تمكّن العلماء من استخراج خلايا جذعية من أوعية دموية تمت أزالتها خلال عمليات جراحية واستخدموها للتحفيز على تكوين اوعية دموية قلبية جديدة. ولاقى هذا الإنجاز ترحيبًا كبيرًا من الباحثين الذين قالوا إنه قابل لأن يقدم للأطباء طريقة ثورية لإصلاح القلوب التي تضررت نتيجة الجلطات القلبية بسبب عطوب الشرايين التاجية، وهذا ما يجعل ممكنًا استغلال هذه الطريقة لتغذية القلوب العليلة. وضمن هذا السياق قال البروفسور بيتر وايسبرغ مدير "جمعية القلب البريطانية" الخيرية لمراسل صحيفة الغارديان اللندنية إن هذا الإنجاز "مشجع جدا وتقدم مهم في مجال إمكانية العلاج بالخلايا الجذعية للقلوب المعطوبة مما يقربنا خطوة واحدة من هذا العلاج. وإذا كانت الرسائل الكيميائية المنتجة من الخلايا قادرة على التشخيص فإنه سيكون ممكنا للأدوية أن تتطور كي تحقق نفس الهدف". وكانت نتائج الدراسة هذه قد نشرت في مجلة "سيركولايشن" الطبية وتشتمل على أوعية دموية تركت بعد الانتهاء من عمليات قسطرة قلبية ثم تم إجراء التجارب عليها لاحقا على يد البروفسور باولو ماديدو وزملائه في جامعة بريستول البريطانية. وقال البروفسور ماديدو إن هناك ما يقرب من "20 ألف شخص يجرون عمليات قسطرة سنويًا في بريطانيا. والعملية أصبحت اليوم ذات طابع معياري. إذ يتم فيها قطع شريان من الساق ثم يتم ترقيعه على الشريان التاجي المصاب. بعد ذلك يتم استخدامه لتحويل مجرى الدم حول النقطة المنغلقة ليتم تزويد القلب بالدم.والأمر الجوهري هو أن الجراحين يقطعون دائما جزءا أكثر مما يحتاجونه من الشريان في الساق لذلك فإن هناك دائما زوائد منه بعد العملية. لذلك نحن نأمل الحصول على خلايا جذعية من هذه الفضلات". وفي تجارب على الفئران اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا قادرة على التحفيز على نمو أوعية دموية ونتيجة لذلك فإن الفريق الطبي أطلق سلسلة تجارب تهدف إلى إظهار أن الخلايا قادرة على مساعدة المرضى البشر للشفاء من الجلطات القلبية التاجية عن طريق تحفيز نمو الأوعية الدموية حول قلوبهم. ومن بين أهداف المشروع استخدام بقايا الشرايين المرضى الذين يمرون بعمليات قسطرة كي يكونوا لهم منها خلايا جذعية خاصة بهم. وقال البروفسور ماديدو: "وجدنا أننا قادرون على الحصول على خلايا جذعية من أوعية أخذت من مرضى في الثمانين. ولم نكن نتوقع ذلك. إنها مفاجأة مهمة. ومن تلك الخلايا يجب أن نكون قادرين على إيجاد العلاجات المستندة إلى خلايا المرضى أنفسهم بعد إصابتهم بجلطات قلبية. واكثر من ذلك فإننا قد نتمكن في المستقبل من تجميد هذه الخلايا وخزنها بحيث يكون بإمكاننا استخدامها لمعالجة أي شخص يعاني من مشاكل جدية في أوعية قلبه".