عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التطعيس.. لعبة الموت في سيلين

التطعيس هواية خطرة تجذب عددًا كبيرًا من الشباب الذين لا يترددون في الصعود بالسيارات والبانشيات لأعلى ارتفاع للتلال الرملية "الطعوس" في سيلين.
ورغم تسبب التطعيس في العديد من الحوادث المروعة التي تخلف وراءها عددًا من الضحايا سنويًا، إلا أن الهواية لم تفقد بريقها في سيلين.
ويؤكّد الشباب زيادة الإقبال على هواية التطعيس في مواسم التخييم، لافتين إلى أن أفضل سيارات التطعيس هي (شيروكي رانجلر- شيروكي جيب- تويوتا ربع - تويوتا لاند كروزر- نيسان سفاري-شيفرولية تاهو- تويوتا هايلوكس - وأغلب سيارات 4×4).
وطالبوا بتوفير مناطق آمنة لممارسة الهواية، وتشديد الرقابة لضمان توافر اعتبارات الأمن والسلامة لمن يقوم بتلك الهواية، فضلاً عن توفير ساحة لاستعراض للسيارات مثل نظيرتها في الصناعية وخور العديد، حيث يمكن تأمين المكان وتوفير نقاط إسعاف ثابتة ومتحركة.
وأشاروا إلى أن التطعيس سواء بالبانشيات أو بالسيارات يستهوي الكبار قبل الصغار وأنه بقدر إثارته ومتعته بقدر خطورته ومجازفته.
وبلغ سعر تأجير البانشيات في الساعة 1000 ريال للبانشي 1000 CC، و400 ريال للبانشي 250 CC، و200 ريال للبانشي 125 CC.
في البداية، يقول محمود خضر إن شاطئ سيلين يجذب مختلف الجنسيات وجميع الفئات العمرية نظرًا لأن المنطقة تتسم بهوائها النقي، فضلاً عن المساحات الشاسعة من الرمال المملوءة بالتخوم والتلال والكثبان الرملية، الأمر الذي يستهوي الشباب خاصة لممارسة رياضة التطعيس.
وأضاف: موسم التطعيس يبدأ مع بداية التخييم ويشهد تزايد الأعداد في عطلة الأسبوع، ما قد يسبب زحامًا بالمكان ويوقع حوادث كثيرة.
وأشار إلى أن حوادث التطعيس تتزايد يوميًا خاصة لقائدي البانشيات، حيث لا يوجد قيد على استخدامها، فقط المطلوب هو استئجارها ببطاقة شخصية لواحد من العائلة، موضحًا أن معظم العائلات لديهم بانشيات خاصة بهم، يركبها الأولاد الصغار ويصعدون بها المرتفعات وعندئذ تقع حوادث كثيرة.
ودعا لتشديد الرقابة على ارتداء قائدي السيارات للخوذة الواقية للرأس وربط حزام الأمان خلال التطعيس، فضلاً عن منع الأطفال والمراهقين من ممارسة الهواية وتوفير الجهات المختصة ساحة استعراض للسيارات مثل نظيرتها الصناعية وخور العديد، حيث يمكن تأمين المكان وتوفير إجراءات السلامة من إسعافات وغيرها.
وأكّد مجدي قدورة أن التطعيس من الرياضات المثيرة لأنها تتسم بروح المغامرة ومع هذا فهي رياضة خطرة، مضيفًا: لقد أصبت إصابة خطيرة بسبب ركوبي أحد البانشيات ثم انقلبت الدراجة، فانكسرت قدمي وأصيب ظهري.
وأوضح أن الشباب لديهم طاقة كبيرة ويعتبر التطعيس أحد أهم المتنفسات التي يجدون فيها أنفسهم، لافتًا إلى أن كثيرًا من الأطفال يقودون الدراجات البخارية "البانشيات" دون أن يحملوا أي رخصة أو حتى يرتدون خوذة الصدمات لحمايتهم عند وقوع أي حادث.
وأضاف: كثير من الشباب دون سن الثامنة عشرة يقودون سيارات ال 4×4 وهم لا يحملون رخصة قيادة ما يعرضهم وأقرانهم للخطر الشديد، لافتًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الحوادث التي تقع يوميًا بسبب تهور أولئك الشباب.
وطالب بضرورة الرقابة على الطعوس حتى لا يخاطر هؤلاء المراهقون بحياتهم مقابل متعة زائلة قد تفضي بهم إلى الموت.
وقال: كثير من سائقي البانشيات من الأطفال الصغار والمراهقين الذين لا يحملون رخصة بالفعل لقيادة أي دراجة نارية يقومون بالتطعيس.
ويقول روبرت جوسلين: أعشق ممارسة رياضة التطعيس باستخدام البانشيات، وهذا هو الأسبوع الثالث لي، وأضاف إن أكبر مشكلة هي الحوادث التي تنجم عن الطعوس بسبب تهور الشباب، وإن تلك الحوادث تشكل خطورة كبيرة، حيث إنها تقع في أماكن متفرقة ولا يعلم مكانها الإسعاف والتي من الصعب أن يصل إليها بسهولة.
وطالب بضرورة توخي الشباب الحذر عند قيادة البانشيات وعدم التهور والقيادة برعونة زائدة لأنها رياضة بقدر متعتها وإثارتها إلا أنها خطرة وتتطلب ترويًا وتركيزًا.
ويشير وليد يوسف إلى وقوع العديد من حوادث التطعيس في منطقة سيلين بسبب تهور الشباب ولامبالاتهم، مبينًا أن معظم ممارسي الطعوس لا يحملون رخصة قيادة وأن منهم من لم يتجاوز سن الثامنة عشرة ما يسبب كثيرًا من الحوادث المميتة التي لا تجد منقذًا سريعًا، حيث إن معظم سيارات الإسعاف تتأخر عن إنقاذ المصابين، معللاً ذلك بأن معظم سائقي سيارات الإسعاف لا يعرفون دروب الصحراء أو أن المطعسين قد يكونون في أماكن بعيدة يصعب الوصول إليهم إلا بطائرات الهليكوبتر التي لا تتوافر بصورة دائمة.
ومن جهته أكّد يوسف البوعينين ضرورة إطلاق حملات تثقيفية للشباب في سيلين لتوعيتهم بخطورة ما يقومون به، محذرًا من أن طعوس سيلين والعديد صارت ميدانًا لممارسة لعبة الموت عن طريق السياقة الاستعراضية وإظهار المهارات في القيادة وغيرها من أساليب العبث الجنوني بالمركبات.
ودعا إلى التكاتف في نشر التوعية حول مخاطر السرعة والاستعراضات في حملة مكثفة مع ضرورة توظيف طاقات الشباب وقدراتهم في أنشطة بناءة تلبي احتياجاتهم وتجمع بين المتعة والفائدة مع حتمية قيام الجهات المختصة بكامل أدوارها من أجل حماية الشباب والمحافظة على سلامتهم.
وطالب روّاد تلك المناطق بمقاطعة مشاهدة المستعرضين، محذرين من أن تعزيز الظاهرة بالممارسة والمشاهدة يزيد من الإقبال عليها خاصة لشريحة الشباب المتهور الذي لا يفكر في عواقب الأمور ولا يملك بعد النظر لأبعاد المدى الخطير للاستعراض.
وعن أسعار تأجير البانشيات يوضح محمد الهاجري، الارتفاع الرهيب وغير المبرر من طرف بعض تجار الدراجات النارية والبانشيات، حيث وصل سعر تأجير البانشي الواحد 400 ريال للساعة الواحدة.
وحمل شركات تأجير الدراجات النارية مسؤولية الحوادث التي تحدث مع الأطفال والشباب وحتى النساء نتيجة قلة الوعي وغياب الرقابة على دراجات الموت، لأن معظم شركات تأجير الدراجات النارية تستغل موسم التخييم لاستنزاف جيوب المواطنين والزائرين لمنطقة سيلين، ويضطر الهاوي للتطعيس دفع أموال هائلة جراء استمتاعه واستعراضه في الكثبان الرملية.
وأعرب عن أمله في أن يشعر الشباب بالمسؤولية وألا يزيدوا سرعة الدراجات النارية على المنحدرات الصحراوية، التي من الممكن أن تسبب مآسي على الشخص وأسرته، وأن تكون هناك دوريات بين الحين والآخر في الأماكن التي تتجمع بها الدراجات النارية من أجل مراقبتها لبث روح الانضباط والسلامة.
ويقول وليد عبدالستار مؤجر بانشيات إن العطلة الأسبوعية تشهد إقبالاً كبيرًا من جميع الجنسيات لاستئجار الدراجات، مشيرًا إلى أنه لا يقوم بإعطاء دراجة بدون الحصول على هُوية الزبون.
ويقول تونكا مؤجر بانشيات إن كثيرًا من الحوادث تقع بمنطقة سيلين نتيجة تهور السائقين، مشيرًا إلى أنه حريص على عدم تأجير البانشي لمن دون 18 سنة.
بعد تحولها إلى ساحة للاستعراضات القاتلة.. مواطنون:
الحوادث المروعة تهدد السياحة في سيلين
مطلوب التوسع في التوعية الإلكترونية وتفعيل دور خطباء المساجد
رفقاء السوء وعدم استثمار أوقات الفراغ وضعف الرقابة أهم الأسباب
سيلين تمتلك مقومات الجذب السياحي.. والاستعراضات ظاهرة خطرة
كتب - نشأت أمين:
حذر عدد من المواطنين من تحول "سيلين" إلى منطقة خطرة تحصد أرواح الشباب، مؤكدين أن استمرار مسلسل الحوادث المروعة للدراجات النارية والسيارات الحديثة يهدد الشهرة السياحية الجيدة التي تحظى بها المنطقة كواجهة تجذب عددا كبيرا من المواطنين والمقيمين والسائحين.
وأكدوا ل الراية ضرورة اعتماد آليات حديثة لتوعية شباب المرحلة الثانوية والجامعات عبر التوسع في وسائل التوعية الإلكترونية على المنتديات وصفحات ال Facebook وTwitter، والتي تجذب آلاف المتصفحين والمتابعين يومياً بما يفوق بمراحل الوسائل التقليدية للتوعية.
ودعوا لتفعيل دور خطباء المساجد وأولياء الأمور والمدارس والمؤسسات الاجتماعية للقيام بدورها في توعية الشباب بمخاطر القيادة غير المسؤولة، والتهور الذي يقود البعض منهم إلى التهلكة، جراء الحوادث التي تخلف وراءها عددا كبيرا من الضحايا ما بين حالات وفاة وإصابات وعجز قد يستمر مدى الحياة.
وأشاروا إلى تأثير الفراغ وعدم استثماره، فضلا عن رفقاء السوء، وضعف الرقابة على مخالفات الشباب كأسباب رئيسية لظاهرة الاستعراض بالسيارات والتطعيس في منطقة سيلين.
وأوضحوا أن منتجع سيلين أصبح اسما مرادفا للحوادث المروعة نظرا لكثرة الحوادث التي تقع فيه بشكل مستمر وأن الكثير من المواطنين والمقيمين باتوا يتخوفون من الذهاب إلى هناك خوفا على حياتهم وحياة أسرهم.
وأشاروا إلى أنهم كان يتوقعون أن تتحسن الصورة في سيلين بعد توسعة الطريق المؤدي إلى سيلين إلا أن المنتجع لا يزال على حاله وهذه المرة ليس بسبب الطريق ولكن بسبب الاستعراضات التي تحدث على الطعوس.
وقد شهدت منطقة سيلين مؤخرا عدة حوادث مروعة شملت انقلابا وتصادما لسيارات، ودراجات نارية، وخلفت وراءها عددا من حالات الوفاة والإصابة، لينضم الضحايا لقائمة طويلة من الضحايا على مدار السنوات القليلة الماضية، نتيجة للاستعراض والسرعة الجنونية والتطعيس، وعدم الانتباه أثناء القيادة، فضلا عن مخاطر الطريق.
في البداية يؤكد حمد المري أهمية تطوير وسائل التوعية وزيادة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي التي يتابعها معظم الشباب أكثر من اللافتات والإعلانات التقليدية في الشوارع والصحف.
وقال: نحتاج إلى وسائل مبتكرة يشارك فيها الشباب عبر صفحات إلكترونية على Facebook وTwitter فضلا عن المنتديات والمدونات الخاصة، لرصد التجارب الشخصية لبعض ممن تعرضوا لحوادث في سيلين نتيجة للاستعراض بالدراجات النارية والسيارات، أو التطعيس غير الآمن والذي يتسبب في انقلاب السيارات وتعريض حياة الشباب للخطر.
وأضاف: استمرار مسلسل الحوادث المروعة للدراجات النارية والسيارات الحديثة يهدد الشهرة السياحية الجيدة التي تحظى بها المنطقة كواجهة تجذب عددا كبيرا من المواطنين والمقيمين والسائحين، للتحول من منطقة سياحية تمتلك كل مقومات الجذب السياحي، إلى ساحة للاستعراضات الخطرة بالسيارات والدراجات، والتطعيس، والحوادث المروعة.
ويؤكد علي عياش أن منتجع سيلين يعد بالفعل واحدا من أهم المنتجعات السياحية والترفيهية في البلاد غير أن السلوكيات التي تجري فيه والحركات التي يقوم بها بعض الشباب بسياراتهم ودراجاتهم النارية حولته إلى أقرب ما يكون إلى مقبرة لأبنائنا وشبابنا.
وأشار إلى التأثير السلبي لأوقات الفراغ وعدم استثمارها من جانب الشباب، فضلا عن رفقاء السوء، وضعف الرقابة على مخالفات الشباب كأسباب رئيسية لظاهرة الاستعراض بالسيارات والتطعيس في منطقة سيلين وبالتالي الحوادث القاتلة.
وقال: هناك الكثير من الشباب صغار السن يذهبون ضحايا السباقات والحركات البهلوانية التي يمارسها بعض الشباب المتهورين هناك فتزهق أرواحهم بسبب هذه الأعمال أو قد يتعرضون في أحسن الأحوال لإصابات خطيرة جراء هذه الحركات.
وأضاف: رغم جهود التوعية العديدة التي تقوم بها الجهات المعنية في الدولة وفي مقدمتها إدارتا المرور وأمن الجنوب وغيرهما من الجهات المعنية الأخرى إلا أن سلوكيات الشباب ما تزال كما هي بل إنها تزداد من سيئ إلى أسوأ حتى أصبحت المشكلة وكأنها تستعصي على الحل.
وأكد أنه في العادة دائما عندما تحدث أي مشكلة فإن الناس تطالب بتشديد القوانين لكن من الملاحظ أنه رغم تشديد القوانين فإن السلوكيات الطائشة من الكثير من الشباب لا تزال كما هي مما يؤكد ضرورة البحث بشكل أعمق في مسببات القضية.
ولعل من أبرزها هو دور أولياء الأمور وهو مع الأسف الدور الغائب بشدة في مواجهة هذه المشكلة رغم أنه الأساس في المواجهة الصحيحة حيث يتعين على الآباء أن تكون لديهم رقابة أكثر على أبنائهم مما هو عليه الوضع الآن فلا يكفي أن نشتري لأبنائنا أحدث السيارات ونتركها لهم هكذا بدون رقابة فيفعلوا بها ما يحلو لهم وتكون النتيجة هي فقدهم إلى الأبد بل يجب أن يقوم جميع الآباء وأولياء الأمور بدورهم الرقابي على النحو المطلوب.
ويضيف: مع ذلك فهناك حاجة ماسة لوضع قوانين صارمة للطرق غير المعبدة كما فعلنا مع الطرق المعبدة وفي هذا الإطار يتعين إلزام كل من يقود عربة صحراوية غير مغلقة بالكامل أو دراجة نارية صحراوية ذات العجلتين أو ذات الثلاث أو ذات الأربع عجلات MXorATV بارتداء خوذة حماية كما ينبغي تحديد مناطق تجمع الدراجات ومنع السيارات من الاقتراب من هذه المناطق والاحتفاظ بمسافة معينة بينهم وبين ممارسي هذه الهواية.
وقال: كذلك يجب توفير دوريات للشرطة تنتقل بالدراجات وليس فقط بالسيارات وذلك لكي تستطيع الوصول للمناطق التي يستحيل وصولها بالسيارات لتسهيل عملية نقل المصابين وتحديد مواقعهم عن طريق GPS على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأكد ناصر علي الأنصاري أهمية تفعيل دور خطباء المساجد في توعية الشباب بمخاطر القيادة غير المسؤولة، والتهور الذي يقود البعض منهم إلى التهلكة، فضلا عن الدور الرقابي لأولياء الأمور والمدارس والمؤسسات الاجتماعية بالتوعية بمخاطر الحوادث التي تخلف وراءها عددا كبيرا من الضحايا ما بين حالات وفاة وإصابات وعجز قد يستمر مدى الحياة.
ويقول: إن اسم سيلين أصبح مرادفا للحوادث الخطرة بدلا من أن يكون واجهة سياحية وملاذا للباحثين عن الاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الساحرة.
وأضاف: رغم أن سيلين تعتبر هي المنتجع الأول الذي يقصده الغالبية العظمى تقريبا من المواطنين والمقيمين إلا أن الكثيرين هجروه وبدأوا يبحثون عن مواقع أخرى خوفا على أنفسهم وأبنائهم من المخاطر التي يرونها ويسمعون عنها.
وقال: أنا شخصيا لم أذهب منذ ثلاث سنوات إلى سيلين ولا أظن أنني سوف أذهب إليها في القريب نظرا لما أشاهده وأسمعه عما يحدث فيها من حوادث وهذا ليس حالي أنا بمفردي ولكنه حال الكثير من المواطنين الآخرين بل إن العديد من أصدقائي المقيمين أيضا قاطعوا سيلين وبعضهم يرفض الذهاب إليها رغم أنه لم يشاهدها من الأساس. وعلى سبيل المثال فأنا لدي صديق يعمل طبيبا ورغم وجوده في قطر منذ 20 عاما إلا أنه لم يذهب إلى سيلين مطلقا، وعندما سألته في أحد الأيام عن السبب؟ قال إنه يعمل في قسم الطوارئ ويشاهد بأم عينيه الكوارث التي تحدث في سيلين فكيف يأخذ أبناءه إلى الموت بيديه.
وأكد الأنصاري أن الشباب الذين يصنعون الحركات الاستعراضية يبحثون عن لفت الانتباه إليهم في المقام الأول ولو أنهم لم يجدوا من يشاهدهم لما فعلوا تلك الاستعراضات والحركات المميتة وهو ما يجب علينا أن نأخذه بعين الاعتبار عندما نبحث عن حلول لهذه المشكلة التي تؤرق قطاعا عريضا من المواطنين والمقيمين على السواء.
وأشار إلى أنه رغم أن سيلين مقصد سياحي هام ولديها الإمكانيات الكبيرة التي تؤهلها إلى أن تجذب إليها أعدادا غير قليلة من السائحين الذين يزورون قطر إلا أن المخاطر التي تحيط بزيارتها تجعل الناس تفكر كثيرا قبل أن تذهب إلى هناك.
وقال المهندس مشعل الدهنيم عضو المجلس البلدي عن دائرة الهلال: لا يكاد يوجد بيت قطري إلا وفيه شخص مات في سيلين.
وهذا ليس بالشيء الغريب فنحن نسمع ونشاهد بأعيننا ما يحدث هناك من سلوكيات شاذة من بعض الشباب الطائش الذي لا يعنيه سوى لفت الأنظار إليه دون النظر إلى العواقب التي قد تترتب على تصرفاته تلك وهنا يأتي دور الأسرة سواء الأب والأم لأنه من الملاحظ غياب دورهما تماما في هذا الشأن بل إن الآباء أنفسهم هم الذين يأخذون بأيدي أبنائهم إلى الموت، وإلا بماذا نصف الأب الذي يشتري لنجله أحدث سيارة ويتركه يذهب بها إلى سيلين مع أصدقاء السوء ليفعل بها تلك الحركات والاستعراضات المميتة.
وأضاف: اللوم يقع في الأساس على الآباء والأمهات لأن الدولة لم تقصر في الحقيقة بل إنها فعلت الكثير والكثير سواء عبر تشديد العقوبات أو التوعية أو الرقابة إلا أنها لن تستطيع أن تضع حارسا على كل شاب، لذلك يجب على الآباء مراقبة أبنائهم والتأكد من عدم إقدامهم على أي سلوكيات خارجة.
وأكد أن أحد أصدقائه فقد نجله منذ أيام قليلة في حادث في سيلين بسبب التصرفات الطائشة التي يمارسها الشباب هناك.
داعيا جميع الآباء إلى القيام بواجبهم في حسن تربية أبنائهم لأنهم مسؤولون أمام الله عنهم، وقال إن التربية عليها عامل مهم في حماية أرواح الشباب مؤكدا أنه لم يذهب إلى سيلين في حياته سواء هو شخصيا أو أشقاؤه لأن والدهم منعهم من ذلك خوفا عليهم مما يجري هناك.
وأوضح أنه كان يتوقع أن تتحسن الأحوال في سيلين بعد توسعة الطريق المؤدي إلى المنتجع إلا أن المنتجع لا يزال على حاله وهذه المرة ليس بسبب الطريق ولكن بسبب الاستعراضات التي تحدث على الطعوس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.