ابتكر العلماء طريقة جديدة في مجال زراعة أنسجة القلب، تعلم الخلايا الجذعية المعمرة حيلاً جديدة لتصبح شابة. هذا الاكتشاف، الذي يحول الخلايا الجذعية المعمرة إلى خلايا تعمل مثل الخلايا الشابة، قد يساعد في يوم من الايام العلماء على استنبات خلايا جديدة من الأجزاء التالفة أو المريضة للخلايا الجذعية الخاصة بالمريض نفسه، بغض النظر عن عمر المريض، وتساعد هذه التقنية في نفس الوقت على تجنب خطر رفض الجسم لهذه الخلايا. العلاج بالخلايا الجذعية، الذي يتضمن التبرع بنخاع العظام من مريض لآخر، قد يكون عرضة لخطر رفض جسم المريض للجزء المتبرع به، كما تؤكد الدكتورة بمعهد الهندسة الطبية الحيوية، والأستاذ المشارك بقسم الهندسة الكيميائية والكيمياء التطبيقية في جامعة تورونتو، ماليسا راديسيك. وكان احد الأساليب لتجنب خطر رفض الجسم للخلايا المزروعة هو استخدام خلايا مشتقة من جسم المريض نفسه. ولكن حتى الآن، وعلى الرغم مع التجارب السريرية لهذا النوع من العلاج باستخدام خلايا المرضى المسنين الخاصة بهم، لم يصبح مثل هذا العلاج خياراً قابلاً للتطبيق، طالما أن الخلايا المأخوذة من كبار السن لا تعمل بشكل جيد مثل خلايا المرضى الصغار. والسؤال الذي طرحته راديسيك هو «اذن ماذا نفعل إذا كنا نرغب في علاج المرضى المسنين بخلاياهم الخاصة بهم؟»، انها مشكلة تعتقد دكتورة راديسيك، ومساعدها الاستاذ في جراحة القلب والاوعية الدموية، دكتور رين كي لي، انهما سيجدان الحل لها عن طريق تهيئة الظروف لما اطلقا عليه استجابة «ينبوع الشباب» من خلال زراعة الأنسجة. في البداية صنع كل من راديسيك ولي ما يعرف ب «البيئة المصغرة» التي تسمح لأنسجة القلب بالنمو مع الخلايا الجذعية المتبرع بها من المرضى المسنين في المستشفى العام بتورونتو. وتم دمج الخلايا المزروعة في مزيج من العوامل المساعدة على النمو - العوامل المشتركة التي تساعد على نمو الأوعية الدموية وانتشار الخلايا - مع وضعها بطريقة يسهل تحفيزها بمثل هذه العوامل. وتعقب الدكتور لي وفريقه التغيرات الجزيئية في انسجة الخلايا، ويقول دكتور لي «رأينا بعض العوامل المسببة للشيخوخة تتوقف فجأة»، مستشهداً بمستويات اثنين من الجزيئات التي اعادت فعلياً عقارب الساعة إلى الوراء في الخلايا، محولة اياها الى وضعها القوى الصحيح السابق. وتصف دكتورة راديسيك التجربة بأنها «مثيرة للغاية». ويأمل كل من لي وراديسيك أن تستمر جهودهما لإنشاء بيئة أكثر فعالية يمكن من خلالها ضخ حياة جديدة في خلايا المرضى من كبار السن. ويضيف دكتور لي «يمكننا انشاء انسجة أفضل بكثير مما هي عليه الحال الآن، بحيث يمكن استخدامها لإصلاح بعض العيوب مثل تمدد الأوعية الدموية»، ويسترسل «وكذلك إصلاح الأضرار الناجمة عن النوبات القلبية».