طوّر باحثون كنديون جلاً يلتصق بجدران الأوعية الدموية ليحميها من التكسّر من جرّاء تدفّق الدم فيها، وهو مستوحى من المركّب الذي يستخدمه المحار للالتصاق بالصخور . وقالت جامعة "كولومبيا البريطانية" في كندا، إن هذا الجل البيولوجي، الشبيه بالحمض الأميني الذي يتيح للمحار الالتصاق على الصخور بهدف مقاومة الأمواج، يمكنه مقاومة دفق الدماء في الشرايين والأوعية الدموية، كما يمكنه تعزيز جدران هذه الأوعية الضعيفة التي تواجه خطر التكسّر . من جهته، قال الباحث في مركز أبحاث الدم في جامعة كولومبيا البريطانية، البروفيسور كريستيان كاستروب، إن هذا الجل يتيح، كالمعجونة، ملء الفجوات في جدران الشرايين . وأضاف أن هذا الجل يشكّل حاجزاً ثابتاً بين الدم وجدران الشرايين يقي من الالتهاب الذي يحصل عند إدخال أنبوب بهدف توسيع الأوعية الضيقة . وخلص كاستروب إلى القول إنه "من خلال محاكاة قدرة المحار على التعلّق بالأشياء، ابتكرنا مادة قادرة على الثبات في بيئة متحرّكة تكون سرعة التدفق فيها مرتفعة" . يذكر أن عالما كنديا في جامعة وسترن اونتاريو البريطانية نجح في توليد أوعية دموية جديدة من خلايا جذعية، بعدما تمكن من عزلها من النخاع العظمي . وقال ديفيد هيس في بيان إنه تمكن من "اختيار الخلايا الجذعية الصحيحة من النخاع العظمي الخاص بالمريض ووضعها في مجال جديد يسمح لها بالتحول إلى أوعية دموية"، مشيراً إلى أنه يمكن اعتماد هذه المبادئ لعلاج "انسداد الشرايين في الأطراف وفي أي مكان من الجسم، بعد أزمة قلبية أو سكتة دماغية على سبيل المثال" . وعولجت الخلايا الجذعية المستقاة من النخاع العظمي لإزالة الالتهابات وحقنت خلال التجارب المخبرية في شرايين سيقان فئران، فأدت إلى إصلاح الأوعية الدموية . وتجري حالياً تجربة سريرية تشمل 21 مريضا في هيوستن . كما تمكن علماء أمريكيون من ابتكار أوعية دموية صغيرة باستخدام خلايا جذعية من دهون أخذت عن طريق شفط الدهون . وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين بجامعة "أوكلاهوما للهندسة الكيميائية والبيولوجية والمادية"، استطاعوا ابتكار أوعية دموية صغيرة بالمختبر عبر استخدام خلايا جذعية من دهون جمعت عن طريق عملية شفط الدهون، وقد تلعب هذه الأوعية المصنّعة دوراً مستقبلياً في عمليات زرع الأعضاء بما في ذلك جراحة تحويل مجرى الدم في القلب . وقال الباحثون إن الأوعية الدموية المزروعة بجراحة تحويل مجرى الدم في القلب، تستخدم لإعادة توجيه الدم حول الشرايين المغلقة بشدة، فيما للتقنيات الحالية قيود معيّنة، في حين أن نتائج الدراسة الحالية تظهر أن الأوعية الدموية المبتكرة قد تساعد الأطباء على تجنّب بعض العقبات . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ماتياس نولرت، إن كثيراً من الخطوات لا تزال مطلوبة قبل أن يتمكن المرضى من الاستفادة من هذه التقنية، مضيفاً "نحن بحاجة أولاً لصنع وعاء دموي عامل بشكل تام . . إن أوعيتنا الجديدة تعمل، لكنها لم تحقق بعد بعض الميزات الميكانيكية الفيزيولوجية" . وأضاف أنه بعد ذلك يكون الأمر بحاجة للتأكد من أن الخلايا الجذعية التي أخذت من أشخاص مسنين مرضى يمكن أيضاً استخدامها في صنع وعاء دموي عامل . وقال إن الأمر كله ما زال بحاجة إلى مدة 5 إلى 10 سنوات قبل اختباره على البشر، إلا أن العلماء يأملون في أن يتوصلوا إلى صنع نموذج للاختبار على الحيوانات في بدايات العام المقبل . وأشار إلى أن ملايين المرضى المصابين بأمراض القلب والشرايين سيستفيدون من هذا الاكتشاف .