تنطلق اليوم في جزيرة ياس في أبوظبي أعمال مؤتمر القمة السنوي السادس لمجالي الأجندة العالمية الذي تنظمه الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات وحكومة أبوظبي بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي بحضور 150 وزيرا ورئيس وزراء ونحو ألف من المسؤولين والخبراء الاقتصاديين العالميين. وتنعقد القمة تحت شعار المبادرة بالتغيير من خلال التعاون ، ويترأسها معالي سلطان سعيد المنصوري وزير الاقتصاد ومعالي ناصر أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي. وتستمر القمة التي تستضيفها أبوظبي للمرة الثانية على التوالي لمدة ثلاثة أيام ويحضرها أكثر من 900 من أعضاء شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي التابعين ل86 مجلس أجندة عالمية، وتهدف القمة إلى الاستفادة من الخبرات الفردية لأعضاء المجلس وغيرهم من المشاركين لتوليد أفكار وفعاليات ذات أثر إيجابي على جداول القطاعات والأعمال الإقليمية والعالمية. قمة فريدة وأكد معالي سلطان المنصوري وزير الاقتصاد في مؤتمر صحفي أمس في جزيرة ياس أن قمة مجالس الأجندة العالمية قمة فريدة من نوعها، مشيرا إلى أن وجهات النظر المتنوع التي تتزاحم بها تجعل منها فعالية نادرة خاصة في مجالي إيجاد الحلول التعاونية والإبداعية. وأكد معاليه خلال المؤتمر الصحفي على تميز الدورة الجديدة للقمة مؤكدا أنها تضم 14 وزيرا ورئيس وزراء ونخبة كبيرة من المفكرين والمسؤولين والاقتصاديين المشهورين على مستوى العالم. ونوه بأن دولة الإمارات تشارك بنحو 40 مشاركا بين مسؤول وخبير، مشيرا إلى أن الدولة والحكومة ستستفيد كثيرا من أعمال هذه القمة التي سترفع توصياتها إلي قمة دافوس يناير المقبل. وأشار معاليه إلى أن انعقاد القمة للمرة الثانية دليل على أهمية القمة موضحا أن أبوظبي تتميز بقيادة متميزة ورؤية ثاقبة تستشرف المستقبل كما توفر بيئة مثالية لجميع قطاعات الاقتصاد لتنمو. استفادة وردا عن سؤال حول استفادة الإمارات من انعقاد القمة ذكر معاليه أن الإمارات استفادت كثيرا كما أفادت مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة واجهتها الدولة والعالم. وقال معاليه: الامارات دولة تواقة للمستقبل وتنشد الابتكار والإبداع وقد استفدنا كثيرا من توصيات القمة المتعلقة باقتصاد المعرفة والابتكار، وأبرمنا اتفاقيات مع مراكز ابتكار عالمية كما دعمنا وشجعنا المشاريع الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى الاستفادة من توصيات تمكين المرأة، وكنا ندرس التوصيات ونختار من بينها ما يتناسب معنا، واليوم نؤكد أننا حققنا تقدما في مجال تمكين المرأة تفوقنا به على دول أوروبية، كما نستفيد من القمة في تطوير قطاع التعليم. وأشار معاليه أن دولة الإمارات أفادت دول المنتدى الاقتصادي العالمي بخبراتها ومشاريعها مشيرا إلى أن تجربة الإمارات في البنية التحتية التي تعد رابع دولة في العالم في مجال البنية التحتية إضافة لتجربتها في مجال إدارة الموانئ وتجربتها في مواجهة الأزمة المالية العالمية أفادت الكثير من الدول، وأعتقد هذه قضية مهمة لأننا نستفيد ونفيد. خطة واضحة وشدد معاليه على أن أبرز أسباب نجاح دولة الإمارات يتمثل في الخطة الحكومية الواضحة والعمل بروح الفريق الواحد إضافة إلى تنوع الاقتصاد. ونوه معاليه بأن الإمارات نجحت خلال العام الماضي في جذب استثمارات أجنبية بقيمة 9.7 مليارات دولار بزيادة نحو 24% عن عام 2011. وشدد معاليه على أن الدولة تتجه حاليا وبقوة لدعم قطاع الصناعة خاصة صناعة البتروكيماويات والألمنيوم والحديد، مشيرا إلى أن فرص النمو في هذه الصناعات عالية جدا. وأشار إلى وجود أسواق كثيرة في العالم مازالت تحقق نسب نمو جيدة تتراوح بين 7% و5%.وقال: صحيح هناك أسواق اليوم تنمو، ونسبة النمو لم تعد 15% إلا أنها حاليا 7% وبالذات أسواق أفريقيا التي تصل نسب النمو الاقتصادي فيها 6% وهي أسواق واعدة لصناعاتنا. وردا عن سؤال حول تقييمه لأوضاع الاقتصاد الحالي خاصة مع تسارع نسب النمو في القطاع العقاري أكد معاليه أن دولة الإمارات استفادت من تجربتها في القطاع العقاري عقب الأزمة المالية العالمية 2008 مستبعدا أن تحدث فقاعة في القطاع العقاري. وقال: هناك اليوم ضوابط قوية كما أن الممولين والبنوك وأصحاب المشاريع أصبحوا أكثر حذرا، والتوجهات الاستثمارية تنطلق حاليا نحو القطاع السياحي الذي يزخر بفرص استثمارية جيدة، وليس هناك مشكلة أو مؤشر يؤكد فقاعة جديدة. نمو الاقتصاد كما أجاب معاليه عن سؤال حول توقعاته لنمو اقتصاد الدولة للعام الجاري مؤكدا أن اقتصاد الدولة حقق نموا خلال العام الماضي بنسبة 4.4% وبلغ الناتج القومي تريليون درهم، ولدينا نمو إيجابي خلال العام الجاري ولن يقل عن العام السابق بل يزيد لنحو 4.5%، والمهم أن كل القطاعات الاقتصادية تحقق نموا ونأمل أن تتزايد مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج الإجمالي بحيث تتراجع نسبة مساهمة النفط إلى 20%. وأكد المنصوري أن لدى حكومة الإمارات إستراتيجية واضحة المعالم لتطوير قطاعات الاقتصاد مشيرا إلى نجاح هذه السياسة في تقليص نسبة مساهمة النفط في الناتج الإجمالي من أكثر من 90% إلى نحو 33% حاليا، كما أن اقتصادنا يتميز بالتنوع وقد حققت الدولة إنجازات اقتصادية كبيرة كان آخرها حصولها على المركز الأول في تحقيق السعادة لمواطنيها على مستوى العالم العربي ورقم 14 على مستوى العالم. أهمية أبوظبي وأعرب محمد عمر عبد الله مدير دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي خلال المؤتمر الصحفي عن سعادته باستضافة حلبة ياس لفعاليات قمة مجالس الأجندة العالمية مؤكدا أن أبوظبي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية فعاليات دولية كبرى تؤكد أهمية الإمارة في الاقتصاد العالمي ومنها منافسات الفورمولا1 ومؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول أديبيك والقمة الإعلامية، وبلاشك فإن وجود التجمع الكبير من المسؤولين والخبراء والعلماء في مؤتمر قمة المجلس يعد نجاحا لأبوظبي وترجمة لمكانتها القوية في الاقتصاد العالمي. ونوه إلى أن أبوظبي ترى في انعقاد هذه القمة خطوة كبيرة ومهمة لاستعراض رؤيتها الاقتصادية 2030 واستكشاف الفرص والتحديات التي قد تواجهها وكيفية للتغلب، كما تؤكد الرغبة القوية لدولة الإمارات كجسر اقتصادي عالمي يربط الشرق مع الغرب، وبلا شك ستحفل القمة بفرص جيدة للاطلاع على تجربة ودور الإمارات في الاقتصاد العالمي، كما ستعرض إمارة أبوظبي في القمة آخر تقاريرها وبياناتها الاقتصادية. جمع أفضل العقول وجه البروفيسور كلاوس شواب مؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلمة مكتوبة، أشار فيها إلى أن قدرة مجالس الأجندة العالمية على جمع أفضل العقول في العالم لفهم والمساعدة في إيجاد حل للتحديات المعقدة يعد خطوة مهمة جدا. ونوه بأن التعاون والدعم الذي حظيت به شبكة مجالس الأجندة العالمية من حكومة دولة الإمارات يؤثر بشكل كبير في نمو وتطور هذه القمة وحجم طموحاتها وتأثيراتها. ويشارك في القمة أكثر من ألف من قادة المجتمع المدني والاوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال والحكومة من بينهم 40 مسؤولا من الإمارات و250 قيادة نسائية ونحو 200 من مؤسسات مجتمعية ذات توجه مستقبلي ومنتدى القيادات العالمية الشابة وشبكة صناع المستقبل. وتزامناً مع انعقاد القمة تستضيف أبوظبي الملتقى العالمي الثاني للهيئات والمجموعات الإقليمية لتشجيع المزيد من العلاقات والتعاون بين مناطق العالم كما سيحضر الاجتماع أكثر من 20 منظمة إقليمية ويشترك في استضافته المنتدى الاقتصادي العالمي وحكومة الإمارات. ملتقى أبوظبي للاستثمار في طوكيو يستعرض الفرص والحوافز تنظم دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي ملتقى أبوظبي طوكيو للاستثمار الثاني يوم 26 نوفمبر الجاري في العاصمة اليابانية "طوكيو" بمشاركة وفد حكومي رفيع المستوى من الإمارة يترأسه ناصر أحمد السويدي رئيس الدائرة وبحضور ماتسو شيما وزيرة الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. وقال حمد عبدالله الماس المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية في الدائرة في تصريح له بهذه المناسبة: إن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء أمام مجتمع الأعمال والمستثمرين والمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة اليابانية على أبرز الفرص والحوافز الاستثمارية التي تتمتع بها إمارة أبوظبي في مجالات البنية التحتية والطاقة والاستثمار والمال والصناعة والنقل والخدمات اللوجستية وغيرها وذلك في ضوء توجهات قيادة أبوظبي الرشيدة نحو المضي في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية الكبرى. وأشار إلى ان الملتقى يعكس مدى حرص حكومة إمارة أبوظبي على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية مع اليابان لاسيما أن دولة الإمارات تعد الشريك الخليجي الأكبر في التعاملات التجارية معها.. موضحا ان جميع الفعاليات التي تم تنظيمها في اليابان قد شهدت نجاحا في تحقيق أهدافها الرامية إلى تعريف المستثمرين اليابانيين بقطاع الأعمال والفرص الاستثمارية والمشاريع التنموية التي تحظى بها إمارة أبوظبي. وأضاف حمد الماس: إن "مجلس أبوظبي - اليابان الاقتصادي" سيعقد اجتماعه الثالث هذا العام عقب ختام فعاليات الملتقى مما يشكل دافعا مهما نحو ترجمة ما سيتمخض عنه الملتقى من نتائج وتفعيل دور فرق العمل المشتركة التي تعمل على توفير الأرضية الملائمة للمستثمرين ورجال الأعمال من الجانبين للاطلاع على أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة من الجانبين. ويفتتح الملتقى ناصر أحمد السويدي رئيس الدائرة بكلمة يسلط فيها الضوء على أبرز الفرص الاستثمارية التي توفرها حكومة إمارة أبوظبي خلال السنوات المقبلة التي من شأنها أن تشكل عصب الشراكة الاستراتيجية بين أبوظبيواليابان وذلك عبر التركيز على تنمية وتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية في القطاعات غير النفطية وخاصة المرتبطة منها بالاقتصاد القائم على المعرفة.