عواصم - وكالات - انضمت عدة حكومات إلى طوكيو في انتقاد إعلان الصين إقامة منطقة دفاع جوي في بحر الصين الشرقي فوق جزر متنازع عليها بين البلدين فيما أعلنت شركتا طيران يابانيتان انهما ستلتزمان بقواعد بكين المتعلقة بالطيران فوق تلك المنطقة. وفيما بدأت عدة عواصم في أنحاء العالم تتخذ مواقف ضد الصين بسبب إعلانها الأحادي الجانب إقامة منطقة مراقبة جوية، أعلنت أبرز شركتي طيران يابانيتين أنهما ستنصاعان لمطالب الصين. وأعلنت "جابان ايرلاينز" و"أول نيبون إيرويز" أنهما ستعرضان من الآن وصاعدا مسار الرحلات في هذه المنطقة على السلطات الصينية من أجل سلامة ركابهما بشكل خاص. وقد أعلنت الصين السبت قرار إقامة "منطقة دفاع جوي" في بحر الصين الشرقي يتضمن ترسيمها جزرًا تخضع للسيطرة اليابانية لكن الصين تطالب بها. واحتجت طوكيو بشدة على إقامة هذه المنطقة التي تشمل جزر سينكاكو، الأرخبيل الذي تسيطر عليه اليابان لكن تطالب الصين به وتطلق عليه اسم دياويو. وأعلنت أستراليا أمس أنها استدعت السفير الصيني للاحتجاج على إعلان بكين المفاجئ. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب "توقيت وطريقة إعلان الصين لا يساعدان في ضوء التوتر الإقليمي الحالي ولن يساهمان في الاستقرار الإقليمي". وأضافت إن "أستراليا عبرت بوضوح عن معارضتها لأي عمل ملزم وأحادي يهدف إلى تغيير الوضع القائم في بحر الصين الشرقي". من جهتها اعتبرت ألمانيا أن الخطوة "تثير مخاطر حادث مسلح بين الصينواليابان". وكانت الولاياتالمتحدة أصدرت الاثنين موقفا مؤيدا بالكامل لليابان بإعلانها أن جزر سنكاكو مشمولة ببنود الاتفاقية الأمنية بين الولاياتالمتحدةواليابان. وقال جوش أرنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريح على متن الطائرة الرئاسية أن "هذا الإعلان الصادر عن الحكومة الصينية تصعيدي". وجمع رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي وزيري الخارجية والدفاع فيما ندد الناطق باسمه بمحاولة الصين تغيير الوضع القائم في المنطقة "بقوة ومن جانب واحد". وقال مدير مكتب الحكومة يوشيدي سوغا للصحافيين "بالتعاون مع المجموعة الدولية، نحن نحث بقوة الجانب الصيني على تغيير الوضع". من جهته شدد وزير النقل الياباني اكيهيرو اوتا على أن الإعلان الصيني "ليس ساريا" ودعا شركة الخطوط الجوية اليابانية إلى تجاهله. لكن ابرز شركات الطيران أعلنت انصياعها لمطالب الصين. وقال متحدث باسم شركة "أول نيبون ايرويز" "لقد اتخذنا الإجراءات بما يتوافق مع القواعد الدولية" مضيفا "السلامة هي ابرز أولوياتنا. ويجب أن نتجنب أي احتمال لسيناريو سيئ". من جهتها قالت شركة بيتش للطيران إنها اتخذت خطوات مماثلة. وقال متحدث باسمها "سنواصل عرض خطط سير طيراننا على الجانب الصيني في الوقت الراهن". والاثنين استدعت طوكيو السفير الصيني لمطالبته بتوضيحات حول الخطة معتبرة أنها "ستتدخل بحرية الطيران فوق البحار". وبموجب القواعد السارية فإنه يتوقع من الطائرات أن تقدم مسار رحلتها وأن تحدد بوضوح جنسيتها وان تبقي على اتصال اللاسلكي المشترك بشكل يتيح لها "الرد بدقة وفي الوقت اللازم" على مطالب تحديد هويتها من قبل السلطات الصينية. وتشمل المنطقة أيضا قسما من المياه الإقليمية التي تطالب بها تايوان وكوريا الجنوبية اللتين عبرتا أيضا عن استيائهما من الخطوة الصينية. وفي تايبه قال مسؤول في مصلحة الطيران المدني التايواني إن الخطوط الجوية التايوانية ستلتزم بالقواعد التي حددها الصين وستقدم بيانات مسار الرحلات إلى سلطات الطيران الصينية. لكن الخطوط الجوية الكورية ومنافستها الكورية الجنوبية اسيانا إيرلاينز قالتا انهما لن تلتزما بالمطالب الصينية بتحديد خط رحلاتها مسبقا للسلطات الصينية. وجاء في بيان للخطوط الجوية الكورية وتبعتها تعليقات مماثلة من أسيانا "لن تحصل تغييرات في عملياتنا إلى أن يتم إصدار توجيهات جديدة من وزارة النقل". وفي المقابل، حصد إعلان الصين إقامة منطقة مراقبة جوية تأييدًا كبيرًا لدى مواطنيها.