أغلقت الإدارات والمدارس وحتى معظم المحال التجارية في بنغازي، أمس، للمطالبة برحيل المجموعات المسلحة بعد صدامات عنيفة بين الجيش وجماعة انصار الشريعة السلفية الجهادية . ولبى السكان بذلك دعوة المجلس المحلي في بنغازي إلى العصيان المدني لإدانة العنف بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة بين الجيش وأنصار الشريعة وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى و69 جريحاً، حسب آخر حصيلة اعلنتها لجنة الأزمة في وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة . وأبقت معظم المحال التجارية أبوابها مغلقة، كما بقيت الجامعات والمدارس مغلقة مثل الإدارات والمصارف . وحدها المستشفيات ومحطات الوقود واصلت العمل بشكل طبيعي . وقال المجلس المحلي في بنغازي في بيان تلاه رئيسه محمود بورزيزة ليل الاثنين/الثلاثاء إنه "يدعو إلى العصيان المدني في المدينة بدءاً من صباح أمس، وأعلن "الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا أحداث بنغازي" . كما طلب المجلس من "أعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الممثلين لبنغازي العودة إلى بنغازي فوراً" . وفي سياق متصل، أعلن اتحاد منظمات المجتمع المدني في مدينة بنغازي خلال وقفة احتجاجية على أحداث الاثنين حالة العصيان المدني العام حتى خروج الفصائل المسلحة غير الشرعية كافة من المدينة . لكن هذا الاتحاد طالب في بيان بتجميد عمل المجلس المحلي للمدينة حتى انتخاب المجلس البلدي وعميده، لافتاً إلى أن المجلس لا يقوم بعمله على الوجه الأكمل . وليل الاثنين اجتمع رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان وعدد من وزرائه ورئيس الاركان العامة مع قادة الجيش والأمن في مقر قاعدة بنينا الجوية في بنغازي . وقال مصدر أمني مسؤول إن زيدان ناقش خلال زيارته الخاطفة للمدينة ما جرى من أحداث وآليات تفعيل قرار إخلاء مدينة بنغازي من المظاهر المسلحة ودعم الجيش والشرطة . من جهته، كشف المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان أن رئاسة المؤتمر في إطار متابعتها المتواصلة لأحداث بنغازي اجتمعت الاثنين مع وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة عبدالله الثني وتابعت معه آخر تطورات الموقف . ونقل حميدان عن الثني قوله إن وزارة الدفاع تواصلت مع جماعة أنصار الشريعة التي طالب أعضاؤها بحسب الثني بتوفير ممر آمن للخروج من المدينة بمختلف أنواع الأسلحة . لكن الثني أكد أن "مختلف قادة الجيش في المدينة تعهدوا توفير ممر أمن لأعضاء جماعة انصار الشريعة للخروج من المدينة بالأسلحة الخفيفة فقط، شرط تسليم الاسلحة المتوسطة والثقيلة للسلطات" . وقال حميدان إن أعيان ومشائخ وحكماء مدينة بنغازي بالتواصل مع رئاسة المؤتمر يعملون على تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوتر وإنهاء الخلاف، لافتاً إلى أن المؤتمر الوطني العام حريص على ألا يسيل مزيد من الدم من الطرفين لكونهم ليبيين . وكان المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم إبراهيم الشرع أعلن في وقت سابق أن "طائرات سلاح الجو الليبي ستقصف أي رتل عسكري من غير القوات النظامية يحاول الدخول أو الخروج من مدينة بنغازي" . وفي تطور لافت للأحداث هاجمت مجموعة من المواطنين ليل الاثنين مقراً لجماعة أنصار الشريعة في مدينة أجدابيا (160 كلم غرب بنغازي) وأجبرتها على الخروج من المبنى الذي تستغله الجماعة لأعمال خيرية . وقال المحتجون الذين سلموا هذا المبنى إلى الكتيبة 146 مشاة التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش إن "هذا الإجراء جاء في إطار التضامن مع قوات الجيش في مدينة بنغازي" . (وكالات)