نواكشوط - "الخليج": أظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات النيابية والبلدية الموريتانية لليوم الثاني على التوالي، أن الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الجمهورية) اكتسح بشكل كبير أصوات الناخبين، وحصل على حصة الأسد من البرلمان والمجالس البلدية . وحسم الحزب الحاكم حتى الآن أكثر من 55 نائباً في الولايات الداخلية فيما لم تحسم أحزاب المعارضة المشاركة وفق ما أعلن من نتائج حتى الآن سوى 4 نواب . ولايزال حزب "تواصل" الإسلامي يتصدر نتائج المعارضة المشاركة، خاصة في البلديات، مع توقع فوزه ب9 نواب في اللوائح الوطنية . وتسود حالة من الترقب الشديد لنتائج اللوائح الوطنية (40 نائباً) ولائحة نواب نواكشوط (18 نائباً)، التي ستكون حاسمة في تحديد النتائج النهائية للمرحلة الأولى . وعمت أوساط أحزاب المعارضة المشاركة وبعض أحزاب الموالاة حالة من الرفض لنتائج الانتخابات في أغلب المقاطعات بعد إعلان النتائج الأولية لأغلب المقاطعات . وحاصر أنصار المعارضة مقار لجنة الانتخابات في كل من مدينة "روصو" (جنوب)، بعد أن أوضحت النتيجة توجه "الوئام" والحزب الحاكم لشوط ثان، فيما كان مرشح "الوئام" قد احتفل بالنصر معلنا أنه فاز بنسبة 54% . كما تدخلت قوات الدرك الليلة قبل الماضية مستخدمة القوة لتفريق أنصار المعارضة الذين حاصروا مقر لجنة الانتخابات في مدينة "المذرذرة" (جنوب)، متهمين اللجنة بالتلاعب في محاضر فرز الأصوات . وفي مدن بالمنطقة الشرقية مثل "الطينطان" و"باسكنو" و"كرو" يسود التوتر الشديد بين أنصار الحزب الحاكم والمعارضة . وفي مقاطعة "واد الناقة" (غرب) تلقى أنصار المعارضة صدمة كبيرة بعد احتفالهم أمس بالنصر، حيث أعلن مرشحو الحزب الحاكم أن المرحلة الأولى لم تحسم النتائج وأنهم سيخوضون المرحلة الثانية . واتهم حزب الوئام اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بالعمل في ضبابية وارتكاب خروقات، وسط أنباء عن تقدم كبير للحزب الحاكم على منافسيه . وأعرب حزب "الوئام" في بيان وزع على الصحفيين عن احتجاجه على تسيير اللجنة للعملية وما وصفه ب"الضبابية التي أحاطتها من عملية الاقتراع نفسها إلى فرز النتائج مرورا بالخروقات الجمة" . وبدوره أعلن الحزب الجمهوري (الموالي) عن تسجيل خروقات انتخابية، فيما أعلن حزب "تواصل" هو الآخر تسجيل عدد كبير من الخروقات . وأمام موجة النقد التي قوبلت بها لجنة الانتخابات، أصدرت هذه الأخيرة بيانا الليلة قبل الماضية أكدت فيه أنها "تتفهم في هذا الظرف، استعجال الناخبين والمترشحين والجمهور بصفة عامة، لمعرفة النتائج، وأنه مع ذلك يجب عليها أن تتقيد بمتطلبات الموثوقية والشفافية والمصداقية التي يقتضيها الرهان المرتبط بالاقتراع" . وأكدت اللجنة حرصها على أن "تتم عمليات الفرز ومعالجة النتائج بالدقة الضرورية، نظراً لتعقد العملية الانتخابية والظروف التي تمت فيها" . وأضافت "ذلك أنه قد تم التنافس بين 1500 لائحة في إطار أربعة (4) اقتراعات متزامنة يعنى بها أكثر من ستين (60) حزباً سياسياً، تضاف إلى ذلك المشكلات العديدة المرتبطة باتساع التراب الوطني وصعوبات الاتصال" . وأعربت لجنة الانتخابات عن ارتياحها للطريقة التي تمت بها جميع مراحل العملية الانتخابية . وأعلن إسلاميو موريتانيا، أنهم حسموا الحصول على 11 مقعداً نيابياً في اللوائح الوطنية ولائحة نواكشوط، ومقعدين في مقاطعة "واد الناقة"، وسينافسون في المرحلة الثانية على 12 مقعدا في دوائر "جكني"، و"الطينطان"، و"كرو" و"مقطع لحجار" و"العيون"، فيما حسموا 8 بلديات ويتجهون لإعادة الشوط في 35 بلدية، علاوة على الحصول على مئات المستشارين في بلديات أخرى .