لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الوفيات أو الإصابات التي يشهدها شاطئ سيلين، الذي يقع على الساحل الشرقي جنوب مدينة مسيعيد في دولة قطر، والذي يتكون من كثبان رملية ممتدة على مساحات شاسعة، إلا أن الشاطئ أصبح يرتبط بالموت فلا يكاد يمر أسبوع دون حدوث وفاة أو إصابة بليغة خاصة في أوساط الشباب والسياح اللذين يمارسون ما يعرف برياضة التطعيس "ركوب الرمال" . وهي رياضة معروفة في دول مجلس التعاون الخليجي يمارسها في الغالب الشباب الذي يعشقون صعود التلال الرملية «الطعوس» بسياراتهم في جو من الإثارة وروح المغامرة، وسبب التسمية يعود إلى كلمة طعس والتي تعني التل. ورغم أن سيلين يعتبر المنتجع الأول الذي تقصده الغالبية العظمى تقريباً من المواطنين والمقيمين في المناسبات والأعياد وفي مواسم التخييم بالبر، إلا أن الكثيرين هجروه بحثاً عن مواقع أخرى خوفاً على أنفسهم وأبنائهم من المخاطر التي يرونها ويسمعون عنها، ويتسبب قيام الشباب بعمل الحركات الاستعراضية وسعيهم إلى لفت الانتباه إليهم والحركات المميتة على الكثبان الرملية في وقوع الحوادث المميتة والقاتلة. ويمارس الشباب رياضة التطعيس من خلال تأجير الدراجات النارية "البانشيات" أو سيارات الدفع الرباعي حديثة الطراز، ويبدأ الموسم في قطر مع بداية موسم التخييم ويشهد تزايد الأعداد في عطلة الأسبوع، ما قد يسبب زحاماً بالمكان ويوقع حوادث كثيرة. وتتزايد حوادث التطعيس في هذه الفترة خاصة لقائدي "البانشيات"، حيث لا يوجد قيد على استخدامها، كما أن بعض العائلات لديهم دراجات خاصة بهم، يركبها الأولاد الصغار ويصعدون بها المرتفعات وعندئذ تقع حوادث كثيرة. ويعتبر التطعيس أحد أهم المتنفسات التي يجدون فيها أنفسهم، خاصة وأن كثيراً من الأطفال يقودون الدراجات البخارية "البانشيات" دون أن يحملوا أي رخصة أو حتى يرتدون خوذة الصدمات لحمايتهم عند وقوع أي حادث. كما أن كثيراً من الشباب دون سن الثامنة عشرة يقودون سيارات الدفع الرباعي، وهم لا يحملون رخصة قيادة ما يعرضهم وأقرانهم للخطر الشديد، مع وجود الحوادث بصورة شبة يومية بسبب تهور الشباب. قوانين مع تزايد أعداد الوفيات بين الشباب تبرز الحاجة إلى وضع قوانين صارمة من أجل ممارسة هذه الرياضة، لمنع مثل هذه الحوادث وإلزام قائد العربة الصحراوية غير المغلقة بالكامل أو قائد الدراجة النارية الصحراوية ذات العجلتين أو ذات الثلاث أو ذات الأربع عجلات، بضرورة ارتداء خوذة الحماية. كما تبرز الحاجة إلى توفير دوريات للشرطة، مع تحديد مواقعهم عن طريق GPS على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع.