وسط حضور لم يشهده نادي الطائف الأدبي من قبل، أعلن الأديب الدكتور عبدالله الغذامي أنه لم يتراجع عن الليبرالية، وقال: «أتراجع عن ماذا؟ أنا لم أعتنقها، وما فعلته هو تشخيص لها بإلإجراء المنهجي، وما أنا إلاّ كالطبيب يشخّص ولا يُصدر أمرًا أو علاجًا، شخّصت الليبرالية، وأعود اليوم لأقول ما قلت عنها. وأكد الغذامي خلال محاضرته التي ألقاها مساء أمس الأول بنادي الطائف الأدبي، بأن اللغة العربية «حية لن تموت» مادام القرآن في القلوب. وعن المرأة، رأى الدكتور الغذامي أن المرأة وقعت بين معنيين، صريح، وهذا لا نختلف عليه، ومعنى ضمني وهنا مأرز الاختلاف من خلال أبعاد اجتماعية ونفسية ونمطية جعلت المرأة تتمرجح بين تلك الأبعاد ولم تكن لها استقلاليتها التي يجب أن تكون عليها لتخرج من عباءة الرجل وتعتز بما تكتنزه من إرث ثقافي نقلته بأمانة لنا الحكايات الشعبية التي وصفت المرأة وانتصرت لها بإنها العاقلة ذات الحكمة، ولم يكن للجمال قيمته بل لعقلها، ولذلك أطالب المرأة أن تنتصر لثقافتها وأنوثتها. الصالة النسائية تغيّرت معالم حديث حاضراتها من النساء، ليكون التأنيث حاضرًا لعائلات كل من تداخل من تلك الصالة. وكان الدكتور الغذامي قد خرج عن عنوان محاضرته «ماذا لو أن الأستاذ شنَّن لم يوافق الآنسة طبقة» ولم يجب عن السؤال، ولكنه تناول المرأة أكثر في محاضرته، وعرج بشيء يسير إلى الألسنة الشعبية، وقال: هي من أنصفت «طبقة»، بينما الأصمعي، وأبو عبيدة، وابن الكلبي قتلوا «طبقة» وأحيوا «شنن» لأنهم يكتبون ويروون لطبقة نخبوية ذكورية، فهم يتقرّبون إليهم ويحسّنون «شنن» في أعينهم لأنه يمثلهم. وعرج الغذامي للحديث عن الروايات، فقال: الروايات لا حارس لها فهي ليست كالشعر يحرسه قائله أو من يشائعه، فالرواية لا أب ولا أم لها. المحاضرة شهدت عدة مداخلات بدأها الشاعر أحمد الهلالي بتساءل: هل لدينا خصوصية سعودية، والمرأة من ينصفها؟ ليجيبه الغذامي بإن خصوصيتنا في ديننا لا عقال نلبسه، أو رقصة شعبية نؤديها، وينصف المرأة من كان نسقه إنسانيًّا لا نسقًا جاهليًّا. وتطرق الدكتور فهد الجهني إلى الفقه النسائي، وقال: هناك معايير للفقيه فمتى أن تحققت قد يكون هناك فقه نسائي كما هو في الحال على الرجل. وأشاد بكتاب الدكتور الغذامي «الفقيه الفضائي». هذا وقد تمركزت المداخلات الأخرى حول المرأة والثقافة الدينية ومدى تأثيرها.