطط ممنهج لضرب الخدمات العامة من قبل المتضررين من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، في محاولة لإظهار الفشل في إدارة الدولة الجديدة. وصعيد أخر طالت حملة اعلامية كبيرة العديد من القوى السياسية التي تقف وراء التغيير الشامل في اليمن، وتحوّلت هذه الحملات الاعلامية مؤخرا لتطال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، الذي تعرض لحملة إعلامية شرسة من قبل القوى السياسية المتضررة من التغيير السياسي في اليمن. ودان مؤتمر الحوار الوطني في اليمن أمس الهجمة الإعلامية الشرسة والمنظمة، التي تعرّض لها المبعوث الأممي لليمن وطالب في بيان رسمي الجهات التي تقف وراء هذه الحملة بوقفها من أجل إنجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني وسلامة تنفيذ التسوية السياسية.