بقلم: حسن العجيلي. مع تداعيات الوضع في الجنوب واستمرارية الاحتلال اليمني والسيطرة والهيمنة والتهميش والإقصاء لأبناء الجنوب على أرضهم والقتل والانتهاكات لقوات العدو اليمني الشمالي الذي يحاور بشتى الوسائل كسر وقهر إرادة وحرية الإنسان الجنوبي ويعمل جاهدا على طمس هويته ونهب ثرواته وتهديم وتحطيم بنية مقوماته .. هذه العوامل كلها تساعد بن فريد وزملائه على طرح كل هذه المعاناة لشعب الجنوب الذي صبر كثيرا وانتظر الحلول من الخارج طويلا وحاول الخروج من كبوته حيث قدم العديد من الشهداء والجرحى والمعتقلين لكي يلفت نظر العالم إلى قضيته العادلة من خلال نضال سلمي عالي الجودة والامتياز وفرض والمليونيات بإرادته الوطنية الصلبة والصامدة ما جعل تحرك بن فريد في هذه الظروف يحمل كثير من المعاني والأهداف وهو رجل نظيف ومن أسرة محترمة كان لها دور كبير في مواجهه آلة الاستعمار البريطاني وجبروته لكن كان للظروف السياسية والعسكرية حين ذاك ماجعلتهم يتركون الوطن مرغمين طبعا كل هذه المواقف جسدت في نفسه الحب والإخلاص والصدق والتقدير لأرضه وشعبه الجنوبي الذي عانى الكثير وقدم أغلى مالديه في سبيل دعم كل القيادات السياسية الجنوبية داخليا وخارجيا ولكن بعد ان بح صوته وتقطعت به السبل والآمال وهو يعلق على هذه الشخصية الفذة والكبيرة في نظرة كثير من التوقعات والآمال بأنه سوف يصل بطريق الحوار الجنوبي الجنوبي في الداخل وفي الخارج إلى طريق التوافق والتسويات. والعالم اليوم الذي ينتظر مخارج وحلول للقضية الجنوبية في غياب كثير من القيادات الجنوبية المجربة حدا برئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر جامع لكل أبناء الجنوب الذي يستحق هذه الثقة وهذا التكريم بأنه فعلا رجل المهمات الصعبة والمواقف الشجاعة تجاه قضايا الجنوب وشعبة وهنا كل مانتمناه له ولمن يحالفه أو يشاركه هذا التوجه السياسي الطيب في لم الشمل وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف والأهداف والآراء والأفكار في خارطة طريق تصل إلى استعادة الدولة الجنوبية المدنية الحديثة تحت شعار التحرير والاستقلال والعمل على إقناع العالم والدول المحيطة بمنطقتنا بعدالة القضية الجنوبية وإيصال الصوت الجنوبي إلى أقصى الأرض لأننا فعلا بحاجة إلى آلية تحرك نتائج حراكنا وتصعيدنا السلمي ونعطي العالم صورة واضحة لما يدور في الوطن الجنوبي ... من ممارسات لايقرها دين ولاشريعة ولاقانون من قبل قوات الاحتلال اليمني . ويكفينا مماحكات سياسية وخلافات وصراعات وانقسامات في وجهات النظر كما يجب علينا ان نأخذ من الماضي ومآسيه وشدة فساوته وأحداثه عبرة نعالج من خلالها جروحنا الدامية وان نرضخ جميعا لصوت العقل والمنطق وان نتنازل جميعا لمصلحة قضايانا الأساسية حتى ينتفض تراب الاحتلال اليمني الغاشم لأراضينا وهذا ماقد تكلف به بن فريد برحلته المكوكية بين القاهرة وبيروت نسأل الله ان يحالفه النجاح وان يمنحه قوة الصبر والتحمل حتى يتم مقاربة الآراء والتوافق على الأهداف وإقناع الإخوة من القيادات الجنوبية الذين يعلق عليهم شعبنا الجنوبي أماله ومستقبله ان لهذا التحرك دور كبير خاصة في اللحظات الأخيرة من حوار الطرشان في صنعاء وقبل إعلان لمفاجاءة قد تكون كارثية لان مخارج مؤتمر الحوار في صنعاء سوف يكون القنبلة الموقوتة التي قد تفجر صراع قبلي فئوي طائفي شمالي شمالي ومن خلال تدخل بعض الأحزاب الدينية المعروفة برفضها لأي حوار قد يفقدها مصالحها في الجنوب والشمال وهي الان تؤسس وتبني في نفسها قواعد تمترس للاستيلاء على السلطة وعلى الشمال وعلى الجنوب من خلال أسلوب هادئ منتظم ... وتضع خطط محكمة تواجه كل من يريد إزاحتها من المشهد السياسي والقبلي والعسكري كما قد حدث في مصر العربية للإخوان المسلمين والمخاض السياسي الجاري في تونس والأحداث في ليبيا والمواقف المتباينة لبعض الدول حول الملف السوري الذي يتسم بالفوضى والغموض . كل مانرجوه ان تتغير المواقف وتوضح الخطوط وان تتقارب السقوف والمسافات بين كل الأطراف حتى تتوحد الصفوف والآراء والأهداف لكل المكونات الجنوبية سياسيا واجتماعيا وثقافيا وسلميا حتى لو كان هناك انتقال إلى عمل ثوري وتصعيدي يساعد على إبراز نضال شعبنا الجنوبي البطل . ومرة أخرى نؤكد بل نقول بان بن فريد ومن يرافقه في الرحلة هم يستشعرون بالمسؤولية أكثر من الذين يحاورون خارج السرب ... لقد فرضت الوحدة بالقوة ولانستبعد ان تفرض مخرجات الحوار أيضا بالقوة .. عمل ليس مستغربا من قبل قوى لاتريد السلام ولا الأمن ولا الاستقرار ولاتبحث عن قيام دولة مدنية حديثة أو حتى تسويات وبهذه التفاهمات واللقاءات نضع الحصان أمام العربة ونقفل باب الاجتهادات التي تقدم كالمبادرات لاتخدم مصالح شعبنا في الجنوب ولاتعيد له مكانته الدولية كما كانت سابقا كدولة ونظام ووطن . اما بالنسبة لسياسات المحاور والالتزامات والتخاذل لم يعد لها أي وجود لان قلاعها وجذورها قد تبددت وذابت في خضم خلط الأوراق وتحجيم الأدوار ... وحل محلها المال الذي يدير الأزمات والكوارث ويخلق الصراعات داخل الدول والمكونات وفق مصالح دولية ضيقة لاتحقق سواء الدمار والإفقار للشعوب العربية والإسلامية والله من وراء القصد.