أ.د. عاصم حمدان * كل من شاءت له الأقدار أن يحظى بتلقي العلم وتحصيل الدرس في مدرسة العلوم الشرعية بالمدينةالمنورة –وخصوصاً في حقبة السبعينيات والثمانينيات الهجرية لا تخطئ العين منه تلك المقامات الرفيعة من أساتذتها وفي مقدمتهم العلامة الأستاذ عبدالرحمن عثمان –رحمه الله- فلقد حوت شخصيته فنوناً عدة تطبيقية ونظرية، فهو يدرس الرياضيات من الأولى ومادة التعبير من الثانية، إضافة إلى إلمامه باللغة الإنجليزية على ندرة المتخصصين فيها آنذاك، كما حقق بعض كتب التراث، وكان أستاذنا رحمه الله وشقيقه أحمد على سمت رفيع من الوقار والتأدُّب حتى مع من يصغرونهم سناً وذلك لعمري ما افتقدته أجيال لاحقة في معلميها. لقد ورَّث أستاذنا أبناءه حُب الشعر والأدب، أقصد أسامة وأنس وزاهر، ونعيمان، وحسّان، وكما جمع الوالد في شخصيته بين العلم والأدب فلقد كان الشأن مع ابنه الأكبر أسامة الذي عرفته الأجيال في جامعة الملك سعود أستاذاً متمكناً في علم الإدارة كما ساهم في الكتابة في الشأن الثقافي، ويعد الفقيد -رحمه الله- واحداً من أبرز المثقفين في بلادنا بل يمكن القول إن شهرته تجاوزت المحلي إلى المحيط العربي. * ولم ينس الفقيد –رحمه الله- أساتذته وزملاءه، فأنت واجد وخصوصاً في ديوانه –واستوت على الجودي – مرثية صادقة لأستاذ الجميع بكر آدم –رحمه الله- وقصيدة يخفف فيها من آلام ولواعج زميله الدكتور علي جاد، ولعل ظواهر شعرية متميزة اتسمت بها إبداعات شاعرنا الكبير –رحمه الله- توقف عندها النقاد وفي مقدمتهم أستاذنا الدكتور منصور الحازمي، وكنت تجد رنة الحزن واضحة فتسري في مسارب قصيدته. ولعلي أورد هنا أبياتاً من قصيدة لفقيد الثقافة والأدب في بلادنا – يسكب فيها عاطفته إزاء والده الذي أقعده المرض في أواخر حياته، وكنت اطلعت على القصيدة إياها في مسودتها الأصلية، يقول شاعرنا: بين جفنيك غبار النَّصَب وعلى عينيكَ ظِلُّ الوَصَبِ وعلى وجهكَ آياتُ البِلى رسَمتها فيه أيدي الحُقبِ ضرب النسيانُ سوراً بيننا وحجاباً فوق كل الحجبِ جئتُ والأشواق.. تحدُّ مراكبي في بحار طوّحت بالمراكبِ وعلى الشاطئ لم ألمح يداً لامست في الأفق هام الشُّهبِ يا للدهر.. لم أكن أعرفه في وجوه الناس أو في الكتبِ ليس للصالح فيه موضعٌ ولا فيه مكان لأبي زرع الزيف فأمسى غرسه في قلوب الناس مثوى الرِّيبِ ومضى يرفدُ من أوضاره حمأة الإفكِ ووحل الكذبِ للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain