دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شركات خاصة فجر أمس الجمعة، إلى مساعدتها في تدمير نحو ثلثي مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، وذلك بين الخيارات المطروحة من أجل إنجاز هذه العملية في المهلة المحددة التي تنتهي منتصف 2014. وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني إنها "تبحث عن شركات تجارية قد تكون مهتمة بالمشاركة في عملية استدراج عروض محتملة". وأضافت المنظمة المكلفة تطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية أن الأمر يتعلق "بمعالجة وتدمير مواد كيميائية خطرة أو غير مؤذية، عضوية أو غير عضوية، في إطار تدمير أسلحة كيميائية سورية". وكان المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية اعتمد في الخامس عشر من نوفمبر في لاهاي خارطة طريق حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية خارج سوريا بحلول منتصف العام المقبل. لكن وعلى الرغم من الاتفاق في هذا الشأن، لم توافق أي دولة على تدمير هذا المخزون على أراضيها. وتتعاون سوريا في عملية نزع الأسلحة هذه وقالت إنها تملك حوالى 1290 طنًا من الأسلحة الكيميائية أو مواد تدخل في إعدادها أو صناعتها، إلى جانب أكثر من ألف طن من الذخائر الكيميائية غير المعبأة. وتدمر بعض الأسلحة الكيميائية في عملية يتم استخدام مواد فيها لتعطيل مفعول بعض العناصر مثل غاز الخردل والكبريت مما يولد نفايات سائلة. أما غازات الأعصاب مثل السارين فتدمر بإحراقها في أغلب الأحيان. وقالت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها إن هناك 798 طنًا يجب التخلص منها و7,7 مليون ليتر من النفايات السائلة. وصرح المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كريستيان شارتييه لوكالة فرانس برس أن "هناك منتجات كيميائية يمكن تدميرها بشكل آمن من قبل القطاع الصناعي، من بينها مكونات كيميائية من بين الأكثر سمية ولم تمزج بعد". وأضاف إن "هذا ينطبق على ثلثي الأسلحة الكيميائية السورية". وتابع شارتييه إن "الشركات سيتم اختيارها كما في أي استدراج للعروض، استنادًا إلى معايير مثل المهل المقترحة والمؤهلات والسعر المعروض". إلا أن طلب المنظمة سيتطلب على الأرجح موافقة دولة على استقبال المواد الكيميائية على أرضها وهي مسألة لا يبدو حلها بسيطًا. وأي شركة يتم اختيارها للقيام بهذه المهمة، سيكون عليها إنجاز العملية في المهملة التي حدد موعد انتهائها منتصف 2014. وقالت المنظمة في رسالتها إن مهمة الانتهاء من التخلص من النفايات السائلة تنتهي في 31 ديسمبر 2014 أو بعد 6 أشهر من الموعد الذي حدده مجلس الأمن الدولي لتدمير الترسانة الكيميائية السورية بالكامل. وستشرف المنظمة على عملية التدمير التي تقوم بها أي شركة يتم اختيارها، لتؤكد انتهاء العملية بالكامل وبسلام. وأمهلت الشركات المهتمة حتى التاسع والعشرين من نوفمبر لتقديم عروضها إلى المنظمة. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذكرت الأربعاء أن الترسانة السورية يمكن أن تدمر في البحر. وكان المجلس التنفيذي للمنظمة وافق منتصف نوفمبر على خطة تفصيلية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014. ويفترض أن تتبناها المنظمة في 17 ديسمبر. ووضعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على موقعها لائحة بالمطلوب في استدراج العروض تتضمن المواد الكيميائية من نفايات ناتجة من تدمير أسلحة كيميائية ومعدات تريد من الشركة الخاصة المهتمة أن تقوم بتدميرها. ولا يشمل استدراج العروض هذا سوى جزء من الترسانة الكيميائية السورية. واتخذ قرار بنزع السلاح الكيميائي السوري إثر اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة ما أتاح تجنب ضربة أمريكية لمواقع النظام السوري كانت واشنطن هددت بها.