دعا مسؤولون محليون في بنغازي، إلى العصيان المدني لإدانة العنف بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة بين الجيش وجماعة أنصار الشريعة السلفية الجهادية وأسفرت عن سقوط 7 قتلى و69 جريحًا، حسب آخر حصيلة أعلنتها لجنة الأزمة في وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة. وقال المجلس المحلي في بنغازي في بيان تلاه رئيسه محمود بورزيزة ليل الاثنين الثلاثاء، إنه «يدعو إلى العصيان المدني في المدينة بدءًا من صباح (أمس) الثلاثاء»، وأعلن «الحداد لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا أحداث بنغازي». كما طلب المجلس من «أعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الممثلين لبنغازي العودة إلى بنغازي فورًا». واندلعت مواجهات فجر الاثنين بين جماعة أنصار الشريعة الإسلامية وقوات خاصة ليبية في بنغازي، هي الأولى من نوعها بين جماعة إسلامية والجيش الذي دعا كافة العسكريين إلى «الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري». وفي آخر حصيلة رسمية لهذه الاشتباكات، أكد مدير عام الشؤون الإدارية ومقرر لجنة الأزمة والطوارئ في وزارة الصحة صلاح عبدالدائم أمس الثلاثاء، سقوط 7 قتلى بينهم مدني و69 جريحًا. وأوضح عبد الدائم أنه «جرى إيواء 37 جريحًا منهم 5 في العناية المركزة»، مشيرًا إلى «أن هؤلاء الجرحى موزعون على مختلف مستشفيات المدينة». من جهته، أعلن اتحاد منظمات المجتمع المدني في مدينة بنغازي خلال وقفة احتجاجية على أحداث الاثنين حالة العصيان المدني العام حتى خروج كافة الفصائل المسلحة غير الشرعية من المدينة. لكن هذا الاتحاد طالب في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، بتجميد عمل المجلس المحلي للمدينة حتى انتخاب المجلس البلدي وعميده، لافتًا إلى أن المجلس لا يقوم بعمله على الوجه الأكمل. وليل الاثنين اجتمع رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان وعدد من وزرائه ورئيس الأركان العامة مع قادة الجيش والأمن في مقر قاعدة بنينا الجوية في بنغازي. وقال مصدر أمني مسؤول لفرانس برس، إن زيدان ناقش خلال زيارته الخاطفة للمدينة ما جرى من أحداث وآليات تفعيل قرار إخلاء مدينة بنغازي من المظاهر المسلحة ودعم الجيش والشرطة. فيما كشف المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان لفرانس برس، أن رئاسة المؤتمر في إطار متابعتها المتواصلة لأحداث بنغازي اجتمعت مع وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة عبد الله الثني وتابعت معه آخر تطورات الموقف. ونقل حميدان عن الثني قوله إن وزارة الدفاع تواصلت مع جماعة أنصار الشريعة والتي طالب أعضاؤها بحسب الثني توفير ممر آمن للخروج من المدينة بمختلف أنواع الأسلحة. لكن الثني أكد أن «مختلف قادة الجيش في المدينة تعهدوا بتوفير ممر آمن لأعضاء جماعة أنصار الشريعة للخروج من المدينة بالأسلحة الخفيفة فقط، شرط تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للسلطات». وقال حميدان إن أعيان ومشائخ وحكماء مدينة بنغازي بالتواصل مع رئاسة المؤتمر يعملون على تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوتر وإنهاء الخلاف، لافتًا إلى أن المؤتمر الوطني العام حريص على ألا يسل مزيد من الدم من الطرفين لكونهم ليبيين. وكان المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم إبراهيم الشرع أعلن لفرانس برس في وقت سابق، أن «طائرات سلاح الجو الليبي ستقصف أي رتل عسكري من غير القوات النظامية يحاول الدخول أو الخروج من مدينة بنغازي».